سخالين 2.. ميتسوي اليابانية تقترب من حسم قرار الانضمام إلى الكيان الروسي الجديد
أمل نبيل
مع اقتراب المهلة التي منحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الشركات الأجنبية التي تمتلك حصصًا في حقل (سخالين 2) للغاز الطبيعي المسال، لتحديد موقفها من الانضمام إلى المُشغّل الجديد للمشروع أو التخارج منه نهائيًا، تقترب شركة التجارة اليابانية "ميتسوي وشركاه" من اتخاذ قرارها النهائي للانضمام إلى المشروع.
وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد وقّع مرسومًا في 30 يونيو/حزيران (2022)، بنقل حقوق مشروع الغاز الطبيعي المسال إلى شركة روسية جديدة، تتولى جميع حقوق شركة سخالين إنرجي للاستثمار والتزاماتها، التي تمتلك فيها شركتا التجارة اليابانيتان وشل ما يقل قليلًا عن 50% من الأسهم، بحسب بيانات اطّلعت عليها منصّة الطاقة المتخصصة.
وأعلنت شل عزمها الانسحاب من حقل سخالين 2، وأجرت محادثات مع مشترين محتملين، لكن اليابان قالت -في وقت سابق- إنها لن تتخلى عن مصالحها في مشروع سخالين 2، الذي يؤدي دورًا مهمًا في أمن الطاقة لديها، حتى إذا طُلب منها المغادرة.
أهمية حقل سخالين 2 لليابان
سُجّل الكيان الجديد في 5 أغسطس/آب الجاري، ليحلَ محلّ شركة سخالين إنرجي المُشّغلة للمشروع، إذ تعيد موسكو صياغة القواعد الخاصة بالشركات الأجنبية العاملة في روسيا، في ظل العقوبات العالمية التي فُرضت عليها في أعقاب غزوها لأوكرانيا في فبراير/شباط من العام الجاري (2022)، بحسب رويترز.
وستتخذ شركة ميتسوي -التي لا ترى أي شروط تُضر بها في الكيان الجديد- قرارها النهائي بحلول نهاية هذا الشهر. وتمتلك شركتا ميتسوي وميتسوبيشي معًا 22.5% من أسهم مشروع سخالين 2 للغاز الطبيعي المسال، ولم تتخذ شركة ميتسوبيشي بعد قرارها بالاستمرار في المشروع من عدمه.
ومنح مرسوم حكومي روسي وُقّع في 2 أغسطس/أب الجاري، المستثمرين الأجانب في سخالين 2، شهرًا للمطالبة بحصصهم في الكيان الذي سيحلَ محلّ المشروع.
ويُعد المشروع بالغ الأهمية لأمن الطاقة في اليابان التي تفتقر إلى الموارد الطبيعية، والتي تستورد نحو عُشر الغاز الطبيعي المسال من روسيا، خاصة من حقل سخالين 2.
وطلبت الحكومة اليابانية من شركتي ميتسوي وميتسوبيشي، التفكير بإيجابية في الانضمام إلى الكيان الجديد.
وتمتلك ميتسوي حصة 12.5% في المشروع، في حين تمتلك ميتسوبيشي 10%، وتستحوذ شل على 27.5% من الأسهم، في حين تمتلك عملاقة الغاز الروسية "غازبروم" 51% من أسهم الحقل.
غازبروم تتولى إدارة المشروع
قال وزير الصناعة الياباني السابق، كويشي هاجيودا -في تصريحات صحفية يوم 5 أغسطس/آب- إن القطاعين العام والخاص سيعملان معًا لحماية مصالح الشركات اليابانية وضمان إمدادات مستقرة من الغاز الطبيعي المسال، مؤكدًا أن حقل سخالين 2 مصدر رئيس لإمدادات طاقة مستقرة لطوكيو.
وأضاف هاجيودا، أن تفاصيل شروط الشركات التجارية اليابانية للتقدم للانضمام إلى الكيان الروسي الجديد لم تتضح بعد، لكن الوزارة لم تكن على علم بأي طلب من جانب روسيا لاستثمارات أو تكاليف إضافية أو للانضمام إلى الشركة الجديدة.
وستحصل عملاق الطاقة الروسية (غازبروم) على ما يزيد قليلًا عن 50% من الكيان الذي سيحلَ محلّ شركة سخالين إنرجي.
وستحتفظ الشركة الجديدة -أيضًا- بنسبة 49.99% المتبقية حتى يتقدم المساهمون الحاليون في سخالين 2 للحصول على نسبة تقترب من الحصص التي كانت لديهم في الشركة السابقة، مع تحديد أوائل سبتمبر/أيلول (2022) موعدًا نهائيًا.
وبصفة منفصلة، جدّدت شركة جيرا -وهي مشروع مشترك بين شركات طوكيو إلكتريك باور هولدينغز، وشوبو إلكتريك باور وطوكيو غاز- عقودًا لشراء الغاز الطبيعي المسال من الحقل الروسي.
ويقع مشروع سخالين 2 قبالة الساحل الشمالي الشرقي لروسيا، وينتج نحو 11.5 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويًا تمثّل نحو 4% من السوق العالمية، ويصَدَّر إنتاجه إلى الأسواق الرئيسة، بما في ذلك الصين واليابان وكوريا الجنوبية.
موضوعات متعلقة..
- غازبروم تستحوذ على 50% من الكيان الجديد لإدارة مشروع سخالين 2 للغاز المسال
- شركتان يابانيتان تخفضان حصتهما في سخالين 2.. هل نجحت الضغوط الروسية؟ (تقرير)
- أزمة سخالين 2 تدفع اليابان لشراء أغلى شحنة غاز مسال في تاريخها
اقرأ أيضًا..
- مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في ناميبيا بقيمة 10 مليارات دولار
- مكيفات الطاقة الشمسية في الدول العربية.. خبير طاقة يكشف أسباب عدم انتشارها
- خبراء: سرقة النفط في نيجيريا تقف وراء خفض الإنتاج ومعاناة المواطنين