مصر تحرق زيت الوقود الروسي لتوفير الغاز الطبيعي وتصديره (تقرير)

محمد عبد السند

2022-12-14

0 2٬354

تعمل مصر على توفير الغاز الطبيعي من أجل تصديره للخارج، لذلك زادت من وتيرة استهلاكها لزيت الوقود الروسي في محطات الكهرباء إلى أعلى مستوى خلال 5 سنوات.

وبلغت معدلات استهلاك زيت الوقود (المازوت) القادم من روسيا في محطات الكهرباء المصرية، أعلى مستوياتها، في توقيت تسعى فيه القاهرة إلى توفير أكبر كمية من الغاز وتخصيصها للتصدير، وفق ما نشرته وكالة رويترز، نقلًا عن بيانات أفرج عنها جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك.

ويُطلق زيت الوقود الروسي كميات ضخمة من غاز ثاني أكسيد الكربون عند حرقه، إلا أن مصر تعتمد عليه لتوليد كميات أكبر من الكهرباء وبتكلفة أقل من تكلفة الغاز الذي تجهزه للتصدير، مما يسهم في توفير العملة الصعبة، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

حصة المازوت في توليد الكهرباء

وصل معدل استهلاك زيت الوقود الروسي (المازوت) ضمن مزيج الكهرباء نحو 20.95% في أكتوبر/تشرين الأول 2022، حسبما أوضحت بيانات جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك، وهي أرقام تعد الأعلى من نوعها منذ سبتمبر/أيلول 2017، حينما بلغت حصة المازوت 22.82% في مزيج الطاقة.

وينشر جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك تفاصيل أنواع الوقود المُستخدم في توليد الكهرباء خلال أيام معينة شهريًا، لكن هذا لا يزال يكشف عن توجه صعودي منذ أواخر العام 2021.

وبلغ الطلب على زيت الوقود الروسي في مصر أعلى مستوياته في 4 أعوام، عند 135 ألف برميل يوميًا خلال سبتمبر/أيلول 2022، حسبما أظهرت ببانات صادرة عن مبادرة بيانات المنظمات المشتركة (جودي).

وسجلت شحنات زيت الوقود الروسي إلى مصر صعودًا أيضًا خلال العام الجاري 2022، لتستقر عند 1.17 مليون برميل في يونيو/حزيران 2022، وهو أعلى مستوى رصدته بيانات الشحن التي أفرجت عنها مؤسسة "ريفينيتيف" العالمية، والتي نُشرت للمرة الأولى في أبريل/نيسان 2015.

تصدير الغاز الطبيعي المسال

في يونيو/حزيران (2022)، وقعت مصر اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي وإسرائيل لتعزيز مبيعات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، في إطار حاجة أوروبا المتنامية للغاز الطبيعي ليكون عوضًا لواردات الطاقة الروسية.

وأعلنت الحكومة المصرية أنها بصدد ترشيد معدلات استهلاك الغاز، واستبداله بأنواع وقود أخرى بديلة، ومنها زيت الوقود الروسي، الذي استوردت شحنات كبيرة منه خلال الأشهر الأخيرة.

يشار إلى أن رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي كان قد أعلن في مؤتمر صحفي خلال أغسطس/آب 2022، أنه من المتوقع أن تصدر مصر ما نسبته 15% من إنتاجها من الغاز، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ويبرز المازوت -وهو مزيج من المواد الهيدروكربونية الثقيلة التي تحتوي على مواد سامة مثل الكبريتيد والمعادن الثقيلة- بوصفه الوقود البديل، حيث من الممكن تكسيره لإنتاج الديزل.

ومن المتوقع أن تسجل صادرات الغاز المصرية مستويات قياسية تصل إلى ما يتراوح من 7-8 ملايين طن في العام الجاري (2022)، وفقا أرقام صادرة عن منظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط "أوابك".

وبلغت صادرات الغاز المصرية في الـ3 شهور الأولى من 2022، زهاء 1.9 ملايين طن، وهي نفس المستويات المسجلة خلال الفترة ذاتها من العام الماضي 2021.

وتُعزى هذه الزيادة بشكل أساسي إلى أعمال التطوير التي شهدتها حقول الغاز في منطقة شرق المتوسط، وعودة العمل بمحطة الإسالة الواقعة في دمياط خلال العام الماضي 2021، والتي أسهمت في زيادة صادرات الغاز المسال إلى أوروبا.

وفي السياق ذاته، سجلت صادرات مصر من الغاز الطبيعي والغاز المسال خلال الفترة من بداية يناير/كانون الثاني إلى نهاية أبريل/نيسان 2022، ما قيمته 3.892 مليار دولار، بزيادة نسبتها 98% قياسًا بالفترة ذاتها من عام 2021، بحسب أرقام صادرة عن وزارة البترل المصرية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضا..