أخبار النفطرئيسيةعاجلنفط

ارتفاع تكلفة النفط الروسي مع استعداد قمة الدول الـ7 لوضع سقف للأسعار

مي مجدي

انتهت قمة مجموعة الدول الصناعية السبع، اليوم الثلاثاء 28 يونيو/حزيران، بالموافقة على النظر في وضع سقف لسعر النفط الروسي ضمن سعيها إلى الضغط على روسيا وتراجعها عن الحرب في أوكرانيا.

ورغم صعوبة تحقيق ذلك، ترى مجموعة الدول السبع أن فرض حظر على نقل الخام الروسي وبيعه بسعر محدد سيعزز الاقتصاد العالمي الذي يعاني ارتفاع معدلات التضخم في أسعار الغذاء والطاقة، حسب وكالة رويترز.

ومن المتوقع أن يؤدي القرار إلى زيادة ضغط الدول الغربية على روسيا، إذ أصر المستشار الألماني أولاف شولتس على استمرار فرض العقوبات حتى يقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بفشله في أوكرانيا.

وصرّح شولتس، خلال المؤتمر الختامي للقمة، بأن إقرار بوتين بفشل مخططه في أوكرانيا هو المخرج الوحيد.

إلا أن بيانات الحكومة الروسية تظهر أن تكلفة خام الأورال الروسي ارتفعت مقارنة بخام برنت، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

سعر النفط الروسي

"متحدون ضد جنون العظمة"، هكذا عبرت الصحف الألمانية بإيجاز عن خطة تحديد سقف لسعر النفط الروسي.

النفط الروسي
قادة مجموعة الدول الصناعية السبع- الصورة من رويترز

وتتلخص الفكرة في ربط الخدمات المالية والتأمين ونقل شحنات النفط بسعر معين، وليس بإمكان متعهد النقل أو المستورد الحصول عليها إلا عند الالتزام بالسعر المحدد للنفط الروسي.

ودعا قادة مجموعة الدول السبع جميع الدول الموافقة على هذا الرأى إلى التفكير في الانضمام إليهم.

وتعتقد المجموعة أن وضع سقف لسعر النفط الروسي سيمنع موسكو من الاستفادة من الحرب في أوكرانيا، التي أدت إلى ارتفاع حاد في أسعار الطاقة، ومن ثم أعاقت الجهود الغربية للحد من واردات النفط والغاز الروسيين.

كما ترى أن الفكرة ستتعامل مع مشكلتين، إذ ستعيد السيطرة على أسعار الطاقة إلى حد ما، وتهدئة ردود فعل المستهلكين المتعلقة بالتضخم.

في الوقت نفسه، ستحد من تدفق الأموال الغربية إلى روسيا، وتمويل الحرب في أوكرانيا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها لشهر يونيو/حزيران إن ارتفاع أسعار النفط الخام والوقود أسهمت في ارتفاع الإيرادات الروسية خلال مايو/أيار رغم انخفاض الصادرات بسبب العقوبات.

بالإضافة إلى ذلك، تبحث مجموعة السبع في إمكان وضع سقف لسعر الغاز، وهي خطوة تبنتها إيطاليا -تحديدًا-، أما فرنسا فقد دعت إلى تحديد أسعار جميع مبيعات الطاقة، وفقًا لتصريحات المسؤولين في مجموعة السبع.

نتائج عكسية

في الوقت نفسه، يحذر الخبراء من أن الخطة قد تأتي بنتائج عكسية.

وقال الخبير بشركة السمسمرة في النفط "بي في إم"، تاماس فارجا، إن بوتين قد يقرر خفض صادرات الطاقة ردًا على ذلك، وهو ما قد يؤدي إلى تأجيج الأسعار، ويمكن لبعض الدول، مثل الصين، أن تجد حلولًا بديلة.

في غضون ذلك، أشار الكرملين، يوم الثلاثاء 28 يونيو/حزيران، إلى أن شركة الغاز الروسية غازبروم قد تسعى لتغيير عقود التسليم حال طبقت الدول الغربية سقفًا للأسعار.

وسبق أن صرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الدول الغربية تعاني أكثر من روسيا العقوبات الاقتصادية.

وأدى الارتفاع الحاد في أسعار صادرات السلع الأساسية الروسية إلى زيادة الإيرادات، وأسهم ذلك في تجاوز موسكو للعقوبات.

وكشفت البيانات الحكومية الروسية عن أن متوسط سعر خام الأورال الروسي بلغ 87.49 دولارًا للبرميل بين منتصف مايو/أيار ومنتصف يونيو/حزيران، حيث قفز قرابة 20% مقارنة بالمدة نفسها قبل شهر، حسب بلومبرغ.

وتظهر البيانات أن تكلفة الأورال ما تزال أقل من خام برنت، لكن ضاقت الفجوة بشكل حاد، حيث يقوض الطلب القوي في آسيا جهود القوى الغربية للحد من العائدات الروسية.

النفط الروسي
ناقلة للمشتقات النفطية في روسيا - الصورة من روسيا

انعدام الأمن الغذائي

تحاول مجموعة السبع الضغط على روسيا دون أن تزيد من تفاقم معدلات التضخم في بلادها أو الدول النامية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأسبوع الماضي: "هناك خطر حقيقي من حدوث مجاعات متعددة خلال العام الجاري.. فقد أدت الحرب الأوكرانية إلى تفاقم تأثير أزمة المناخ وجائحة كورونا في الأمن الغذائي".

وبحسب بيان صادر عن قادة مجموعة السبع اليوم الثلاثاء 28 يونيو/حزيران، تعهدت المجموعة بتقديم 4.5 مليار دولار للتصدي للجوع حول العالم، ومع ذلك وجد النشطاء المبلغ ضئيلًا جدًا.

بينما يقدر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة احتياجاته للعام الجاري بنحو 22.2 مليار دولار، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وحذر رئيس برنامج "إنكواليتي بوليسي" في منظمة أوكسفام، ماكس لوسون، من مواجهة ملايين الأشخاص الجوع والمجاعة، مشيرًا إلى فشل مجموعة السبع في اتخاذ الإجراء اللازم لمواجهة أسوأ أزمة جوع منذ أجيال.

وتحاول المجموعة حشد الدول الناشئة، التي تربطها علاقات وثيقة بموسكو، للوقوف في وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ودعت 5 دول ذات دخل متوسط ومنخفض إلى القمة لضمها إلى صفها.

ويشعر البعض بالقلق من تأثير ارتفاع أسعار المواد الغذائية محليًا، ورأت أن العقوبات الغربية هي السبب في نقص المواد الغذائية وليس الغزو الروسي لأوكرانيا، التي تعد واحدة من أكبر منتجي الحبوب في العالم.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن المجموعة تحاول التوصل إلى حلول للسماح لأوكرانيا بتصدير الحبوب.

في الوقت نفسه، تعهد قادة مجموعة السبع بإنشاء ناد مناخي دولي لتعزيز التعاون بشأن تغير المناخ، وأكدوا إزالة الكربون من القطاعات الصناعية.

ومع ذلك، خفّف القادة من التزاماتهم السابقة المتعلقة بإنهاء التمويل العام لمشروعات الوقود الأحفوري الجديدة، والمضي قدمًا نحو الحياد الكربوني.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق