تقارير الغازالتقاريررئيسيةغاز

ألمانيا تواجه نقص الغاز الروسي بإجراءات تقشفية ومحطات إسالة

أمل نبيل

قد تواجه ألمانيا أسوأ شتاء في تاريخها، خلال العام الجاري، إذا قرر الكرملين قطع إمدادات الغاز الروسي عن برلين نهائيًا؛ وهو ما دفع الدولة للتفكير في إجراءات تقشفية للحفاظ على مواردها من الطاقة وتوفير إمدادات بديلة وعاجلة من الغاز الطبيعي المسال.

وتدرس مدينة هامبورغ الألمانية تقنين استخدام المياه الساخنة للمنازل، وتقليص درجة الحرارة القصوى للتدفئة في حالة حدوث نقص حاد في الغاز الطبيعي، بحسب وكالة رويترز.

كانت برلين تعتمد على الغاز الروسي في تلبية 60% من احتياجاتها من الطاقة، قبل أن تشنّ موسكو هجومًا عسكريًا على كييف في فبراير/شباط الماضي، ليتراجع استهلاك برلين من غاز موسكو إلى 40%، وفقًا لبيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

تقنين استخدام المياه الساخنة

في الوقت الذي تستعد فيه ألمانيا لانقطاع محتمل لواردات الغاز الروسي؛ انتقلت برلين، الشهر الماضي، إلى المرحلة الثانية من خطتها الطارئة للغاز ثلاثية المراحل، بعد أن خفضت روسيا شحناتها من الغاز عبر خط أنابيب نورد ستريم 1.

كانت ألمانيا -التي تعد أكبر اقتصاد في أوروبا- قد فعّلت المستوى الأول من خطّتها الطارئة في 30 مارس/آذار الماضي، وتشمل هذه الخطة مراقبة صارمة للتدفقات اليومية والتركيز على ملء خزّانات الغاز.

الغاز الروسي
خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2

وناشدت الحكومة الألمانية المواطنين والشركات خفض استهلاك الطاقة ومساعدة الدولة على ملء سعة التخزين بحلول الشتاء، في الوقت الذي تدرس فيه المدن الإجراءات التي ستُتخَذ حال نفاد الغاز.

ومن أجل تجنب حدوث أزمة طاقة في البلاد، تعمل الحكومة الألمانية على ملء احتياطي الغاز الإستراتيجي بنسبة 80% بحلول أكتوبر/ تشرين الأول، ارتفاعًا من 60% في الوقت الحالي.

ونقلت صحيفة "فيلت أم زونتاجغ" عن عضو مجلس الشيوخ عن ولاية هامبورغ، ينس كيرستان، قوله: "في حالة حدوث النقص الحاد في الغاز، لن يمكن توفير الماء الدافئ إلا في أوقات معينة من اليوم".

وقال كيرستان إن مدينة هامبورغ قد تدرس أيضًا خفضًا عامًا لدرجات الحرارة القصوى للتدفئة.

الغاز الطبيعي المسال

وفقًا لخطة الطوارئ الألمانية، ستُعطَى الأولوية للأسر والمؤسسات الحيوية -مثل المستشفيات- على الصناعة في المرحلة الثالثة، لكن هذا قد لا يكون ممكنًا في كل مكان في هامبورغ؛ لأسباب فنية.

وتُشغَّل هذه المرحلة عندما يكون هناك "طلب مرتفع بشكل استثنائي على الغاز، أو تعطل كبير في إمدادات الغاز".

وأضاف كيرستان "لن يكون من الممكن في كل مكان التفريق بين العملاء التجاريين وغيرهم في حالة حدوث نقص في الغاز".

ومع توجه ألمانيا إلى إيجاد بدائل عاجلة للغاز، تتمثل في الغاز الطبيعي المسال، حذر السيناتور، ينس كيرستان، من أن محطة الغاز الطبيعي المسال المؤقتة في هامبورغ لن تدخل حيز التشغيل حتى منتصف العام المقبل على أٌقرب تقدير.

الغاز الروسي

وقال: "خلال شهر يوليو/تموز الجاري سنعرف ما إذا كان إنشاء محطة الغاز الطبيعي المسال المؤقتة في هامبورغ ممكنًا وفي أي موقع".

وذكرت الصحيفة، نقلًا عن وزارة الاقتصاد، أنه من المقرر تشغيل أول محطتين مؤقتتين للغاز الطبيعي المسال في ألمانيا في فيلهلمسهافن وبرونسبويتيل بحلول أوائل عام 2023، بحسب موقع راديو فري يورب.

واستأجرت ألمانيا 4 ناقلات متخصصة -تسمى وحدات التخزين وإعادة التغويز العائمة- لإعادة تغويز الغاز الطبيعي المسال في البحر، وتغذيته في أنظمة خطوط الأنابيب البرية.

الغاز الروسي

قال وزير الاقتصاد، روبرت هابيك، إن الجهود المبذولة للابتعاد عن الغاز الروسي تسير بوتيرة "لم نشهدها من قبل في ألمانيا".

وأعرب رئيس وكالة الشبكة الألمانية، كلاوس مولر، والتي تشرف على إمدادات الطاقة في البلاد، عن مخاوفه من قطع إمدادات الغاز الروسي عن ألمانيا بالكامل.

الغاز الروسي
وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك - الصورة من rferl.org

وخفّضت روسيا إمدادات الغاز إلى ألمانيا وإيطاليا والنمسا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا، الشهر الماضي، بحجة وجود مشكلات فنية في خط أنابيب نورد ستريم 1، وهي المزاعم التي أنكرها هابيك، مؤكدًا أنه لا توجد أي مشكلات فنية في الخط؛ وأن ألمانيا "في نزاع تجاري" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

من ناحية أخرى، تبحث برلين استخدام خط أنابيب نورد ستريم 2 في تعزيز قدرات الغاز الطبيعي المسال؛ إذ تعتزم الحكومة الألمانية تحويل أجزاء من خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 إلى وصلة لمحطة غاز طبيعي مسال على ساحل بحر البلطيق، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

كانت شركة غازبروم الروسية قد أكملت خط أنابيب نورد ستريم 2، الذي صُمِّمَ لمضاعفة تدفق الغاز الروسي مباشرةً إلى ألمانيا، في نهاية العام الماضي، لكنه لم يُستخدَم بعد.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق