التغير المناخيتقارير التغير المناخيتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

هل تفيد التنبؤات المناخية أزمة الطاقة في أوروبا؟.. دراسة تجيب

مي مجدي

توصّل مجموعة من الباحثين في إسبانيا إلى منهجية جديدة قادرة على التنبؤ بالمناخ، ويمكنها الحدّ من أزمة الطاقة في أوروبا، لا سيما أن الكثير من البلدان تتجه -حاليًا- للاعتماد على الطاقة المتجددة، وبات ضروريًا التوقع بالتغيرات المسؤولة عن انخفاض الإنتاج من هذه المصادر.

وأظهر الباحثون في مركز برشلونة سوبركمبيوتينغ سنتر (بي إس سي) كيف تؤثّر أنماط دوران الغلاف الجوي على نطاق الكوكب، والمعروفة بـ"الاتصال عن بعد"، في إنتاج الطاقة المتجددة بمختلف البلدان الأوروبية.

واقترح الباحثون في دراسة بعنوان "التنبؤ الموسمي لتوليد الطاقة المتجددة في أوروبا استنادًا إلى 4 مؤشرات للاتصال عن بعد"، طريقة للتوقع المسبق للتغيرات التي تطرأ على مصادر الطاقة المتجددة من خلال التنبؤات المناخية.

ويمكن لهذه التنبؤات أن تفيد مشغّلي شبكات الكهرباء في التخطيط لاستخدام مصادر بديلة للطاقة، كما إنها ستكون مجدية لشركات الكهرباء في تحديد الأسعار، وللحكومات لتجنّب تكرار أزمات الطاقة.

العقبة في أوروبا

من أجل حماية كوكب الأرض، أعلنت المفوضية الأوروبية في عام 2020 التزامها بأن تصبح أوروبا أول قارّة خالية من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول 2050.

أزمة الطاقة
صورة تجمع مؤلفي الدراسة- الصورة من موقع مركز برشلونة سوبركمبيوتينغ سنتر

وقبل أيام قليلة، حذّرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (آي بي سي سي) من ضرورة خفض هذه الانبعاثات على المدى القصير.

لكن أكبر عقبة أمام تحقيق هذا التحدي هي إزالة الكربون من قطاع الطاقة.

ومع ذلك، فإن أحد العوامل الرئيسة التي تحدّ من إمدادات الطاقة المتجددة، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، هو اعتمادها على الطقس، خاصة سرعة الرياح ودرجات الحرارة، والذي يتغير حسب التقلبات الجوية الطبيعية أو تغير المناخ.

ووفقًا لمؤلفي الدراسة، تبعث آثار تغير المناخ وأزمة الطاقة التي تمر بها أوروبا نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا، رسالة واضحة مفادها أن نظام الكهرباء في القارّة العجوز بحاجة إلى المضي قدمًا نحو مصادر الطاقة المتجددة لتحقيق استقلال الطاقة.

وأشار الباحثون إلى أنه يمكن تحقيق ذلك من خلال إمكانية التنبؤ بتقلبات الطقس والمناخ التي تؤثّر في مصادر الطاقة المتجددة، حسبما نشر موقع بي في ماغازين.

الاتصال عن بعد

يمتد تأثير التغييرات في الغلاف الجوي بمنطقة واحدة لمساحات شاسعة؛ لذا يمكن للعلماء والباحثين توقّع أحوال المناخ من خلال أنماط الاتصال عن بعد، وهي عبارة عن مؤشرات تلخّص حركة الهواء حول سطح الأرض.

وفي أوروبا، يتأثّر العرض والطلب على الكهرباء بالتغيرات في 4 مؤشرات للاتصال عن بعد، والتي يمكن أن تسبّب تغيرات في درجة حرارة سطح الأرض، وهطول الأمطار، وأشعة الشمس وسرعة الرياح.

وهذه المؤشرات هي: تذبذب شمال الأطلسي (ناو)، وتذبذب شرق الأطلسي، وتذبذب شرق الأطلسي/غرب روسيا، والنمط الإسكندنافي.

أزمة الطاقة
أزمة الطاقة في أوروبا- الصورة من موقع نيو ستيتسمان

وتقترح الدراسة -التي طوّرها باحثو "بي إس سي"- منهجية تحول التنبؤات الموسمية لهذه الاتصالات عن بعد في المنطقة الأوروبية- الأطلسية إلى توقعات عن طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

وتُظهر النتائج اعتماد توليد الكهرباء من طاقة الرياح والطاقة الشمسية على هذه الاتصالات عن بُعد، وكيف يمكن للتنبؤات الموسمية أن تساعد في تكهّن توقعات الطلب على الكهرباء والإنتاج من مصادر الطاقة المتجددة في جميع أنحاء أوروبا.

وأوضح العلماء أن الاتصال عن بُعد أثبت أنها مفيدة لقطاع الكهرباء الأوروبي في شرح الاضطرابات الأخيرة المتعلقة بانخفاض توليد طاقة الرياح أو ارتفاع الطلب على الطاقة.

وقال الباحث في مركز برشلونة سوبركمبيوتينغ سنتر (بي إس سي)، لورينس ليدو، إنهم من خلال الدراسة يوضحون كيف يمكن للتنبؤات الموسمية للاتصال عن بُعد أن تكشف مسبقًا بالمخاطر المحتملة لانخفاض إنتاج الطاقة المتجددة.

بالإضافة إلى ذلك، تعمل هذه التنبؤات على تقديم معلومات أفضل للمسؤولين لاتخاذ قرارات مناسبة في هذا الصدد، على حدّ قوله.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق