التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيسلايدر الرئيسيةقمة المناخ كوب 27

3 خبراء لـ"الطاقة": قمة كوب 27 تواجه العديد من التحديات.. والتمويل "أزمة"

داليا الهمشري

تنعقد قمة المناخ كوب 27 في مصر وسط أجواء استثنائية تخيم عليها أزمة الطاقة العالمية وظروف جيوسياسية صعبة، تمثل تحديات كبرى أمام نجاح هذا الحدث العالمي المهم.

وأوضح استشاري التغيرات المناخية عضو الهيئة الدولية لتغير المناخ مدير مشروع البلاغ الوطني الرابع بالأمم المتحدة، الدكتور سمير طنطاوي، أنه سيكون من الصعب للغاية إقناع الدول الكبرى -حاليًا- بالالتزام بتعهداتها المناخية، سواء فيما يتعلق بخفض استخدام الوقود الأحفوري أو تمويل الدول النامية.

وأرجع طنطاوي ذلك إلى التحديات الجيوسياسية الحالية سواء الحرب الروسية الأوكرانية أو الركود الاقتصادي أو أزمات أسعار الطاقة والغذاء.

وأكد استشاري التغيرات المناخية، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، أن تزامن هذه الأزمات مجتمعة مع انعقاد مؤتمر المناخ كوب 27 يمثل تحديًا كبيرًا.

مؤتمر المناخ كوب 27
عضو الهيئة الدولية لتغير المناخ مدير مشروع البلاغ الوطني الرابع بالأمم المتحدة، الدكتور سمير طنطاوي

قمة المناخ كوب 27 في مصر

استبعد عضو الهيئة الدولية لتغير المناخ، الدكتور سمير طنطاوي، التزام الدول الكبرى بتعهداتها المناخية سواء بخفض الانبعاثات الكربونية أو توفير التمويل اللازم للعمل المناخي، قائلًا: "إذا حدث ذلك؛ فسيكون على استحياء أو ليس على المستوى المطلوب".

وأشار طنطاوي إلى أن أزمة الطاقة في أوروبا أجبرت بعض الدول على الإعلان عن العودة لاستخدام الفحم مرة أخرى لتوليد الكهرباء، موضحًا أنه حتى ألمانيا -التي كانت تقود العمل المناخي في أوروبا وتشجع بقوة على خفض الانبعاثات- أعلنت مؤخرًا أنها ستلجأ لاستخدام الفحم للتغلب على أزمة نقص إمدادات الغاز الطبيعي من روسيا.

وحذّر طنطاوي من أن الموقف الألماني يمثل انتكاسة كبيرة للعمل المناخي عالميًا، ولا سيما أنه سيتسبب في زيادة انبعاثات أوروبا بينما كان من المفترض حدوث العكس.

أما فيما يخص التمويل؛ فقد لفت طنطاوي إلى أن الوضع قد أصبح أكثر صعوبة في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، وأزمات سلاسل الإمداد والتوريد، والمشكلات في منطقة الصين وتايون وتبعات أزمة كورونا.

وأضاف استشارى التغيرات المناخية أن هذه الأسباب مجتمعة قد تسببت في رفع الأسعار، وأدت إلى ركود اقتصادي وانخفاض قيمة العملة في عدد من الدول؛ ما أثر بصورة سلبية في اقتصادات العالم أجمع.

وتابع أن هذه الأزمات التي يعانيها معظم دول العالم ستؤثر بما لا يدع مجالًا للشك في التزام هذه الدول بتعهداتها المناخية، مؤكدًا أن هناك تحديات كبرى تنتظر المؤتمر القادم.

نقص التمويل والتكنولوجيا

أبدى الناشط المناخي أحمد سبع الليل، عدم تفاؤله بقمة المناخ كوب 27 في مصر، مرجعًا قلقه إلى طبيعة المفاوضات الهشة التي شهدتها الأعوام الـ3 الأخيرة، في إشارة إلى عدم توصل قادة العالم إلى اتفاقيات تُترجَم إلى أجندات وسياسات واضحة تُطبق على أرض الواقع.

وقال في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة: "ما زلنا بعيدين كل البعد عن التمويل اللازم؛ لذا أشعر بالقلق بشأن مستقبلي من جراء تداعيات تغير المناخ وتأثيره فينا، باعتبارنا أجيالًا تتفهم جيدًا حجم الأزمة".

وأضاف سبع الليل: "أشعر بالقلق لأننا دول نامية لا تملك التكنولوجيا اللازمة للتكيف أو التخفيف من تغير المناخ على الرغم من أننا نتأثر كثيرًا بتبعات هذه القضية".

وتابع أن التغيرات المناخية تلقي بظلالها على مناحي الحياة كافةً في الدول النامية، من صحة وتعليم وخدمات أساسية، مبديًا قلقه من عدم التزام الدول المتقدمة بتعهداتها وتقديم التمويل اللازم.

يشار إلى أن منصة المناخ بالعربي تهدف إلى رفع الوعي بمشكلات البيئة وتسليط الضوء على آثار التغيرات المناخية المتزايدة على مصر والوطن العربى.

مؤتمر المناخ كوب 27
الناشط المناخي مؤسس منصة المناخ بالعربي، أحمد سبع الليل، يحتج على تقديم وجبات البرغر خلال مؤتمر LCOY

لا للبرغر

أعلن أحمد سبع الليل، رفضه توزيع وجبات اللحم "البرغر" الجاهزة على الشباب خلال مؤتمر شباب المناخ المحلي LCOY، مؤكدًا تعارضها مع أهداف المؤتمر.

وقال في تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة، إن توزيع وجبات سريعة من البرغر على الشباب المشارك في المؤتمر لا يتناسب مع المبادئ التي دعا إليها المتحدثون على المنصة، بضرورة تجنب الوجبات السريعة.

وأضاف أن المتحدثين قد طالبوا الشباب بالتقليل من تناول اللحوم في إطار إجراءات التصدي للتغيرات المناخية، ومراعاة الاستدامة التي كانت المحاور الرئيسة التي ركز عليها الحدث، إلا أن الإجراءات الفعلية التي اتخذها المنظمون على الأرض تعارضت مع هذه الدعوات.

انكماش الحيز المالي

أكد المستشار بوزارة الخارجية المصرية، التي تتولى رئاسة الدورة الـ27 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، عمرو عصام، أن المؤتمر يأتي في ظرف دولي غير مثالي.

وأشار عصام -في كلمته خلال مؤتمر الشباب المحلي LCOY- إلى معاناة العالم -حاليًا- أزمات غذاء وطاقة، ووضعًا جيوسياسيًا متوترًا للغاية، وانكماشًا في الحيز المالي والاقتصادي.

وأضاف أن هذه الأزمات لها تبعات مباشرة على التمويل المناخي واستمرار دعم الشركاء من الدول المتقدمة لاحتياجات الدول النامية للوفاء بتعهداتها المناخية بموجب اتفاق باريس.

وتابع أن "الرسالة الرئيسة لقمة المناخ كوب 27 في مصر تتمثل في أنه بغض النظر عما يحدث في العالم من تحديات ومخاطر مركّبة، فلا يمكن قبول ذلك بمثابة مصوغ للتراجع عن العمل المناخي والتخلي عن الوقوف بجانب الدول النامية أو توقف الدول المُصدرة للانبعاثات عن الالتزام بخططها الوطنية للحد منها".

مؤتمر المناخ كوب 27
المستشار بوزارة الخارجية المصرية، عمرو عصام، خلال مشاركته في مؤتمر شباب المناخ المحلي LCOY

فاتورة التكيف

أوضح المستشار بوزارة الخارجية المصرية، عمرو عصام، أن الدول الأفريقية تسدد نسبة تتراوح بين 3 و7% من الناتج القومي الإجمالي لها لسداد فاتورة التكيف مع التغيرات المناخية، وفقًا لآخر تقديرات.

ولفت عصام إلى أن معظم هذه الدول محدودة الموارد، ومُثقلة بأعباء من الديون الخارجية وتحتاج إلى دعم شديد، قائلًا: "مصر -كذلك- لديها مجالات كثيرة في حاجة إلى تمويل ومن بينها إجراءات التكيف".

وفيما يتعلق بالتمويل، قال: "هذه القضية ملتهبة للغاية داخل غرف التفاوض، وهي مصدر لفقدان الثقة بمصداقية العملية الحكومية للتفاوض في ملف المناخ".

وحذر من أن استمرار الدول الكبرى في عدم الامتثال لوعودها وتعهداتها للدول النامية فيما يتعلق بتمويل العمل المناخي دفع الكثير من الأطراف للتراجع عن الانخراط الإيجابي عن هذا المسار.

وأشار المستشار عمرو عصام إلى أنه على الرغم من أن الدول المتقدمة كانت قد وعدت عام 2009 بمنح الدول النامية 100 مليار دولار سنويًا بحلول 2020؛ فإن هذا لم يحدث على الإطلاق حتى الآن، على الرغم من أن هذا الرقم يُعَد رمزيًا بالنسبة للاحتياجات الحقيقية لهذه الدول لمواجهة التغيرات المناخية.

وأفاد بأن الدول الأفريقية بحاجة إلى 5.6 تريليون دولار لتنفيذ المساهمات الوطنية التي حددتها لنفسها حتى عام 2030، داعيًا مؤسسات التمويل الدولية إلى مراجعة سياسات وإجراءات تمويل العمل المناخي وإدارة المخاطر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق