التقاريرتقارير الغازرئيسيةغاز

هل توافق دول أوروبا على شراء الغاز الروسي من تركيا؟ (تحليل)

في إطار خطط تحويل أنقرة إلى مركز للغاز الطبيعي

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • صادرات الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا تراجعت بنسبة 43.4% هذا العام
  • أوروبا قد تكون مستعدة للشراء من موسكو عبر وسطاء
  • المشترون في جنوب وشرق أوروبا قد لا يهتمون بمصدر الغاز الطبيعي المسال
  • تبلغ تكلفة خط أنابيب ترك ستريم الحالي 3.2 مليار دولار

بعد أن اقترح الرئيس، فلاديمير بوتين، جعل تركيا مركزًا لتصدير الغاز الروسي، عقب تفجير خط أنابيب نورد ستريم المتجه إلى أوروبا عبر بحر البلطيق في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يتساءل المحللون عن مدى اقتناع الأوروبيين بشراء الغاز من ذلك المركز.

قبل غزوها أوكرانيا، في 27 فبراير/شباط الماضي، كانت روسيا تلبي 40% من احتياجات سوق الغاز في الاتحاد الأوروبي، حسبما أوردت وكالة رويترز.

منذ ذلك الحين، فرض الغرب سلسلة عقوبات شملت النفط والغاز الروسي، ووقف مشترياته من الوقود من مصادر روسية وسعى إلى إيجاد بدائل، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقال بوتين، إنه يمكن إنشاء مركز للغاز الطبيعي الروسي في تركيا بسرعة نسبيًا، وتوقع أن يرغب العملاء في أوروبا بإبرام عقود شراء.

في غياب التزامات عامة للقيام بذلك، حتى الآن، يقول محللون إن هناك حاجة إلى الاستثمار والوقت، إذ يتساءل مدير دراسات الطاقة لدى معهد مؤسسة الطاقة والتمويل، ومقره موسكو، أليكسي غروموف: "هل أوروبا بحاجة إلى المشروع، في ظل تصميم دول الاتحاد الأوروبي على التخلي عن الغاز الروسي في المستقبل القريب؟"

وأوضح غروموف أنه سيكون من المستحيل إعادة تهيئة تدفقات الغاز داخل الاتحاد الأوروبي، إذ لا توجد خطوط ربط حالية من شأنها أن تتصل بالمركز المقترح من شمال غرب أوروبا، الذي كان يستخدم لنقل الغاز الروسي عبر خط أنابيب نورد ستريم 1.

تراجع صادرات الغاز الروسي

تراجعت صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا بنسبة 43.4% هذا العام، ويعمل خط أنابيب تُرْكْ ستريم إلى تركيا بأقل بكثير من 31.5 مليار متر مكعب من سعته السنوية.

آثار التفجير الذي تعرض له خط أنابيب نقل الغاز الروسي نورد ستريم
آثار التفجير الذي تعرض له خط أنابيب نقل الغاز الروسي نورد ستريم – الصورة من لوموند الفرنسية

وقال كبير المحللين في شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي، زونغتشيانغ لو، إن نحو 60% من سعة خط الأنابيب كانت غير صالحة بعد الصادرات هذا العام بنحو 10.6 مليار متر مكعب من الغاز بحلول 21 نوفمبر/تشرين الثاني.

وأوضح "زونغتشيانغ لو" أن الأمر سيستغرق ما لا يقل عن 3 إلى 4 سنوات لبناء البنية التحتية الجديدة المكلفة اللازمة، وسأل: "حتى لو أمكن بناء خط أنابيب جديد، فمن ذا الذي سيشتري هذا الغاز؟".

ويرى بعض المحللين أنه سيتم العثور على مشترين، إذ قال مصدر في شركة غازبروم الروسية المتخصصة في تصدير الغاز عبر خطوط الأنابيب إنه من المعتقد أن المركز سيسهل المبيعات، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وأشار المصدر إلى أنه "لن يكون هذا غازًا روسيًا بل غازًا من المركز". حسبما ذكرت وكالة رويترز.

صادرات الغاز المسال الروسي

قال مصدر تجاري في أوروبا إن الصين، التي تجاوزت اليابان لتصبح أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال في العالم في عام 2021، تعيد بالفعل بيع الغاز المسال الروسي، الذي لم يتم تصنيفه على أنه "أُنتِج في موسكو".

وتوقع أن المشترين في جنوب وشرق أوروبا قد لا يهتمون بمصدر الغاز الطبيعي المسال.

وفي إشارة إلى أن أوروبا لم تفرض حظرًا على الغاز الروسي، على عكس النفط، قال المدير لدى شركة التصنيف العالمية "إس آند بي غلوبال ريتينغز"، ألكسندر غريزنو: إن أوروبا قد تكون مستعدة للشراء من موسكو عبر وسطاء.

وقال: "من غير المرجح أن ترغب أوروبا في الدخول في عقود مباشرة مع الاتحاد الروسي، وسيكون شراء كميات مجانية من السوق الفورية في تركيا مقبولاً سياسياً"، مضيفاً أن هناك حاجة إلى الوقت والمال لإنشاء المركز.

وقال مدير شؤون الغاز لدى الصندوق الوطني لأمن الطاقة ومقره موسكو، أليكسي غريفاش، إن المركز قدم فرصًا تجارية.

وأضاف أنه: "إذا بدأ المركز في العمل، ستفتح إمكانيات هائلة لجميع أنواع عمليات المقايضة".

العلاقات الروسية التركية

أقام الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان علاقات وثيقة في السنوات الأخيرة على الرغم من الماضي المتقلب الذي شابه مقتل السفير الروسي أندريه كارلوف في أنقرة عام 2016 وإسقاط تركيا لطائرة روسية في مهمة إلى سوريا قبل ذلك عام.

وأعلنت تركيا أنه سيكون من الممكن إدراج خط أنابيب الغاز الطبيعي العابر للأناضول (تاناب)، الذي ينقل الغاز الطبيعي الأذربيجاني إلى الحدود التركية، في المركز المقترح، حسبما أوردت وكالة رويترز.

تركيا - فلاديمير بوتين وأردوغان - أرشيفية
فلاديمير بوتين وأردوغان - أرشيفية

في الشهر الماضي، اتفقت تركيا وأذربيجان على مضاعفة سعة خط الأنابيب من 16 مليار متر مكعب الحالية "على المدى القصير"، وفي 23 نوفمبر/تشرين الثاني، التقى رؤساء شركة غازبروم الروسية وشركة الطاقة الحكومية الأذرية سوكار، في موسكو.

ولم تقدم شركتا غازبروم ولا سوكار تفاصيل الاجتماع، لكن روسيا وافقت هذا الشهر على تزويد أذربيجان بملياري متر مكعب من الغاز بموجب عقد جديد قصير الأجل، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وقال كبير المحللين في شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي، زونغتشيانغ لو، إن الاتفاق "أثار بعض مخاوف السوق" بشأن صفقة تبادل غاز محتملة مع روسيا لتصدير المزيد من الغاز إلى أوروبا.

مركز الغاز التركي

مع اقتراح مركز الغاز التركي، عادت روسيا إلى فكرة طويلة الأمد لإضافة خطين إلى خط أنابيب ترك ستريم الحالي لمضاعفة سعته السنوية إلى 63 مليار متر مكعب.

وتتوافق الفكرة تمامًا مع الكميات المجمعة التي تم بيعها من روسيا عبر طرق مختلفة إلى النمسا وبلغاريا والمجر وإيطاليا وصربيا وسلوفينيا وتركيا في عام 2020، وفقًا لبيانات غازبروم.

علاوة على ذلك، تصدّر روسيا الغاز عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا بشكل رئيس عبر أوكرانيا بمعدل يزيد عن 40 مليون متر مكعب يوميًا، أي أقل من نصف الكمية التي كانت تبيعها إلى الاتحاد الأوروبي.

وتقوم روسيا بتوصيل الغاز إلى جنوب شرق أوروبا، بما في ذلك المجر، عبر خط أنابيب تُرْك ستريم.

وتبلغ تكلفة خط أنابيب ترك ستريم الحالي 3.2 مليار دولار، وتطلّب خط أنابيب الغاز الروسي نورد ستريم 2 الذي لم يتم إطلاقه عبر بحر البلطيق 11 مليار دولار أخرى مشتركة بين شركة غازبروم وشركائها الغربيين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق