الطاقة المتجددة غير موثوقة وتعتمد على الوقود الأحفوري (مقال)
مارك ماثيس*– ترجمة نوار صبح
- انتشل الوقود الأحفوري مليارات البشر من براثن الفقر
- نشطاء حماية البيئة يزعمون أن التغير المناخي يمثل "تهديدًا وجوديًا"
- توجد عشرات وجهات النظر المعقولة والجديرة بالمناقشة بشأن الطاقة والمناخ
- تلاشت فكرة البحث عن الحقيقة التي كانت ذات يوم مبجّلة
- أهدر الأوربيون مئات المليارات من الدولارات على مشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية
كثيرًا ما طُلِبَ مني، ولمدة طويلة، إبداء رأيي في الأسباب النفسية لاعتقاد العديد من الأشخاص أن الوقود الأحفوري سيئ، وأن بوسع مصادر الطاقة المتجددة توفير الطاقة مستقبلًا.
وأرى أنه سؤال ممتاز، إذ يمكن لأيّ شخص ينظر في الموضوع، لوقتٍ قليل، أن يدرك أن كلا الاعتقادَين غير صحيح، وأن العكس هو الصحيح واقعيًا.
لقد انتشل الوقود الأحفوري مليارات البشر من براثن الفقر، ويكمن الحدّ الفاصل بين المعاصَرة والأيام الخوالي السيئة في استخدام الفحم والنفط والغاز الطبيعي.
وعلى النقيض من ذلك، فإن الطاقة المتجددة (طاقة الرياح والطاقة الشمسية) غير موثوقة، ومكلفة، وتتلقى المعونات بشكل كبير، ولا توجد دون وقود أحفوري، وهذه الحقائق لا جدال فيها.
لذلك، يبقى السؤال مطروحًا بشان انخداع الكثير من الناس بأمر يجب أن يكون واضحًا، ويوجد بالطبع العديد من الأسباب.
3 أسباب للخداع
وتستند أكثر الأسباب التي تثير إعجابي إلى علم النفس البشري، فيما يلي أهم 3 أسباب وراء ذلك الانخداع:
-
الخيار المزدوج الزائف
يحدث الخيار المزدوج الزائف عند تأطير حلّ مشكلة ما على أنه مقترَح إما-أو.
ويرى نشطاء حماية البيئة أن الطريقة الوحيدة لحلّ مشكلة التغير المناخي تتمثل في التخلص السريع من الوقود الأحفوري.
ويجري تجاهل هذا المقترح المستحيل لأن النشطاء يزعمون أن التغير المناخي يمثل "تهديدًا وجوديًا"، وترتفع أصوات النشطاء مطالِبةً، إمّا تعتقد أن التغير المناخي سيكون كارثيًا، وأن ثاني أكسيد الكربون الناتج عن حرق النفط والغاز الطبيعي والفحم هو السبب الوحيد، أو أنك "منكر لأزمة المناخ".
في المقابل، توجد عشرات وجهات النظر المعقولة والجديرة بالمناقشة بشأن الطاقة والمناخ، ولكن تُتجاهَل هذه المواقف التي تتصف بالدّقة.
-
التنافر المعرفي
يُعدّ التنافر المعرفي بمثابة ضغط نفسي، عندما يحاول الشخص الاحتفاظ بفكرتين متعارضتين بذهنه، في الوقت نفسه.
على سبيل المثال، يحب الناس تكييف الهواء، والسفر في السيارات والقطارات والطائرات، وتناول الطعام الذي يأتيهم من جميع أنحاء العالم.
يمكننا أن نتساءل ألا تتطلب كل هذه الأشياء الكثير من الوقود الأحفوري؟
لذلك، ينبغي حلّ هذه الحقائق المتضاربة من أجل أن يقتنع أحدنا أنها صحيحة.
علاوة على ذلك، يتجنب الناس، بوجه عامّ، القلق والانزعاج الناتجين عن التنافر المعرفي، من خلال تجاهل الواقع الذي لا يحبونه، ويبرع الكثيرون في هذا التجاهل.
-
الانفصال
يلجأ الأشخاص الذين لا يجيدون تجاهل الحقائق الجوهرية إلى الانفصال والانشقاق.
ويحدث الانفصال عندما يشعر الشخص بالاستفزاز الشديد من جانب شخص أو مجموعة أو فكرة، لدرجة أنهم يرفضون كل ما هو إيجابي وحَسَن في الأمر الذي لا يعجبهم، حتى يشعروا بالحرية في إبداء الكراهية والإفلات من العقاب.
بدورها، توفر الكراهية حاجزًا أمام الواقع الذي لا يريدون رؤيته، والعكس صحيح أيضًا، إذ يتغاضى الناس عن السلبيات ويرون الإيجابيات فقط.
وستؤدي محاولة إقناع أحد المدافعين عن المناخ بقول أيّ شيء جيد عن النفط أو الغاز الطبيعي أو الفحم، إلى التملص من السؤال، أو التهجم.
العوامل الثقافية
لذلك، ينبغي وضع هذه المفاهيم النفسية الـ3 في الحسبان عند التفكير في العوامل الثقافية الـ3 الكبيرة التي تعزز الخيار المزدوج الزائف المطروح بشأن قضايا الطاقة والمناخ.
الحياة السهلة: تُعدّ الحياة سهلة بالنسبة للناس في العالم المتقدم.
ويفضّل الكثير من الناس، خارج أوقات وظائفهم (إذا كانوا موظفين)، الترفيه عن أنفسهم بدلًا من الانخراط في مواضيع مهمة تجبرهم على التفكير.
السياسة السيئة: تخلّى الكثير من السياسيين، إن لم يكن معظمهم، عن السلوك الأخلاقي، لأنهم يبحثون عن أيّ أداة، مهما كانت مخزية، لتحقيق مصالحهم وممارسة مهنهم.
أمّا الآخرون، الذين يفهمون حقائق الطاقة الأساسية، فقد فقدوا شجاعتهم، وفشلوا في الدفاع عن العقلانية، إذا كان القيام بذلك يعرّض موقفهم للخطر.
الصحافة الفاسدة: لقد تلاشت فكرة البحث عن الحقيقة التي كانت ذات يوم مبجّلة.
وتقدّم المؤسسات الإخبارية خدماتها لجمهورها بقليل من الاهتمام للحقيقة، وتمثل معظم وسائل الإعلام الرئيسة دعاية نشطة في جميع القضايا الساخنة.
طرق المعالجة
يبدو أنه لا توجد طريقة لمعالجة المشكلة، في ظل هذه العوامل الـ6 القوية (وغيرها)، التي تجعل من السهل على الناس خداع أنفسهم، باستثناء الواقع الذي يسعى لإصلاح آرائنا.
تجدر الإشارة إلى أن الأوروبيين اعتنقوا التفكير السحري في مضمار الطاقة لعقود من الزمن، إذ أهدروا مئات المليارات من الدولارات على مشروعات الطاقة المتجددة (طاقة الرياح والطاقة الشمسية).
الآن، ونظرًا لتقييد التدفق الحر للغاز الطبيعي؛ بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، تُعاقب أوروبا بدفع تكاليف طاقة باهظة.
وتواجه العديد من الدول الأوروبية حالة شبه مؤكدة من انقطاع التيار الكهربائي هذا الشتاء.
من ناحيتها، تواجه الولايات المتحدة مشكلة كبيرة بسبب الشبكات الكهربائية الهشة ومضاعفة تكاليف وقود النقل، لسوء الحظ، فإن الأيام الصعبة لم تأتِ.
ومن المقرر أن يتوقف ما مجموعه 74 غيغاواط من توليد الكهرباء باستخدام الفحم بحلول عام 2028، بسبب التنظيم البيئي المفرط، ولا أحد في السلطة يهتمّ لهذا الجنون، ويوشك انقطاع التيار الكهربائي أن يصبح شائعًا ومألوفًا.
وعلى الرغم من أن الناس يتمتعون بقدرة مذهلة على خداع أنفسهم لأن الخداع مريح، فإنهم يفقدون هذه القدرة بسرعة عندما تصبح الحياة غير مريحة وخطيرة.
ويوشك مئات الملايين من الناس على اكتشاف أن هناك أشياء غير مريحة أكثر بكثير من التنافر المعرفي الذي يغذّي نظرتهم المزدوجة الزائفة إلى العالم.
* مارك ماثيس، مؤلف وصانع أفلام وثائقية متخصص في شؤون الطاقة.
اقرأ أيضًا..
- اكتشافات النفط والغاز في 2022.. سوناطراك الجزائرية في الصدارة عالميًا (تقرير)
- سعة الطاقة الكهرومائية المضافة خلال 2021.. الصين في الصدارة (إنفوغرافيك)
إذا حجبت الغيوم الشمس لايام الن تتناقص الطاقة المتولدة من الخلايا الشمسية ونجد انفسنا نعيش في اضطراب طاقوي
واذا تغير انجاه الرياح الن تتوقف المراوح عن الدوران وبالتالي تتوقف الطاقة
لا اعتقد أن الاستغناء عن الوقود الاحفوري ممكنا في القريب
ولا شك أن تلك المشاريع التي تدعوا للاستغناء عن الوقود الاحفوري هي محاولة للهروب من دفع فواتير الوقود الاحفوري لكن لا يعني ذلك أن العقل البشري غير قادر على التغلب على هذه الاشكاليات في المستقبل
واخيرا اعتقد ان للكون نظام خلقه الله كما اوجد الوقود الاحفوري والشمس والرياح وغيرها من الموجودات في هذا الكون هذا النظام قادر على معالجة المخلفات
Continuing thinking in the organic feul as the main source of future energy
U have to answer the question of ending the the crude stage at one day
U have to be ready preparing for the next step of energy