رئيسيةأخبار الغازتقارير الغازغاز

توقعات باشتعال أسعار الغاز في أوروبا مع توقف الإمدادات الروسية

أمل نبيل

تسود توقعات بارتفاع أسعار الغاز، بعد أن بدأت روسيا تنفيذ تهديداتها بقطع إمدادات الغاز الطبيعي عن الدول "غير الصديقة" التي ترفض الدفع بالروبل، وهو القرار الذي ستكون له تبعات كارثية على قطاع الطاقة الأوروبي، الذي يعتمد على موسكو في تلبية نصف احتياجاته تقريبًا من الوقود.

وأبلغت شركة غازبروم الروسية شركتي الغاز الحكوميتين في بولندا وبلغاريا، أنها ستوقف إمدادات الغاز، بعد أن رفض البلَدان مطالب الرئيس فلاديمير بوتين بدفع تكاليف الغاز بالروبل الروسي.

وتسعى موسكو لدعم عملتها في ظل الانهيار الاقتصادي الذي تتعرض له البلاد، بسبب العقوبات الغربية والأميركية على قطاعها المصرفي وصادراتها النفطية وغير النفطية جرّاء هجومها على أوكرانيا.

ارتفاعات كارثية في أسعار الغاز

قد تشهد أسعار الغاز الطبيعي "ارتفاعات كارثية" خلال موسم الشتاء، إذا انتهى الموقف الروسي بقطع إمدادات الغاز عن بلغاريا وبولندا بحصار كامل لقطاع الطاقة في أوروبا، وفقًا لتصريحات الرئيس التنفيذي لشركة "سكاي لار كابيتال مانغمنت"، بيل بيركنز.

وشكّل الغاز الروسي 55% من واردات بولندا في عام 2020، في حين تستورد بلغاريا نحو 75% من احتياجاتها من روسيا.

وقال بيركنز في تصريحات لشبكة سي إن بي سي: "إذا توقفت روسيا عن تصدير النفط والغاز، فإن الدول الأوروبية ستعاني من أجل تدفئة المنازل خلال الشتاء، والحفاظ على اقتصادها".

وبسبب التصعيد الروسي، ارتفعت عقود البيع بالجملة للغاز الهولندي، وهو معيار قياسي لأوروبا، بأكثر من 20%، الأربعاء 27 أبريل/نيسان، وارتفعت العقود الآجلة في مؤشر "تي تي إف" الهولندي، بنحو 60% تقريبًا منذ بداية العام.

وحذّر خبير الغاز الطبيعي المخضرم، بيل بيركنز، من القفزات السعرية والكثير من التقلبات في سوق الغاز خلال السنوات القليلة المقبلة.

وأكد بيركنز صعوبة حدوث توازن في سوق الغاز الأوروبية، دون الإمدادات الروسية التي تمثّل 40% من الطلب الأوروبي.

وفي العام الماضي، استورد الاتحاد الأوروبي 155 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي الروسي، تمثّل نحو 45% من وارادات أوروبا من الغاز، وما يقرب من 40% من إجمالي استهلاكها.. وفقًا لتقرير حديث صادر عن وكالة الطاقة الدولية.

وعارضت الدول الأوروبية مطالب بوتين، بدفع تكلفة الغاز الروسي بالروبل، مؤكدين أن هذه المطالب تعدّ انتهاكًا للعقود الحالية التي أُبرِمَت بالدولار أو اليورو.

ولاتزال أوروبا تدرس فرض حظر كامل على واردات موسكو، بالرغم من اعتمادها على مصادر الطاقة الروسية بنحو كبير.

ومن المتوقع أن يناقش وزراء الطاقة الأوروبيون الخطوات التالية في اجتماع في فرنسا يوم الإثنين المقبل، وحينها من المتوقع ارتفاع أسعار الغاز بشكل كبير.

المخاطر في سوق الغاز

أعلنت أميركا والمملكة المتحدة حظرَ واردات الطاقة الروسية، وهي الخطوة التي ترددت الدول الأوروبية في اتخاذها؛ نظرًا لاعتمادها بشكل كبير على الإمدادات الروسية.

وأعلنت ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، أنها قد تتخلى عن النفط الروسي بحلول نهاية العام.

وقال محللون في "إم يو إف جي" بمذكرة بحثية، الخميس 28 أبريل/نيسان، إن قطع الإمدادات الروسية عن بولندا وبلغاريا يزيد من حدّة المخاطر في أسواق الغاز.

ووصفت المذكرة الحظر الروسي بأنه "نقطة تحول رئيسة لأسواق الغاز الأوروبية".

الغاز الروسي
محطة غاز طبيعي في روسيا

وقال المحللون: "نحن نعتقد أنه من مصلحة الاتحاد الأوروبي وروسيا التوصل إلى حلّ لاستمرار تدفّق الغاز، لتجنّب الآثار السلبية لتوقف الإمدادات الروسية إلى دول القارّة".

وحذّر المحللون من أن "الانقطاع الفوري" للتدفقات الروسية إلى شمال غرب أوروبا يمكن أن يرفع الأسعار في مؤشر "تي تي إف" بمقدار 200 يورو لكل ميغاواط/ساعة، لأوقات طويلة.

وقفزت أسعار العقود الآجلة للغاز في أوروبا بنسبة 0.24% في وقت مبكر من صباح الأربعاء، لكنها قلّصت من مكاسبها بعد ذلك، لتُتداول أعلى بقليل من المتوسط الشهري لأبريل/نيسان البالغ 100 يورو (106 دولار) لكل ميغاواط/ساعة.

البحث عن أسواق بديلة

وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تعليقَ الغاز الروسي إلى بولندا وبلغاريا بـ “الابتزاز".

وأضافت في بيان، الأربعاء: "عصر الوقود الأحفوري الروسي في أوروبا سينتهي".

وفي مارس/آذار الماضي، تعهّد قادة الاتحاد الأوروبي بخفض استهلاك الغاز الروسي بنسبة 66% قبل نهاية العام، والتوقف نهائيًا عن الواردات الروسية بحلول عام 2027.

ويتوقع المحللون في بيرينبيرغ أن مخزونات أوروبا من الغاز قد تكفيها لأواخر الخريف، قبل أن تبدأ في النفاد، إذا قررت روسيا قطع إمداداتها فجأة، وتمتلئ مرافق تخزين الغاز في الاتحاد الأوروبي بنحو 32% فقط.

وتسعى أوروبا لإيجاد إمدادات بديلة للغاز الروسي من أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا.

ووافق الاتحاد الأوروبي على استيراد المزيد من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، وتعكف ألمانيا على تسريع بناء محطات الغاز المسال، بينما وقّعت إيطاليا اتفاقيات مع مصر والجزائر لتزويدها بالطاقة.

وتستورد ألمانيا 55% من احتياجاتها من الغاز من روسيا، في حين تستورد إيطاليا 41%.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق