تقارير منوعةالتقاريرتقارير الكهرباءرئيسيةعاجلكهرباءمنوعات

صناعة الألومنيوم الأوروبية في خطر بسبب ارتفاع أسعار الطاقة

و40 رئيسًا تنفيذيًا يحذرون من "تهديد وجودي"

أمل نبيل

تُعَد صناعة الألومنيوم في أوروبا إحدى أكثر الصناعات تضررًا من ارتفاع أسعار الطاقة، التي قفزت إلى مستويات قياسية بعد أن قلّصت روسيا إمدادات الغاز إلى القارة العجوز مع توتر العلاقات بينهما، جرّاء الحرب التي شنتها موسكو على كييف في فبراير/شباط من العام الجاري (2022).

وأعلنت روسيا في 2 سبتمبر/أيلول (2022) وقف إمدادات الغاز عبر خط أنابيب نورد ستريم 1، وهو ما يعمّق الصعوبات التي تواجه أوروبا في تأمين إمدادات الوقود خلال موسم الشتاء.

ويستحوذ خط الأنابيب على أكثر من ثلث صادرات الغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي، بحسب بيانات رصدتها منصّة الطاقة المتخصصة.

خفض إنتاج الألومنيوم

يتزايد الضغط على الاتحاد الأوروبي لاتخاذ إجراءات طارئة، لدعم صناعة (صهر المعادن) المهمة إستراتيجيًا، مع إعلان مصنع جديد تخفيضات هائلة في الإنتاج، وفقًا لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

وتُعَد سبيرا الألمانية أحدث شركة لإنتاج الألومنيوم تُخفّض الإنتاج بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة مع تفاقم الأزمة في أحد القطاعات الصناعية الرئيسة في القارة الأوروبية.

صناعة الألومنيوم في أوروبا
جانب من الخطاب المرسل من هيئة تجارة المعادن غير الحديدية

وأسهمت عمليات خفض الإنتاج في زيادة دعوات المساعدة إلى إنقاذ القطاع الذي يواجه (تهديدًا وجوديًا)، جرّاء الارتفاعات القياسية في أسعار الطاقة، قُبيل أيام قليلة من اجتماع لوزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة 9 سبتمبر/أيلول (2022)، الذي يهدف إلى اتخاذ حزمة إجراءات طارئة تخفف الألم عن الأسر والشركات الأوروبية.

وأدى قرار روسيا وقف ضخ الغاز عبر خط نورد ستريم 1 لأجل غير مسمى، إلى قفزة هائلة بأسعار الغاز في أوروبا، وصعدت أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي، في بداية تعاملات الأسبوع الجاري بنسبة 35%.

وفي رسالة إلى قادة الاتحاد الأوروبي، قالت يوروميتاو (هيئة تجارة المعادن غير الحديدية) إن مشكلات الصناعة التي أدت إلى تخفيضات غير مسبوقة في إنتاج المصاهر خلال العام الماضي (2021) ستزداد سوءًا ما لم يتدخل الاتحاد لحل الأزمة.

وكتبت الهيئة الصناعية في رسالة -اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة- موقعة من 40 رئيسًا تنفيذيًا: "نشعر بقلق عميق من أن الشتاء المقبل يمكن أن يوجه ضربة حاسمة إلى العديد من مصانعنا".

أسعار الطاقة

أصبحت تكلفة الطاقة في أوروبا أعلى بكثير من آسيا والولايات المتحدة، بعد أن قطعت روسيا إمدادات الغاز عن القارة العجوز، الأمر الذي يهدد بالقضاء على العديد من الصناعات في المنطقة.

وخفّضت بعض الشركات الأوروبية كثيفة الاستهلاك للطاقة -مثل منتجي الأسمدة والألومنيوم- الإنتاج بسبب ارتفاع أسعار الطاقة، في حين كبح بعض المستهلكين المحليين الاستخدام لتقليل فواتير الطاقة المتصاعدة.

وجاء خفض إنتاج مصهر الألومنيوم إلى النصف في مصنع (راينويرك) بالقرب من دوسلدورف إلى 70 ألف طن سنويًا بدءًا من شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل (2022)، بعد يوم من إعلان ألومنيوم دونكيرك، أكبر مصهر للمعادن في أوروبا، خفض الإنتاج بما يزيد قليلًا على الخُمس.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة سبيرا، إينار غلومنيس، إن أسعار الطاقة أصبحت مرتفعة للغاية، ما يزيد من صعوبة الحفاظ على المستويات الإنتاجية الحالية.

وأضاف: "نحن نواجه تحديات عديدة مثل العديد من مصاهر صناعة الألومنيوم الأوروبية الأخرى، ما يجبرنا على تقليص 50% من الإنتاج حتى إشعار آخر للحفاظ على قيمة سبيرا".

وتأتي الموجة الأخيرة من تخفيضات الإنتاج في أعقاب الإغلاق غير المحدد لمصهر الألومنيوم التابع لشركة نورسك هيدرو في سلوفاكيا، ومصهر الزنك في هولندا الذي تديره نيرستار، وتتحكم فيه شركة تجارة السلع العملاقة (ترافيغورا).

أهمية صناعة الألومنيوم في أوروبا

تمثّل أوروبا 6% فقط من إنتاج الألومنيوم العالمي، لكن المعدن له أهمية إستراتيجية بسبب استخدامه في الفضاء، والدفاع، وقطاع السيارات، وكذلك في المباني وإنتاج علب المشروبات.

صناعة الألومنيوم
تدخل صناعة الألومنيوم في إنتاج علب المشروبات - الصورة من فايننشال تايمز

وقال العضو المنتدب لمصهر سلوفالكو في سلوفاكيا -الذي توقف عن الإنتاج-، ميلان فيسيلي، يجب أن تدرك أوروبا أننا إذا لم نُتنج الألومنيوم فسنعتمد على الاستيراد من الخارج، وسيصبح الأمر شبيهًا بالرقائق الإلكترونية للسيارات.

وأضاف: "يجب أن تتخذ أوروبا إجراءات عاجلة، لحماية صناعة الألومنيوم الإستراتيجية".

وقبل الأزمة، مثلّت الكهرباء نحو 40% من تكاليف مصاهر الألومنيوم، إذ يستهلك الطن الواحد نحو 15 ميغاواط من الكهرباء لإنتاجه، وهو ما يكفي لتزويد المنزل العادي في المملكة المتحدة بالتيار الكهربائي لمدة 5 سنوات تقريبًا.

وأكد المنتجون أنه يكاد يكون من المستحيل التوقيع على صفقات طويلة الأجل للحصول على إمدادات الطاقة عندما تنتهي عقودهم الحالية، مع ارتفاع أسعار الكهرباء بأكثر من 10 أضعاف متوسطها السعري على مدى العقد الماضي.

ويؤثر الغاز الذي يستخدم لتوليد الكهرباء بصفة كبيرة في الأسعار.

وتوقعت شركة الأبحاث وود ماكنزي انخفاض إنتاج الألومنيوم الأوروبي إلى 3.4 مليون طن خلال العام الجاري (2022)، مقابل 4.3 مليون طن خلال العام الماضي (2021).

وقالت شركة سبيرا -وهي في الأساس مجموعة لدرفلة الألومنيوم وإعادة التدوير- إنها ستعوّض خفض الإنتاج بإمدادات خارجية، ما يؤكد مخاوف الصناعة من غزو الواردات كثيفة الكربون.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق