التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير الكهرباءتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددةعاجلكهرباءوحدة أبحاث الطاقة

كيف يدعم قطاع الكهرباء في الصين أهداف خفض الانبعاثات؟ (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

اقرأ في هذا المقال

  • الفحم يسيطر على مزيج توليد الكهرباء في الصين بنسبة 58%
  • استهلاك الكهرباء في الصين قد يتضاعف بحلول منتصف القرن (2050)
  • الصين تُحقق تقدمًا سريعًا في تحقيق أهداف الطاقة المتجددة
  • سعة الطاقة المتجددة قد تصل إلى 6 آلاف غيغاواط بحلول 2050

من المنتظر أن يؤدي قطاع الكهرباء في الصين دورًا حاسمًا فيما يتعلق بتحقيق الأهداف المناخية، سواء من خلال إزالة الكربون من القطاع نفسه أو عن طريق القطاعات الأخرى، مع إسهامه بأكثر من 40% من انبعاثات الاحتباس الحراري للبلاد.

ليس هذا فحسب، بل إن ذلك يمكن أن يدفع العالم أجمع نحو الحياد الكربوني، كون الصين أكبر مستهلك للكهرباء وكذلك انبعاثات الكربون عالميًا، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ومن المتوقع نمو سعة الطاقة المتجددة في الصين إلى ما يقرب من 6 آلاف غيغاواط بحلول عام 2050، حسب تقرير حديث صادر عن شركة أبحاث الطاقة، ريستاد إنرجي.

وتعمل الصين على تطوير سعة الطاقة المتجددة أكثر من أيّ دولة أخرى في العالم، مع أهداف الوصول إلى ذروة الانبعاثات بحلول عام 2030، وتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2060.

استهلاك الكهرباء في الصين

من المتوقع أن يصل الطلب على الكهرباء في الصين خلال العام الجاري (2022) إلى 7 آلاف و400 تيراواط/ساعة، مع إسهام الفحم في تلبية هذا الاستهلاك بنسبة 58%، تليه الطاقة المائية 14% وطاقة الرياح 12%.

وتُقدّر ريستاد إنرجي أن يصل استهلاك الصين من الكهرباء إلى 13.6 ألف تيراواط/ساعة بحلول عام 2050، إذ يأتي معظم النمو من قطاع النقل ثم القطاعين الصناعي والسكني.

وفي الأعوام الـ20 الماضية، أعطت الصين الأولوية لتطوير محطات الكهرباء العاملة بالفحم، من أجل توفير مصدر موثوق وميسور التكلفة، باستخدام احتياطياتها الكبيرة، وهو ما دعّم النمو الاقتصادي للبلاد وقلل من اعتمادها على الواردات.

ولذلك، ارتفعت سعة محطات الفحم لتوليد الكهرباء في الصين إلى 1115 غيغاواط العام الجاري، لكن البلاد اتجهت -أيضًا- منذ عام 2010 إلى تنويع مزيج الكهرباء عبر تركيب سعة 360 غيغاواط من الطاقة الشمسية وسعة مماثلة من طاقة الرياح، إلى جانب 160 و46 غيغاواط من الطاقة المائية وطاقة النووية على التوالي، ما يجعلها أكبر مطور لقدرات الطاقة المتجددة عالميًا.

ويُحتم نمو استهلاك الكهرباء في الصين استمرار العمل على تعزيز قدرات التوليد، التي يجب أن يركز على المصادر المتجددة، التزامًا بالأهداف المناخية مع استبدال سعة الوقود الأحفوري، وهو ما تعمل عليه الدولة حاليًا.

قدرات توليد الكهرباء في الصين

تحتاج الصين إلى أكثر من 6 آلاف و200 تيراواط/ساعة من إمدادات الكهرباء الجديدة، لتلبية الطلب في المستقبل، مع استبدال محطات الطاقة المتجددة أو الغاز بالفحم، على أن تكون الأولوية للمصادر النظيفة.

وفي الوقت الحالي، تبلغ قدرة محطات الفحم قيد التطوير في الصين ما لا يقل عن 25 غيغاواط، وهو ما قد يدفع حرق الفحم لتوليد الكهرباء إلى ذروته عند 1140 غيغاواط بحلول عام 2025.

وعلى النقيض من ذلك، من المتوقع استمرار نمو سعة محطات الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء في الصين من 112 غيغاواط هذا العام، لتصبح 355 غيغاواط بحلول عام 2050، ما يساعد على استبدال محطات الفحم وتوفير الموثوقية والمرونة لنظام الكهرباء.

وبالنظر إلى أن توليد الكهرباء من الغاز ينبعث منه نحو نصف كمية ثاني أكسيد الكربون، مقارنة مع الفحم، فمن غير المتوقع أن يؤدي النمو في قدرة محطات الغاز المركبة إلى زيادة إجمالي انبعاثات الصين، حسب التقرير الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

وعلى هذا النحو، تتوقع ريستاد إنرجي أن تبلغ انبعاثات الاحتباس الحراري من قطاع الكهرباء في الصين ذروتها عام 2023، وهذا من شأنه أن يدفع البلاد إلى تحقيق هدف ذروة الانبعاثات بحلول عام 2030.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي خطة الصين لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060:

الحياد الكربوني - الصين

أهداف الطاقة المتجددة

تستهدف الصين زيادة إجمالي السعة المركبة من الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح إلى 1200 غيغاواط بحلول عام 2030، مقارنة مع 745 غيغاواط عام 2022، وفق المعلن خلال قمة المناخ كوب 26 في المملكة المتحدة في أواخر عام 2021.

وأمام ذلك، تشير التطورات الحالية إلى أن الصين قد تتجاوز هذا الهدف مع توقعات وصول السعة الإجمالية المركبة إلى 2000 غيغاواط بنهاية العقد الحالي.

وبحلول عام 2050، من المرجح أن تصل قدرة الطاقة المتجددة المركبة -الطاقة الشمسية وطاقة الرياح- في الصين إلى 6 آلاف غيغاواط، بالإضافة إلى 540 غيغاواط من الطاقة الكهرومائية، و296 غيغاواط من الطاقة النووية.

ومن شأن ذلك أن يرفع حصة توليد الكهرباء في الصين من المصادر النظيفة إلى 91% بحلول 2050، وفق التقرير الذي تابعته وحدة أبحاث الطاقة.

وما يساعد الصين على تعزيز قدرة الطاقة المتجددة هو أن التكلفة المستوية للكهرباء -صافي القيمة الحالية لتكلفة وحدة الكهرباء على مدى عمر المنشأة- من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح البرية أقل من الفحم والغاز الطبيعي.

وعلى سبيل المثال، تبلغ التكلفة المستوية للكهرباء من الطاقة الشمسية في الصين حاليًا 50 دولارًا لكل ميغاواط/ساعة، مقارنة بأكثر من 80 دولارًا لكل ميغاواط/ساعة لمحطة فحم جديدة و55 دولارًا للمحطات القائمة.

طاقة الرياح في الصين
توربينات رياح - أرشيفية

هل الصين على المسار الصحيح نحو الحياد الكربوني؟

من شأن أهداف الطاقة المتجددة الحالية أن تضع الصين على المسار الصحيح لتحقيق مسار خفض الاحترار العالمي 1.9 درجة مئوية، ما يعني الحاجة إلى بذل المزيد من الجهود للوصول إلى 1.5 درجة مئوية.

ويتطلّب ذلك انخفاض أسرع لتوليد الكهرباء من الوقود الأحفوري في الصين وتعزيز احتجاز الكربون وتخزينه وتعزيز سعة الطاقة المتجددة، من أجل خفض أكثر لانبعاثات الكهرباء المتبقية والبالغة ألف ميغا طن بحلول 2050، ودفعها نحو الصفر.

ومن أجل البقاء على المسار الصحيح لتلبية سيناريو 1.5 درجة مئوية، تحتاج الصين إلى مضاعفة قدرة الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح البرية بحلول عام 2050، من أجل استبدال أسرع لمحطات الفحم.

وتستطيع الصين تحقيق ذلك، كونها أكبر مُصنّع في العالم للألواح الشمسية بقدرة تصنيعية حالية تبلغ 425 غيغاواط سنويًا، مع توقعات أن تصل إلى 613 غيغاواط سنويًا بحلول عام 2030.

كما أن هناك حاجة إلى تركيب 4300 غيغاواط من سعة بطاريات تخزين الكهرباء في الصين بحلول عام 2050، مقارنة بـ1084 غيغاواط في سيناريو الأهداف المناخية الحالية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق