التقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير الطاقة المتجددةتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددةعاجلوحدة أبحاث الطاقة

الطاقة الشمسية في أفريقيا إمكانات هائلة تفتقر للاستغلال (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

تعدّ موارد الطاقة الشمسية في أفريقيا بتوفير مصدر أقلّ تكلفة للكهرباء من جهة، وتُجنِّب القارة السمراء مخاطر تغيّر المناخ من ناحية أخرى، لكن هذه الفائدة المزدوجة تحتاج للمزيد من الاستثمارات.

وعلى المدى الطويل، تأتي إمكانات توليد الكهرباء عبر الطاقة الشمسية في أفريقيا بالمركز الأول عالميًا عند 4.51 كيلوواط/ساعة يوميًا -ذروة الإنتاج اليومي-، وفق تقرير حديث صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، اعتمادًا على شركة البيانات ستاتيستا.

وتأتي أميركا الوسطى والجنوبية في المرتبة الثانية عند 4.48 كيلوواط/ساعة يوميًا، يليها أميركا الشمالية (4.37 كيلوواط/ساعة يوميًا)، ثم آسيا، وأوقيانوسيا وقارة أوروبا بنحو 4.33 و4.14 و3.44 كيلوواط/ساعة يوميًا، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

إمكانات الطاقة الشمسية في أفريقيا

يعيش ما يقرب من 20% من سكان العالم في 70 دولة تتمتع "بظروف ممتازة" للطاقة الشمسية، أي يتجاوز فيها توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية على المدى الطويل 4.5 كيلوواط/ساعة.

وتُعدّ أفريقيا هي المنطقة الوحيدة في العالم التي تتجاوز مقياس الظروف الممتازة للطاقة الشمسية، رغم أن هناك العديد من الدول الأفريقية الأقلّ تقدمًا لديها إمكانات غير مستغلة.

ورغم ذلك، فإن إمكانات الطاقة الشمسية في أفريقيا توفر فرصة فريدة لتوليد كهرباء ميسورة التكلفة وموثوقة ومستدامة، لجزء كبير من أنحاء القارة، ما يسهم في تحسين الفرص الاقتصادية ونوعية الحياة، خاصة أنها قد توفر الكهرباء دون توصيلات باهظة الثمن بشبكة الكهرباء، كما يرى التقرير.

وبحسب تقرير لشركة الخدمات المهنية برايس ووتر هاوس كوبرز (بي دبليو سي)، فإن جنوب أفريقيا ومصر والجزائر أكبر 3 دول امتلاكًا لسعة الطاقة الشمسية في أفريقيا.

وبلغت قدرة الطاقة الشمسية في القارة السمراء 11.39 غيغاواط بنهاية 2021، مقارنة مع 10.793 غيغاواط عام 2020، حسب بيانات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا).

ورغم هذه الإمكانات، تُعدّ أفريقيا الأقل وصولًا للكهرباء في العالم مع 568 مليون شخص دون كهرباء بنهاية 2020، وفق تقديرات وكالة الطاقة الدولية، كما يُظهر الإنفوغرافيك التالي:

الوصول الشامل إلى الكهرباء

توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في أفريقيا

رغم أن أفريقيا تمتلك 60% من أفضل موارد الطاقة الشمسية في العالم، فإن قدرة توليد الكهرباء من هذا المصدر المتجدد تمثّل 1% فقط من مزيج الكهرباء، وفق وكالة الطاقة الدولية.

ونمت قدرة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في أفريقيا بنسبة 13% على أساس سنوي في 2020، لكنها ما زالت جزءًا صغيرًا من مزيج الطاقة (0.6%)، مع استحواذ الوقود الأحفوري على الحصة الأكبر (90.5%)، بحسب بيانات ستاتيستا.

وبحلول عام 2050، تتوقع شركة النفط البريطانية بي بي أن تُشكّل الطاقة الشمسية 30% تقريبًا من توليد الكهرباء في القارة السمراء.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة، أعلى معدلات الوصول إلى الكهرباء في أفريقيا:

الكهرباء في أفريقيا

ومن أجل تحقيق أهدافها في مجال الطاقة والمناخ، تحتاج أفريقيا إلى 190 مليار دولار من الاستثمارات سنويًا بين عامي 2026 و2030، تستحوذ الطاقة النظيفة على ثلثها، كما ترى وكالة الطاقة.

لذلك، دعا البنك الدولي ووكالة الطاقة الدولية والعديد من المؤسسات الدولية الأخرى، الاقتصادات المتقدمة إلى تقديم المزيد من الدعم لتطوير قطاعات الطاقة، وخاصة الطاقة المتجددة في الاقتصادات النامية، وعلى رأسها أفريقيا.

وفي هذا السياق، أكدت وكالة الطاقة الدولية -في تقرير حديث- أنه دون التعاون الدولي في مجال الطاقة النظيفة فإن تحقيق أهداف الحياد الكربوني سيكون مستحيلًا.

مخاطر المناخ في أفريقيا

فضلًا عن تعزيز الوصول إلى الكهرباء، فإن دعم سعة الطاقة الشمسية في أفريقيا يقي القارة من مخاطر تغيّر المناخ.

وتعدّ أفريقيا أكثر المناطق المعرّضة لخطر تغيّر المناخ، على الرغم من أنها لا تصدّر سوى 4% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على مستوى العالم، بحسب التقرير الذي تابعته وحدة أبحاث الطاقة.

وتقول وكالة الطاقة الدولية، إن نقص المياه وتراجع إنتاج الغذاء والمزيد من الظواهر المناخية الشديدة وتباطؤ النمو الاقتصادي، هي بعض المخاطر التي يؤثّر بها تغير المناخ في أفريقيا.

ويُظهر تصنيف "المرونة المناخية" لنحو 136 دولة من قبل شركة الاستشارات هينلي آند بارتنرز (Henley & Partners) أن أقلّ 8 دول قدرة على الصمود تقع جميعها في أفريقيا.

ومن ناحية أخرى، فإن الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة في المراكز الأكثر مرونة بمواجهة تغيّر المناخ، لأنها أكثر ثراءً، حتى وإن كانت ضمن الأكثر إطلاقًا لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي كبار مُصدّري الانبعاثات الكربونية بحلول نهاية العقد الحالي (2030) حسب توقعات السيناريو الأساس، وفق ما أعدّته وحدة أبحاث الطاقة:

انبعاثات الكربون

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق