صادرات البتروكيماويات في إيران تسجل 9.6 مليار دولار في 6 أشهر
الولايات المتحدة تلاحق شركات الواجهة
عمرو عز الدين
تخطو صادرات شركات البتروكيماويات في إيران خطوات حثيثة بالأسواق الدولية، في محاولة للتكيف مع العقوبات الدولية التي تحاصر الدولة والوسطاء المروجين لمنتجاتها في الخارج.
وأظهرت بيانات أن صادرات إيران غير النفطية سجلت نحو 24.2 مليار دولار خلال النصف الأول من العام الإيراني (يبدأ في 21 مارس/آذار)، واستحوذت منتجات البتروكيماويات على 9.6 مليار دولار من إجمالي الصادرات.
وقال الأمين العام لاتحاد أرباب العمل في صناعة البتروكيماويات أحمد مهدوي أبهاريوكو، إن صناعة البتروكيماويات في إيران أكثر الصناعات ربحية في البلاد، ويجب أن تحظى باهتمام خاص في إطار تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة في البلاد.
وأضاف، أن شركات البتروكيماويات الإيرانية ليست لديها مشكلة في تصدير منتجاتها، وإنما أحيانًا تبيع صادراتها مسبقًا من شدة الطلب الخارجي، حسبما ذكرت وكالة شانا الإيرانية.
الطلب على البتروكيماويات
أشار أبهاريوكو إلى أن حصة البتروكيماويات في الصادرات غير النفطية بلغت 39.6% في النصف الأول من العام الإيراني الحالي، في ظل الطلب الكبير على منتجاتها.
ويتجه العالم نحو استخدام التقنيات الجديدة وتحويل المنتجات البتروكيماوية إلى قيمة مضافة، إذ تتمتع صناعة البتروكيماويات بمكانة خاصة في حياة الناس اليومية وتتزايد يوميًا.
ويتزايد الطلب العالمي على منتجات البتروكمياويات ومنتجات البوليمر، التي تدخل في صناعات بينية كثيرة تشمل مجالات الحياة الصناعية والتجارية والزراعية كافّة، وصولًا إلى المنتجات المنزلية المتداولة.
ومن المتوقع أن يتزايد الطلب السنوي على منتجات البتروكيماويات بنسبة 4.5% بحلول عام 2040، في حين يُتوقع نمو الطلب على المشتقات النفطية بنسبة أقل من 1% سنويًا خلال السنوات الـ20 المقبلة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
تضارب البيانات
تظهر تصريحات اتحاد عمال صناعة البتروكيماويات في إيران تضاربًا في البيانات والأرقام التي أعلنها وزير النفط الإيراني جواد أوجي في وقت سابق.
وقال وزير النفط الإيراني إن صادرات البتروكيماويات سجّلت في النصف الأول من السنة المالية الجارية (21 مارس/آذار حتى 20 سبتمبر/أيلول 2022) نموًا كميًا وسعريًا بنسبة 6% على أساس سنوي.
وأشار إلى أن إجمالي صادرات البتروكيماويات في إيران خلال العام المالي الماضي (المنتهي في 20 مارس/آذار 2022) بلغ نحو 12.5 مليار دولار فقط.
وعلى الرغم من ذلك تتوقع وزارة النفط الإيرانية تصدير 33 مليون طن من المنتجات البتروكيماوية النهائية خلال السنة الحالية بعوائد قد تسجل رقمًا قياسيًا (21.5 مليار دولار).
نتائج أعمال بارديس
من جهة أخرى، أظهرت نتائج أعمال شركة بارديس للبتروكيماويات الإيرانية انتعاش مبيعاتها في الخارج إلى 1.3 مليار دولار خلال السنة المالية الماضية المنتهية 20 مارس/آذار (2022)، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وقال الرئيس التنفيذي رضا جمشيدي، إن شركته نجحت في زيادة صادرات البتروكيماويات في إيران من خلال العمل بطاقة إنتاجية فائقة تجاوزت 97% خلال العام الماضي، رغم القيود المفروضة على المواد الأولية للغاز في موسم البرودة، وفقًا لموقع شانا (Shana) التابع لوزارة النفط الإيرانية.
وأشار جمشيدي، إلى أن بارديس نجحت في توريد بضائع إلى السوق المحلية بقيمة 400 مليون دولار خلال النصف الأول من السنة التقويمية الإيرانية المنتهية 20 مارس/آذار (2022).
مشروعان على جدول الأعمال
تخطط بارديس لإنجاز مشروعين على جدول أعمالها لتعزيز صادرات البتروكيماويات الإيرانية، أحدهما يختص بإنتاج الأمونيا الخضراء، ويحمل اسم "همت"، وسيجري إطلاقه بعد الحصول على موافقة وزارة النفط الإيرانية.
ويعتمد المشروع على كثافة إنتاج ثاني أكسيد الكربون في الإقليم، وفائض الأمونيا المتاح من عمليات الشركة، ما يتوقع أن يُسهم في زيادة الطاقة الإنتاجية لمصنع بارديس بمقدار مليون طن سنويًا، ويصب في زيادة صادرات البتروكيماويات الإيرانية.
وأما المشروع الآخر فيحمل اسم "أنتي كاك"، ويختص بإنتاج اليوريا، ويتميّز بمعدلات فاعلية أعلى للمادة تصل إلى 3 أشهر، كما يعتمد تقنيات جديدة تمنع تحول اليوريا إلى كتل.
وتعتمد إيران تقويمًا فارسيًا سنويًا مختلفًا عن التقويم الميلادي الذي يبدأ من فصل الشتاء، في حين تبدأ السنة الإيرانية من الربيع تحديدًا من يوم النيروز (21 مارس/آذار)، ما يعني أن النصف الأول ينتهي 20 سبتمبر/أيلول ( 2022).
ثاني أكبر منتج بعد السعودية
تتمتع إيران بميزة نسبية في مجال الصناعات الكيماوية، وتحتل المركز الثاني في قائمة أكبر دول الشرق الأوسط المنتجة للبتروكيماويات بعد المملكة العربية السعودية.
وتشير المعلومات التى تروّجها وزارة النفط الإيرانية إلى أن إيران تمتلك 25% من السعة الإنتاجية لمنطقة الشرق الأوسط، و2.5% من السعة الإنتاجية العالمية للبتروكيماويات.
وتتطلّع إيران لتعزيز مكانتها الدولية في مجال الصناعات البتروكيماوية عبر دراسة الأسواق العالمية واحتياجاتها، والعمل على تطوير الصناعة محليًا بما يخدم الميزة التنافسية لصادراتها في الخارج.
وتمثّل صناعة البتروكيماويات إحدى الدعامات الأساسية في دعم الاقتصاد الإيراني الذي تعرّض للعقوبات الدولية في عام 2010، كما تعرض لعقوبات أشد في عام 2018 بعد انسحاب الرئيس الأميركي السابق من الاتفاق النووي مع إيران.
خطط لتطوير الصناعة
تعتمد حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي خطة طموحة لتطوير قطاع البتروكيماويات في إيران، بهدف استكمال سلاسل القيمة المضافة في إيران، ما يعزّز قدرات الاقتصاد المحاصر بسبب العقوبات الأميركية.
وتهدف الخطة إلى تحويل النفط الخام الذي يصعب تصريفه في الخارج بسبب العقوبات الغربية إلى منتجات نفطية تواجه صعوبات أقل في تصديرها رغم العقوبات التي تلاحقها بطريقة مباشرة وغير مباشرة.
وفرضت وزارة الخزانة الأميركية في يونيو/حزيران (2022) عقوبات تستهدف شركات صينية وإماراتية تبيع منتجات البتروكيماويات الإيرانية بطرق غير مباشرة.
واستهدفت العقوبات شركات صينية وإماراتية تعمل بصفتها واجهة داعمة لشركة تريليانس للبتروكيماويات -مقرها هونع كونع- وشركة بتروكيميال كوميرشال الإيرانية. وتعمل هاتان الشركتان في مجال ترويج البتروكيماويات الإيرانية في الخارج.
يُذكر أن شركة تريليانس للبتروكيماويات قد تعرضت لعقوبات مماثلة في يناير/كانون الثاني 2020، بتهمة تسهيل بيع منتجات بتروكيماوية ونفطية إيرانية إلى عملاء أجانب، من بينهم الصين.
بينما تعرّضت شركة بتروكيميال كوميرشال-المملوكة للحكومة- لعقوبات مماثلة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بموجب أمر تنفيذي يحمل رقم ( 13599)، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتخطط طهران لضخ استثمارات ضخمة في صناعة البتروكيماويات في إيران قد تصل إلى 93 مليار دولار بحلول 2025، مقارنة بنحو 53 مليار دولار في عام 2019 و83 مليار دولار في 2021.
وتبلغ الطاقة الانتاجية للقطاع -حاليًا- قرابة 90 مليون طن تنتج عبر 64 مصنعًا، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 135 مليون طن مع دخول 65 مشروعًا جديدًا حيز الإنتاج بحلول 2027، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
موضوعات متعلقة..
- تشغيل أول مصفاة لتكرير النفط الإيراني خارج الحدود.. في هذه الدولة
- تطورات جديدة في استهداف ناقلة نفط إسرائيلية أمام سواحل سلطنة عمان
- مبادلة الغاز الروسي لن تحوّل إيران إلى مركز للطاقة (مقال)
اقرأ أيضًا..
- قمة المناخ.. مسؤول في الرئاسة التنزانية لـ"الطاقة": نطالب الدول الكبرى بالتمويل والتكنولوجيا
- قمة المناخ.. حملة جديدة تطالب بوقف تمويل الوقود الأحفور
- نقاط الخلاف في قمة المناخ كوب 27 تنذر بمصير مؤتمر غلاسكو (تقرير)