الاتحاد الأوروبي يعتزم خفض استهلاك الغاز بنسبة 15%
تحسبًا لقطع الإمدادات الروسية
أمل نبيل
"بيدي لا بيد عمرو".. يبدو أن هذا هو المبدأ الذي سيتبعه الاتحاد الأوروبي لتقليص الاعتماد على الغاز الروسي، بدلًا من الانتظار لرؤية ما إذا كانت موسكو ستقطع إمداداتها عن دول القارة بصفة نهائية، أم أنها تستخدم الغاز سلاحًا لليّ ذراع الدول التي اتخذت موقفًا مساندًا لغريمتها أوكرانيا.
ووضع الاتحاد الأوروبي خططًا طارئة اليوم الأربعاء 20 يوليو/تموز 2022، للدول الأعضاء لخفض استخدام الغاز بنسبة 15% حتى مارس/آذار المقبل (2023)، محذرًا إياها من أنه دون تحقيق خفض كبير في الاستهلاك فإنها قد تكافح للحصول على الوقود خلال الشتاء إذا قطعت روسيا الإمدادات، بحسب رويترز.
وتتسابق الدول الأوروبية لملء مخزوناتها من الغاز قبل موسم الشتاء المقبل؛ تحسبًا لتقييد موسكو الإمدادات في رد فعل للدعم الأوروبي لأوكرانيا بعد الغزو الروسي، وفق ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.
خفض استهلاك الغاز
تواجه العديد من دول الاتحاد الأوروبي انخفاضًا في الشحنات الروسية، إذ قطعت موسكو -أو خفضت- الإمدادات عن نحو 12 من أصل 27 دولة عضوًا في الاتحاد.
ويقول مسؤولو الاتحاد الأوروبي، إنه من المُرجّح أن يكون هناك وقف كامل لتدفقات الغاز الروسي.
واقترحت المفوضية الأوروبية، اليوم الأربعاء، هدفًا طوعيًا لجميع دول الاتحاد الأوروبي لخفض استهلاك الغاز بنسبة 15% من أغسطس/آب 2022 وحتى مارس/آذار 2023، مقارنة بمتوسط استهلاكها في الشهور نفسها خلال المدة من عام 2016 وحتى عام 2021.
ويمكن للاتحاد الأوروبي أن يحّول المقترح إلى هدف إلزامي في حالة الطوارئ ووجود نقص حاد في إمدادات الغاز.
ويحتاج الاقتراح إلى موافقة أغلبية دول الاتحاد الأوروبي، ومن المُقرر أن يناقشه دبلوماسيون من دول الاتحاد يوم الجمعة المقبل 22 يوليو/تموز 2022، بهدف الموافقة عليه في اجتماع طارئ لوزراء الطاقة في الدول الأعضاء يوم 26 يوليو/تموز الجاري.
وتلقّت الخطة معارضة من بعض الدول التي تشعر أن خطط الطوارئ لديها لا تحتاج إلى دعم من الاتحاد الأوروبي.
وسيُطلب من الدول الأعضاء تحديث خطط طوارئ الغاز لديها بحلول نهاية سبتمبر/أيلول (2022)؛ لإظهار كيف ستلبي هدف الاتحاد الأوروبي بتقليص الاستهلاك.
تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا
من بين المعارضين لخُطة الاتحاد الأوروبي، بولندا، التي ملأت مخزوناتها من الغاز بنسبة 98% من سعتها، بعد أن قطعت روسيا إمداداتها في أبريل/نيسان الماضي، في حين تقل معدلات التخزين في دول أخرى، ففي المجر -على سبيل المثال- تبلغ 47%.
وكانت شركة غازبروم الروسية قد أعلنت في 27 أبريل/نيسان الماضي (2022)، وقف إمدادات الغاز إلى بولندا وبلغاريا، ردًا على رفض الدولتين الاستجابة إلى قرار الرئيس فلاديمير بوتين بإلزام الدول غير الصديقة بالدفع بالروبل مقابل إمدادات الغاز الروسي.
ويؤكد مسؤولو الاتحاد الأوروبي على أهمية تحرك جميع الدول الآن بدلًا من الانتظار حتى تقطع روسيا إمداداتها.
وحذّر صندوق النقد الدولي الأسبوع الماضي من أن قطع الإمدادات الروسية قد يعرّض الاقتصادات الأوروبية لشبح الركود، ويفاقم من أزمة أسعار الغاز التي أدت إلى ارتفاعات قياسية في فواتير المستهلكين.
وزوّدت موسكو دول الاتحاد الأوروبي بـ40% من احتياجاتها من الغاز، قبل غزوها أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي (2021)، ومنذ ذلك الحين انخفضت التدفقات الروسية إلى أوروبا بنحو 30% من متوسط 2016-2021.
واقترحت بروكسل -عاصمة الاتحاد الأوروبي- إجراءات يمكن أن تتخذها الحكومات لتقليص استهلاك الغاز، من بينها تعويضات للصناعات التي تقلل من استخدام الغاز، ووضع حد لدرجات التدفئة والتبريد في المباني العامة؛ كما يجب على الحكومات أن تقرر الإجراءات التي ستتخذها لإجبار الصناعات على الإغلاق في حالة طوارئ الإمدادات.
وتُصنف الأسر على أنها من فئة "المستهلكين المحميين" بموجب قواعد الاتحاد الأوروبي، وستكون مستثناة من مثل هذه القيود.
نورد ستريم 1
من المقرر استئناف تسليم الغاز عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 الروسي إلى ألمانيا غدًا الخميس 21 يوليو/تموز 2022، بعد إجراء الصيانة السنوية.
وبحسب رويترز، من المُرجّح أن تُستأنف التدفقات رغم مخاوف بعض الحكومات الأوروبية من استئنافها بأقل من طاقتها الكاملة.
وتوقف خط الأنابيب الذي يمثّل أكثر من ثلث صادرات الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا لمدة 10 أيام بسبب أعمال الصيانة السنوية التي بدأت في 11 يوليو/تموز الجاري.
ووفقًا لرويترز، من المتوقع أن يستأنف خط أنابيب نورد ستريم 1، العمل في الوقت المحدد، لكن بأقل من طاقته البالغة نحو 160 مليون متر مكعب يوميًا.
وخفّضت شركة غازبروم الروسية العملاقة التي يسيطر عليها الكرملين، صادرات الغاز عبر خط الأنابيب بنحو 40% في الشهر الماضي، بزعم تأخر عودة توربين يخضع للصيانة في منشأة تابعة لشركة سيمنس إنرجي في كندا.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء 20 يوليو/تموز، إن الطاقة الإنتاجية لخط نورد ستريم 1 قد تتقلص بسبب مشكلات في وحدات الضخ الأخرى، التي ستحتاج إحداها للصيانة في 26 يوليو/تموز الجاري (2022).
موضوعات متعلقة..
- الاتحاد الأوروبي يلجأ إلى دول التعاون الخليجي لتأمين إمدادات الطاقة
- الاتحاد الأوروبي يدعم مشروعات الهيدروجين النظيف بـ334 مليون دولار
- ألمانيا تواجه نقص الغاز الروسي بإجراءات تقشفية ومحطات إسالة
اقرأ أيضًا..
- إعلان أرقام ضخمة لحقل غاز أنشوا المغربي قبل بدء الإنتاج المرتقب
- الرئيس الكوري عن السعودية: أكبر مورد للنفط وشريك في أمن الطاقة
- متخطيًا السعودية.. النفط الروسي يواصل هيمنته على الواردات الصينية