وكالة الطاقة الدولية: ارتفاع أسعار الوقود يدعم تسريع وتيرة كفاءة الطاقة
أمل نبيل
أسهَم ارتفاع أسعار النفط والغاز في أعقاب الحرب الروسية على أوكرانيا، في فبراير/شباط 2022، وضيق إمدادات الوقود العالمية في تسارع وتيرة كفاءة الطاقة، خلال العام الجاري، وفق بيان حديث لوكالة الطاقة الدولية اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وعلى الرغم من ذلك؛ فإن وكالة الطاقة الدولية ترى أن الأمر لا يزال غير كافٍ للوفاء بأهداف تغير المناخ، والحد من الانبعاثات الكربونية، بحسب رويترز.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية زيادة الاستثمارات العالمية في مجال كفاءة الطاقة مثل المضخات الحرارية وعزل المباني بنسبة 16%، خلال العام الجاري (2022)، إلى 560 مليار دولار.
تحسين كفاءة الطاقة
دعت الوكالة -التي تتخذ من باريس مقرًا لها- الحكومات إلى إعطاء الأولوية للجهود المبذولة لتحسين كفاءة الطاقة في المباني ووسائل النقل.
ويمكن أن تؤدي كفاءة الطاقة دورًا محوريًا في تقليص الاعتماد على موارد الوقود الأحفوري، وتحقيق الأهداف المناخية للدول.
وأكدت وكالة الطاقة أن المبنى أو السيارة أو المنشأة الصناعية القائم على كفاءة الطاقة، يستخدم طاقة أقلّ لأداء الوظيفة نفسها، مع توفير تكاليف أكثر من الاستثمارات المطلوبة لتحقيقها.
وقال رئيس وكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، في بيان، اليوم الجمعة 2 ديسمبر/كانون الأول 2022، إنه لا يمكن تلبية طموحات خفض الانبعاثات الكربونية والحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض، من خلال التركيز فقط على مشروعات الطاقة المتجددة.
وتوقعت الوكالة، في تقرير صادر خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، زيادة انبعاثات الكربون من الوقود الأحفوري بأقلّ من 1%، أو ما يعادل 300 مليون طن في عام 2022، ليصل الإجمالي إلى 33.8 مليار طن، بفضل التوسع في مصادر الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية.
وأضاف فاتح بيرول: "أدت أزمة النفط العالمية في سبعينيات القرن الماضي، إلى تحسينات جوهرية في كفاءة استخدام الطاقة في السيارات والأجهزة والمباني من قِبل الحكومات".
المضخات الحرارية
قال رئيس وكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول: "في خِضم أزمة الطاقة اليوم، نشهد دلائل على أن كفاءة استخدام الطاقة أصبحت تحظى بالأولوية مرة أخرى".
وتسبّب نقص إمدادات الوقود الروسي من النفط والغاز، جرّاء العقوبات الغربية على موسكو والحظر الأوروبي وسقف الأسعار المرتقب للنفط الروسي، في أزمة طاقة حادة في ربوع العالم، وخاصة القارة الأوروبية.
وأضاف بيرول: أدى ضخ الاستثمارات إلى تحسين كفاءة استخدام الطاقة بنسبة 2%، خلال العام الجاري، مقارنة بالعام الماضي 2021، أي ما يقرب من ضعف معدل السنوات الـ5 الماضية، لكنه لا يزال أقل من متوسط 4% سنويًا، الذي حددته وكالة الطاقة الدولية خلال العقد الحالي، لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وشهد عام 2021 -بحسب وكالة الطاقة- أكبر زيادة سنوية على الإطلاق في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بقطاع الطاقة عالميًا، لتصل إلى 36.3 مليار طن، وهو أكثر من الانخفاض المحقق في 2020.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية بيع ما يقرب من 3 ملايين مضخة حرارية -التي تستخدم الطاقة الميكانيكية التي تعمل بالكهرباء بدلًا من الوقود الأحفوري- لتدفئة وتبريد المباني في أوروبا هذا العام، أي ضعف عدد المضخات المبيعة في عام 2019.
تُقدّر وكالة الطاقة الدولية أن المضخات الحرارية يمكنها أن تقلل الطلب على الغاز الطبيعي بنحو 7 مليارات متر مكعب في عام 2025، أي ما يعادل الغاز المنقول عبر خط أنابيب بحر الأدرياتيكي في عام 2021.
ويوضح الرسم البياني أدناه -من وحدة أبحاث الطاقة- الدور الذي يؤديه تحسين كفاءة الطاقة في تقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري:
موضوعات متعلقة..
- وكالة الطاقة الدولية تتوقع مبيعات قياسية للمضخات الحرارية خلال السنوات المقبلة
- وكالة الطاقة الدولية تتوقع ارتفاع استهلاك الكهرباء في جميع السيناريوهات (تقرير)
- وكالة الطاقة الدولية تتوقع تباطؤ نمو الطلب على النفط خلال 2023
اقرأ أيضًا..
- وودسايد الأسترالية تخطط لبدء إنتاج الهيدروجين السائل في أميركا بحلول 2026
- هل توافق دول أوروبا على شراء الغاز الروسي من تركيا؟ (تحليل)
- الطاقة المتجددة في المغرب تؤمّن احتياجات المصانع من الكهرباء