تقارير الغازالتقاريرتقارير الطاقة المتجددةطاقة متجددةغاز

غياب إمدادات الغاز الروسي ينعش أرباح بولندا ويعزز التوجه للطاقة النظيفة

الدولة تسعى للإسراع من وتيرة تعاونها مع النرويج في خط أنابيب الغاز

هبة مصطفى

دفع وقف إمدادات الغاز الروسي إلى بولندا، نهاية الشهر الماضي، نحو زيادة أرباح امشروعات المشتركة للأخيرة مع النرويج، فضلًا عن تغيير وجهتها بالاستغناء عن الفحم وغيره من مصادر الوقود الأحفوري وتعزيز مصادر الطاقة المتجددة والنووية.

وجاء التحول البولندي تجاه مصادر الطاقة النظيفة تزامنًا مع التوجه الأوروبي بالاستغناء التدريجي عن إمدادات الطاقة الروسية، لا سيما أن خطط تحول الطاقة تتطلب الاستغناء عن إمدادات الوقود الأحفوري.

ولإظهار قدرتها على الاستغناء عن الغاز الروسي، أعلنت الدولة الواقعة في أوروبا الوسطى تضاعف أرباح شركة الغاز الوطنية خلال الربع الأول من العام الجاري -خاصة مشروع خط أنابيب الغاز المشترك مع النرويج- مدفوعًا بارتفاع أسعار النفط والغاز بالأسواق العالمية.

تعزيز الطاقة المتجددة والنووية

أكد رئيس الوزراء البولندي، ماتيوز موراوسكي، أنه رغم اعتماد بلاده على الفحم بصورة كبيرة، فإنها تُخطط للاستغناء عن ورادات الطاقة الروسية عبر تعزيز مصادر الطاقة المتجددة والنووية.

إمدادات الغاز الروسي إلى بولندا
غياب إمدادات الغاز الروسي إلى بولندا يعزز مشروعاتها مع النرويج - الصورة من بلومبرغ

وأضاف أن اعتماد بولندا على مصادر الطاقة المتجددة والنووية يسمح لها بخفض الورادت العربية -أيضًا- في مرحلة قريبة، وفقًا لما نقلته وكالة بلومبرغ عن تصريحات صحفية اليوم الأحد 22 مايو/أيار حول سياسات الطاقة لحكومته.

وكانت شركة غازبروم الروسية قد أعلنت في 27 أبريل/نيسان الماضي، وقف إمدادات الغاز الروسي إلى بولندا وبلغاريا الواقعتين في القارّة الأوروبية، ردًا على رفض الدولتين الاستجابة لقرار الرئيس فلاديمير بوتين بإلزام الدول غير الصديقة بالدفع بالروبل مقابل إمدادات الغاز الروسي.

وتسبَّب قرار غازبروم حينها في رفع أسعار الغاز لمستويات قياسية تجاوزت 16%، في الوقت الذي تحفّظت به المفوضية الأوروبية على القرار، وعدّته "أمرًا غير مقبول وأداة للابتزاز".

حينها، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن دول الاتحاد الأوروبي مستعدة لسيناريو قطع الإمدادات، ولديها بدائل عدّة لتعويض غياب الغاز الروسي عن دول القارّة العجوز.

الأرباح وإمدادات الغاز الروسي إلى بولندا

خلال تصريحاته اليوم، تطرَّق رئيس الوزارء ماتيوز موراوسكي -بصورة غير مباشرة- إلى قدرة بلاده على تخطّي غياب إمدادات الغاز الروسي إلى بولندا، إذ تناول بالحديث العائدات المرتفعة التي حققها مشروع الغاز بين وارسو والنرويج.

وعزّز ارتفاع أسعار النفط والغاز بالأسواق العالمية، عقب الغزو الروسي لأوكرانيا أواخر شهر فبراير/شباط الماضي، من الأرباح البولندية بالقطاع.

وزادت أرباح شركة "بي جي إن آي جي" الحكومية البولندية للغاز، خلال الربع الأول من العام الجاري، لأكثر من الضعف قبيل احتساب الفوائد والضرائب والإهلاك مسجلة 9.6 مليار زلوتي "العملة البولندية" (ما يعادل 2.19 مليار دولار أميركي).

(1 زلوتي بولندي = 0.23 دولارًا أميركيًا)

وجاءت زيادة الأرباح مدفوعة بما حققه التعاون بين شركة الغاز البولندية والجهات المعنية في النرويج والذي استحوذ على ما يقرب من نصف أرباح الغاز في بولندا خلال الربع الأول.

الغاز الروسي
غياب إمدادات الغاز الروسي إلى بولندا يسرع وتيرة مشروع خط الغاز مع النرويج - الصورة من إن إس إنرجي

وأكد موراوسكي أن النرويج يجب أن تنال نصيبها من الأرباح الضخمة التي عززتها أسعار الطاقة المرتفعة عقب غزو أوكرانيا ووقف إمدادات الغاز الروسي إلى بولندا.

واستدرك رئيس الوزراء البولندي مشيرًا إلى أن المدفوعات الضخمة التي تضطر بلاده لدفعها إلى النرويج -رغم أحقيتها- إلّا أنها جاءت نتيجة الممارسات الروسية مؤخرًا، خاصة أن تلك المدفوعات تضاعفت إلى ما يقرب 4 أو 5 أضعاف العام الماضي.

التعاون مع النرويج

أطلقت الشركة الفرعية التابعة لشركة الغاز البولندية بالنرويج (بي جي إن آي جي آبستريم نورواي) -نهاية العام الماضي- أعمالها لتطوير المرحلة الأولى من خط أنابيب الغاز الأطول من نوعه بالعالم، بالجرف القارّي النرويجي لربط إنتاج آبار الغاز.

ويهدف التعاون الثلاثي بين بولندا والنرويج والدنمارك إلى تطوير موارد الغاز البحري من الحقول المختلفة، من ضمنها حقل "إيرفوغل"، وربطها بالبنية التحتية للإنتاج، وفق الموقع الإلكتروني للشركة.

وكان اتفاق بولندا مع النرويج والدنمارك محركًا قويًا، عزّز من قدرتها على الاستغناء عن الغاز الروسي ورفض الدفع بالروبل.

وتواصل بولندا على مدار العام الجاري استكمال مراحل خط الأنابيب لتعويض غياب إمدادات الغاز الروسي، في ظل ارتفاع الطلب المحلي بنسبة تزيد عن 50% طوال العقد الجاري، إثر مرحلة انتقالية تخوضها البلاد، بالاستغناء عن محطات الكهرباء العاملة بالفحم وبناء مرافق جديدة بديلة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق