تقارير الطاقة النوويةالتقاريررئيسيةطاقة نووية

هل تطيل ألمانيا عمر المحطات النووية لتعويض إمدادات الغاز الروسي؟

أمل نبيل

اقرأ في هذا المقال

  • تصاعد الجدل حول إغلاق محطات الطاقة النووية في ألمانيا
  • برلين تعتزم إغلاق آخر 3 مفاعلات نووية بحلول نهاية العام الجاري
  • المحطات النووية تنتج 6% من كهرباء ألمانيا خلال الربع الأول من 2022
  • الاتحاد الأوروبي يوصي بتأجيل إغلاق المحطات النووية
  • حزب الخضر الحاكم من أشد أعداء الطاقة النووية في ألمانيا

في الوقت الذي تستعد فيه ألمانيا لتوديع المحطات النووية إلى الأبد خلال أشهر قليلة من الآن، أثار سياسيون محافظون الجدل حول إطالة عمر المحطات المتبقية في البلاد حتى إشعار آخر؛ لتجنب وقوع الدولة الأوروبية في براثن أزمة طاقة حادة.

وتُظهر استطلاعات رأي تصاعد الدعم الشعبي الألماني لاستمرار عمل المحطات النووية، في ظل التهديدات الروسية بقطع إمدادات الغاز عن برلين، لكن التمديد يُعَد أمرًا حساسًا للغاية بالنسبة لحزب الخضر الحاكم، المنبثق عن الحركة المناهضة للأسلحة النووية في السبعينيات، بحسب رويترز.

ومن المقرر إغلاق محطات الطاقة النووية الثلاث المتبقية في ألمانيا بحلول نهاية العام الجاري (2022)، بعد أن تعهدت المستشارة السابقة أنغيلا ميركل بوقف إنتاج الكهرباء النووية بعد كارثة فوكوشيما في اليابان عام 2011، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

المحطات النووية في ألمانيا

كان ائتلاف الحزب الحاكم في ألمانيا قد قرر في عام 2011، وقف تشغيل القسم الأكبر من المفاعلات النووية الـ17 بحلول نهاية عام 2021، مع الإبقاء على 3 محطات على سبيل الاحتياط حال حدوث نقص في إمدادات الطاقة، على أن تُغلَق بعد ذلك بعام.

وشكلّت المحطات النووية 6% من إنتاج الكهرباء في ألمانيا خلال الربع الأول من العام الجاري (2022).

المحطات النووية
دخان يتصاعد من أبراج التبريد في محطة نووية بألمانيا

واشتعلت حدة الجدل حول استمرار تشغيل المحطات النووية في ألمانيا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، والذي دفع برلين لاتخاذ قرار بإنهاء اعتمادها القوي على الوقود الأحفوري الروسي.

وتستورد برلين نحو 70% من مصادر الطاقة من روسيا، وفقًا لدويتشه بنك.

وقال خبراء من وزارتي البيئة والاقتصاد الألمانيتين، في مارس/آذار من العام الجاري (2022)، إنهم لم يصدروا أي توصيات بإطالة عمر المحطات النووية.

وأشاروا إلى تحديات قانونية وترخيصية وتأمينية، فضلًا عن الحاجة إلى فحوصات سلامة مكثفة ومكلفة، بالإضافة إلى نقص قضبان الوقود النووي للحفاظ على تشغيل المحطات.

ووجد الخبراء أن تمديد عمر المحطات النووية لن يساعد في زيادة إنتاج الكهرباء في البلاد خلال موسم الشتاء المقبل، وأن ضخ استثمارات وجهود جديدة لن يكون مجديًا، إلا في حال تمديد عمر محطات الطاقة النووية لمدة 5 سنوات أخرى على الأقل حتى عام 2028.

تزايد الدعم الشعبي للمحطات النووية

تعالت حدة الأصوات المؤيدة للطاقة النووية في ألمانيا وأوروبا، بعد انخفاض إمدادات الغاز من موسكو إلى برلين عبر خط أنابيب نورد ستريم 1، الذي حثّ الحكومة الألمانية على إعادة توصيل محطات توليد الكهرباء الاحتياطية التي تعمل بالفحم، بالشبكة مرة أخرى، فضلًا عن زيادة المخاوف من استمرار خفض الإمدادات بعد انتهاء عملية صيانة خط الأنابيب في 21 يوليو/تموز الجاري.

وسينشر الاتحاد الأوروبي، الأسبوع المقبل، توصيات حول كيفية قيام الدول التابعة له بخفض الطلب على الغاز استعدادًا لفصل الشتاء.

وجاء في مسودة التوصيات أن أحد الخيارات سيكون تأجيل إغلاق محطات الطاقة النووية أو التحول من توليد الكهرباء بالغاز إلى الطاقة النووية حيثما أمكن ذلك.

المحطات النووية
أنابيب في محطة ضغط الغاز في مالنو بألمانيا – رويترز

وفي الشهر الماضي (يونيو/حزيران 2022)، أظهر استطلاع أجرته إذاعة (آر تي إل/ إن تي في)، أن نحو 68% من الألمان يرون ضرورة إعادة النظر في إغلاق المنشآت النووية، ارتفاعًا من 40% في استطلاع سابق لاندلاع شرارة الحرب في أوكرانيا.

ورغم ذلك؛ فقد قالت وزارتا البيئة والاقتصاد الألمانيتان (وكلتاهما تدار بواسطة حزب الخضر)، هذا الأسبوع، إنهما لم تغيرا وجهة نظرهما الصادرة في مارس/آذار الماضي حول عدم جدوى استمرار المحطات النووية، في ظل المخاوف المتصاعدة بشأن أمن إمدادات الغاز.

ويُلقي السياسيون من تحالف "الاتحاد الديمقراطي المسيحي-الاتحاد الاجتماعي المسيحي" المحافظ، باللوم على حزب الخضر في تمسك الحكومة الألمانية بموقفها من محطات الطاقة النووية.

الحزب المناهض للطاقة النووية

قال الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، ماريو زاجا: "يفضل حزب الخضر المناهض للطاقة النووية الاعتماد على محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم، المضرة بالمناخ".

وأضاف أن الحكومة يمكن أن تحصل على قضبان الوقود النووي من أستراليا وكندا لاستمرار تشغيل المحطات.

المحطات النووية
محطة للطاقة النووية في ألمانيا

واستجابةً لمخاوف السلامة النووية للحكومة الألمانية، قالت تي يو إي في، وهي مزود رئيس للاختبارات الصناعية والشهادات، إنه من الممكن مواصلة تشغيل محطات الطاقة النووية الثلاث المتبقية مع الحفاظ على عنصر السلامة.

وقال العضو المنتدب لـ"تي يو إي في"، يواكيم بوهلر، إن "المحطات في حالة فنية ممتازة"، مضيفًا أن الفحص الشامل الذي يُجرَى عادة كل 10 سنوات ضروري، لكن يمكن إجراؤه في غضون أشهر قليلة".

وتتزايد الدعوات لبحث جميع خيارات توليد الكهرباء، بما في ذلك الطاقة النووية، داخل الائتلاف الحاكم المكون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وحزب الخضر، والليبراليين الديمقراطيين الأحرار.

أضرار الطاقة النووية

أوضح المتحدث باسم لجنة الطاقة بالحزب الديمقراطي الحر، مايكل كروس، أن انخفاض إمدادات الغاز لتدفئة المنازل في الشتاء قد يدفع المستهلكين لاستخدام المزيد من التدفئة الكهربائية؛ ما يؤدي بدوره إلى نقص الطاقة.

وأضاف أن موضوع استمرار عمل المحطات النووية حساس للغاية بالنسبة لبعض الأحزاب، لكن العدوان الروسي على أوكرانيا يجب أن يقنع كل السياسيين بإعادة النظر في هذه القضية.

وقالت نائبة زعيم المجموعة البرلمانية بحزب الخضر، جوليا فيرليندن، إن الحزب لا يزال ينظر إلى الطاقة النووية على أنها تقنية محفوفة بالمخاطر، مستشهدة بكارثتي تشرنوبيل وفوكوشيما النوويتين.

وأضافت أن "الطاقة النووية باهظة الثمن وغير مرنة وتتسبب في نفايات مشعة لا توجد لها مستودعات حتى الآن".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق