التقاريرتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

موارد الليثيوم في أستراليا تنتظر طفرة استثمارية عالمية (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • نقص إمدادات العالمية دفع العديد من أسعار السلع الأساسية إلى مستويات قياسية.
  • • تحول الطاقة الجاري الآن سيقلل الاعتماد المطلق على تعدين السلع السائبة.
  • • بعض الخبراء يتوقعون أن تصبح أستراليا قوة عظمى في مجال الطاقة المتجددة.
  • • أستراليا تُعدّ حاليًا أكبر منتج ومصدر في العالم لإسبودومين الليثيوم الصلب.

في ظل التوقعات بارتفاع الطلب العالمي على المعادن من 5 إلى 10 أضعاف خلال هذا العقد، مدعومًا بتحول الطاقة المتسارع، تقف موارد الليثيوم في أستراليا على مشارف طفرة استثمارية عالمية كبيرة.

ودفع النقص الواضح في الإمدادات العالمية العديد من أسعار السلع الأساسية إلى مستويات قياسية، ويعود ذلك إلى عاملين، أولًا: أسفر غزو أوكرانيا عن عقوبات ضد روسيا، وهي أحد المورّدين الرئيسيين للعديد من هذه المعادن.

وتبلغ القيمة السوقية الجماعية لأكبر 5 شركات متخصصة في مجال الليثيوم أكثر من 50 مليار دولار أسترالي (165.58 مليار دولار أميركي)، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ثانيًا: ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية في الصين بنسبة 110% على أساس سنوي حتى تاريخه في أغسطس/آب 2022، متجاوزة جميع التوقعات العالمية تقريبًا للسيارات الكهربائية، حسب تقرير نشره موقع "ريبيو إيكونومي" (Renew Economy) الأسترالي.

فرصة نادرة لأستراليا

أدت مشكلات أمن سلسلة التوريد، التي تفاقمت بسبب الاعتماد المفرط على الصين وروس، إلى خلق فرصة نادرة لأستراليا، وهي فرصة للتحول الاقتصادي، على نطاق يتجاوز هيمنتها السابقة في مجال السلع الأساسية.

الليثيوم في أستراليا
أحد مناجم تعدين الليثيوم في أستراليا - الصورة من غلوبال رود تكنولوجي

وتُعدّ أستراليا أكبر مصدّر في العالم للحديد (55% من الحصة العالمية المنقولة بحرًا)، والغاز الطبيعي المسال (20%) والفحم (30%)، ويمكن الآن إضافة إسبودومين الليثيوم (79%) إلى هذه القائمة.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن ينمو الطلب العالمي على المعادن المهمة مثل الليثيوم والغرافيت والكوبالت والنيكل بمقدار 5-7 أضعاف هذا العقد بموجب سيناريو السياسات المعلنة، أو 11-17 ضعفًا في إطار سيناريو التنمية المستدامة الأكثر توافقًا مع اتفاقية باريس للمناخ.

وتشير الوكالة إلى إمكان ارتفاع الطلب على المعادن الأرضية النادرة 3-5 مرات، والنحاس بنسبة 40-90% جراء الاعتماد المتزايد على التشغيل بالطاقة الكهربائية.

وعلى الرغم من اعتماد التنمية الاقتصادية العالمية الكبير، في العقود القليلة الماضية، على الصلب والأسمنت والوقود الأحفوري، فإن تحول الطاقة الجاري الآن سيقلل الاعتماد المطلق على تعدين السلع السائبة، ويغير نمط التعدين جذريًا.

ويتوقع المحللون ازدياد اعتماد تحول الطاقة على المعادن المهمة. ولكون أستراليا أكبر مصدّر للغاز الطبيعي المسال والفحم في العالم، فإنها بحاجة إلى فهم أن هذا يعني حدوث تغيير في صناعة التعدين الرائدة عالميًا.

الهيمنة الصينية على المعدن

تهيمن الصين على معالجة أكثر المعادن أهمية، وكذلك الألمنيوم والصلب والنيكل والبولي سيليكون والغرافيت والبطاريات والسيارات الكهربائية والوحدات الشمسية وتوربينات الرياح، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتُعدّ هيمنة الصين على التكنولوجيا والاستثمار والتوظيف والتصدير واضحة، خصوصًا بالنسبة لسلسلة توريد السيارات الكهربائية.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الهيمنة لم تحظَ بالكثير من الاهتمام العالمي، حتى مع ملاحظة أن الجيش الأميركي أطلع الكونغرس قبل عقد من الزمان على المخاطر الإستراتيجية المتزايدة.

ومثّل الاستثمار اللاحق بقيمة 1.5 مليار دولار أميركي في إعادة تشغيل منشأة ماونتين باس للمعادن الأرضية النادرة من جانب شركة موليكورب، درسًا قاسيًا بفشل الكونغرس الأميركي في المتابعة بقصد إستراتيجي واضح.

من ناحيته، جعل الرئيس الأميركي جو بايدن التوسع في سلاسل التوريد المحلية لتصنيع البطاريات شرطًا مسبقًا لتحفيز السيارات الكهربائية الجديد في الولايات المتحدة المتضمن بقانون خفض التضخم لعام 2022.

وقد أتاح هذا فرصة كبيرة لإضافة قيمة إلى عمليات تكرير المعادن الأرضية النادرة في أستراليا والولايات المتحدة، إذ تقدّم كل من شركتي "إيلوكا ريسورسز" وليانز رير إيرس" الأستراليتين مشروعات جديدة.

هيمنة العرض العالمي على الحديد

في مجال الليثيوم، تتفوق هيمنة العرض العالمي لدى أستراليا على خام الحديد، مع حصة عالمية تبلغ 79% من تعدين الصخور الصلبة "الليثيوم إسبودومين" في عام 2021، بينما تهيمن دول أميركا الجنوبية على المعروض الأصغر من محاليل الليثيوم الملحية.

وتوقّع خبراء، مثل البروفيسور روس غارنو والدكتور آلان فينكل، منذ مدة طويلة، أن أستراليا ستكون قوة عظمى في مجال الطاقة المتجددة.

في المقابل، يعني التحدي العالمي المتمثل بإزالة الكربون أن أستراليا في وضع مثالي لتصبح قوة عظمى في مجال تعدين المعادن المهمة وتكريرها، والاستفادة من مواردها الرائدة بمجال الطاقة الشمسية والرياح.

وتعدّ أستراليا حاليًا أكبر منتج ومصدّر في العالم لإسبودومين الليثيوم الصلب.

وتتوقع مؤسسة "كلايمت إنرجي فاينانس" الأسترالية ظهور اتجاه جديد ذي أهمية عالمية بالنسبة لأستراليا، يتمثل في صناعة معالجة الليثيوم البرية، وإنتاج مكونات كاثودات بطاريات الليثيوم أيون.

وترى المؤسسة أن الاستثمار والتوظيف الإقليمي والتكنولوجيا وإمكانات التصدير ذات القيمة المضافة لتحول الطاقة العالمي تمثّل فرصة نادرة لأستراليا.

ودعت الحكومة الأسترالية إلى إعدادات السياسة الإستراتيجية، التي تحفّز تطوير الصناعة والاستثمار المشترك، بحيث تكون ركيزة لأستراليا للاستفادة من إمكاناتها.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق