غازأخبار الغازرئيسية

غازبروم تستحوذ على 50% من الكيان الجديد لإدارة مشروع سخالين 2 للغاز المسال

مي مجدي

يبدو أن الكيان الجديد لمشروع سخالين 2 للغاز المسال يتقدم خطوة نحو التنفيذ، بعدما أمرت روسيا بتأسيسه خلال الأيام المقبلة، والذي ستستحوذ فيه شركة غازبروم الروسية على النصيب الأكبر.

فقد وقّع رئيس الوزراء الروسي، ميخائيل ميشوستين، يوم الثلاثاء الموافق 2 أغسطس/آب (2022)، قرارًا يأمر الوزارات والهيئات بالمضي قدمًا لإنشاء كيان جديد في أقصى شرق البلاد، حسبما نشر موقع إس آند بي غلوبال بلاتس (S&P Global Platts).

وينصّ القرار على أن الكيان الجديد، الذي سيُطلق عليه اسم "سخالين إنرجي"، سيكون مقرّه في مدينة يوجنو- سخالينسك، عاصمة جزيرة سخالين.

وبموجب مرسوم حكومي، ستحصل شركة غازبروم الروسية على حصة تزيد عن 50% في الشركة الجديدة، في حين سيحتفظ المشغّل بالنسبة المتبقية (49.9%) حتى يسمح للمستثمرين الأجانب بتقديم طلب إلى الحكومة للحصول على نسبة تقترب من الحصص التي كانت لديهم في الشركة السابقة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

القرار الروسي

يأتي القرار بعد مرسوم سابق، وقّعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 30 يونيو/حزيران (2022)، يقضي بنقل ملكية المشروع إلى كيان روسي جديد، تقوده شركة غازبروم بدلًا من المشغّل الحالي "سخالين إنرجي إنفستمنت" ضمن مساعي موسكو لمواجهة المخاطر الاقتصادية التي تواجهها.

غازبروم
محطة إسالة تابعة لمشروع سخالين 2- الصورة من رويترز

وسيتولى الكيان الجديد المسؤولية عن المشغل الحالي، ومقرّه برمودا وأُسِّس في عام 1994، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وأمام المساهمين الحاليين -شل بحصة 27.5%، وميتسوي 12.5%، وميتسوبيشي 10%- شهر واحد فقط بعد تأسيس المشغل الجديد رسميًا لتقديم طلبات لاستعادة حصصهم في سخالين 2، وبعد ذلك ستبتّ الحكومة في الطلبات المقدّمة.

وفي حال عدم تقديم المساهمين الأجانب بطلب في التوقيت المحدد، سيكون للسلطات الحق في بيع هذه الأسهم إلى مستثمر روسي خلال الأشهر الـ4 التالية.

وينصّ القرار -أيضًا- على أن المشغّل الجديد سيعيد توظيف الموظفين الحاليين، وسيبقي المدير التنفيذي الحالي، أندريه أولينيكوف، في منصبه، مع تكليفه بالإشراف على تأسيس الكيان الجديد.

موقف اليابان

بعد هذه القرارات، كررت الحكومة اليابانية عزمها على حفاظ الشركات اليابانية بحصصها في المشروع.

وأكد وزير الصناعة الياباني، كويشي هاغيودا، للصحفيين يوم الخميس 4 أغسطس/آب (2022)، أهمية مشروع سخالين 2 لضمان إمدادات مستقرة لليابان، مشيرًا إلى أن الحكومة تدرس تفاصيل الكيان الجديد.

كما علّقت شركتا ميتسوي وميتسوبيشي بأنهما تدرسان تفاصيل الشركة الجديد، وتخططان للردّ من خلال التعاون مع الحكومة اليابانية.

وسبق أن صرّحت الحكومة بأنها ستدعم الشركات التجارية للبقاء في المشروع، لا سيما أن اليابان تستورد 10% من الغاز المسال الروسي، خاصة من مشروع سخالين 2.

في حين أعلنت شركة شل بأنها ستخرج من المشروع بعد غزو روسيا لأوكرانيا.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، بن فان بيردن، إنه من غير المرجح أن تحصل شركة الطاقة العملاقة على حصة في الكيان الجديد.

غازبروم
ناقلة للغاز المسال في يوكوهاما اليابانية- الصورة من رويترز

تداعيات القرارات الروسية

يأتي القرار الروسي الأخير وسط تزايد المخاوف في اليابان من انقطاع إمدادات الغاز المسال، بعد إصدار روسيا بنقل جميع الحقوق والالتزامات التي عقدتها شركة سخالين إنرجي إنفستمنت إلى كيان روسي جديد.

وتخشى طوكيو فقدان إمدادات الغاز المسال من روسيا، إذ ستواجه صعوبة للعثور عن مصدر بديل لتوفير هذه الكميات الضخمة، ولن تجد أمامها سوى إمدادات السوق الفورية باهظة التكلفة، وسيؤدي ذلك إلى ارتفاع تكلفة شراء الغاز وأسعار الكهرباء.

واضطرت شركتا التجارة ميتسوي وميتسوبيشي إلى خفض حصصهما في سخالين 2 للغاز المسال، يوم الثلاثاء 2 أغسطس/آب (2022) بنحو 1.62 مليار دولار أميركي، بعد اتجاه موسكو للسيطرة عليه.

ويرى الكثيرون قرارات موسكو بأنها بمثابة انتقام من الغرب، بما في ذلك اليابان، بعد فرض عقوبات صارمة على روسيا، عقب غزوها لأوكرانيا في أواخر فبراير/شباط (2022).

وردّت موسكو على ذلك بوضع عراقيل أمام الشركات الغربية والمستثمرين، بعد تخلّيهم عن استثماراتهم في البلاد.

وخلال الأيام الماضية، طالبت روسيا من المشترين اليابانيين بتغيير بنوك التسوية قبل الانتقال إلى الكيان الجديد، وتسديد المدفوعات عن طريق وحدة في موسكو تابعة لبنك أوروبي.

وأكدت شركتا كيوشو إلكتريك وتوهوكو إلكتريك اليابانيتان، في 29 يوليو/تموز (2022)، تلقّيهما طلبًا من الشركة المشغّلة للمشروع بتغيير البنوك.

وتدرس موسكو -حاليًا- مدى إمكان السداد بعملات غير الدولار الأميركي، مثل اليوان الصيني والين الياباني والوون الكوري الجنوبي.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق