تسعى باكستان إلى استيراد النفط الروسي، للاستفادة من الخصومات التي تقدّمها موسكو في ظل ابتعاد المشترين بعد الحرب الأوكرانية والعقوبات التي تلتها.
يأتي تحرّك الحكومة الباكستانية نظرًا لزيادة فاتورة استيراد النفط مع الارتفاع الشديد في الأسعار العالمية، ما دفعها لمطالبة المصافي بتقديم ملحوظات حول استيراد الخام الروسي بأسعار جذابة.
وقد تتعثر واردات الديزل والبنزين في البلاد خلال دورات التداول المقبلة، مع تداول الروبية الباكستانية عند مستوياتها القياسية المنخفضة، ونفاد احتياطيات الدولار في البلاد، حسبما نقلت منصة "إس آند بي غلوبال".
ويُعدّ أفضل خيار في الوقت الحالي هو زيادة عمليات تشغيل المصافي المحلية، على الأقلّ عن طريق معالجة أرخص المواد الأولية المتوفرة في السوق الدولية، وفقًا لمدير العمليات وخط الإنتاج في مصفاة باك عرب الباكستانية.
مزج النفط الروسي
كتبت الحكومة خطابًا إلى مصفاة باك عرب، والمصفاة الوطنية، ومصفاة باكستان، وسينرجييكو، لتقديم تقاريرها التفصيلية حول ما إذا كان بإمكان المصافي استيراد النفط الخام من روسيا، وفقًا لـ"إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس".
وقال رئيس الأبحاث في شركة السمسرة عارف حبيب الباكستانية، عباس طاهر: "يمكن للمصافي المحلية معالجة النفط الروسي، باستثناء مصفاة أتوك التي تستخدم الخام المحلي".
بالإضافة إلى ذلك، يُمكن للمصافي مزج 25-30% من النفط الروسي في مزيج المواد الخام الإجمالي، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف طاهر أن مزيجًا بنسبة 30% من النفط الروسي مع خامات أخرى وخصم 30% على تكاليف استيراد الخام الروسي معًا، يُمكن أن يؤدي إلى وفورات سنوية تتراوح بين 450 و500 مليون دولار في إجمالي فاتورة الواردات في البلاد.
أكثر الخيارات ملاءمة وأرخصها
من جانبه، قال رئيس الأبحاث في بيرل سيكيوريتيز، ياوار الزمان، إن باكستان تستورد حاليًا الخام العربي الخفيف الذي يحتوي على نسبة كبريت تبلغ 1.77.
ونظرًا لأن خام الأورال الروسي يحتوي على نحو 1.48 من محتوى الكبريت، يجب أن تكون المصافي المحلية قادرة على معالجة النفط الروسي.
وقال ياوار الزمان: "هناك حاجة لمزيد من التوضيح بشأن هذا الأمر، بالنظر إلى أن جميع المصافي تفتقر إلى الكفاءة.. لقد أثاروا مسألة تحديث المحطات والآلات مع الحكومة".
نظرًا لأن المصافي الكورية الجنوبية واليابانية ترفض شراء خامات شرق الأقصى الروسي، بما في ذلك خام مزيج شرق سيبيريا المحيط الهادئ، وسوكول، ومزيج سخالين، فقد استفسر عدد قليل من التجّار الباكستانيين حول توفر الخامات الروسية الخفيفة والمتوسطة وخصوماتها، وفقًا لما صرّح به أحد التجّار لـ"إس آند بي غلوبال".
ومع ذلك، فإن خامات الشرق الأقصى الروسي أخفّ من أن تلائم أنظمة المصافي الباكستانية العامة.
وأضاف مصدر في شركة مصفاة بارك عرب أن خام الأورال الروسي سيكون من بين أكثر خيارات المواد الأولية ملاءمة وأرخصها.
ارتفاع واردات النفط في باكستان
تمتلك باكستان حاليًا طاقة تكرير إجمالية تبلغ نحو 417 ألف برميل يوميًا، ما يعني أنها يمكن أن تلبي أقلّ من 40% من متطلبات الوقود لسكانها البالغ عددهم ما يقرب من 230 مليون شخص، بحسب مصادر في الصناعة ومحللي السوق.
وقد قفزت قيمة واردات باكستان من النفط الخام في أول 11 شهرًا من السنة المالية 2021-2022 (يوليو/تموز-يونيو/حزيران) إلى 4.76 مليار دولار لأحجام الواردات البالغة 8.16 مليون طن متري (58 مليون برميل).
ويُقارن ذلك بـ 2.72 مليار دولار لأحجام واردات تقترب من 8 ملايين طن متري (57 مليون برميل) في المدّة نفسها خلال السنة المالية السابقة، وفقًا لبيانات من مكتب الإحصاء الباكستاني.
قال ياوار: "في أفضل السيناريوهات، إذا قمنا بتحويل 100% من احتياجاتنا من الطاقة إلى روسيا، وحصلنا على خصم بنسبة 30% على إجمالي فاتورة استيراد النفط، فسيؤدي ذلك إلى توفير 6 مليارات دولار سنويًا".
تكلفة خام الأورال الروسي
من الناحية النظرية، قد يكلف الأورال 30 برميلًا أقلّ من خامات الشرق الأوسط لمصافي التكرير الباكستانية، كما قالت مصادر في الصناعة والسوق.
حددت أرامكو السعودية سعر البيع الرسمي لخامها الرئيس متوسط الكبريت للتحميل في يونيو/حزيران، والمتجه إلى آسيا، بعلاوة 4.4 دولارًا للبرميل، فوق متوسط عمان/دبي.
وبالمقارنة، قامت إس آند بي غلوبال بتقييم أورال البحر الأبيض المتوسط بمتوسط سعر مباشر قدره 84.43 دولارًا للبرميل في يونيو/حزيران، وهو ما يعادل خصمًا قدره 28.66 دولارًا فوق متوسط عمان/دبي للشهر.
وأكد رئيس الأبحاث في شركة شيرمان للأوراق المالية، فرحان محمود، أن استيراد الخام من روسيا سيساعد في تخفيف الضغط على احتياطيات النقد الأجنبي في البلاد.
موضوعات متعلقة..
- هل ينقذ النفط الروسي الرخيص باكستان من أزمتها الاقتصادية؟
- ارتفاع تكلفة النفط الروسي مع استعداد قمة الدول الـ7 لوضع سقف للأسعار
- النفط الروسي يتدفق إلى أسواق أفريقيا والشرق الأوسط هربًا من العقوبات الأوروبية
اقرأ أيضًا..
- قناة السويس تحقق أعلى إيرادات في تاريخها.. والنفط والغاز أبرز الحمولات
- ضربة جديدة لأوروبا.. إنتاج الغاز النرويجي قد يهبط 13%
- مشروع ورزازات للطاقة الشمسية.. حلم المغرب في الطاقة المتجددة (فيديو وصور)
- تيسلا تحتل مرتبة متدنية في تصنيف جودة السيارات الكهربائية (دراسة)