التقاريرأخبار منوعةتقارير النفطرئيسيةمنوعاتنفط

أزمة نقص الوقود في سريلانكا تشعل فتيل الاحتجاجات الشعبية

وكولومبو تبحث عن إمدادات عاجلة من الدوحة وموسكو

أمل نبيل

اقرأ في هذا المقال

  • سريلانكا تعاني أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها خلال 7 عقود
  • قصر إمدادات الديزل والبنزين على الخدمات الأساسية مثل الصحة والقطارات والطيران
  • تراجع إمدادات الديزل والبنزين في سريلانكا إلى 15 ألف طن
  • سريلانكا تبحث عن إمدادات جديدة من الوقود من روسيا وقطر
  • الهند تقدم مساعدات إلى سريلانكا بقيمة 4 مليارات دولار منذ يناير 2022

تواصل أزمة نقص الوقود في سريلانكا تفاقمها، ما أشعل فتيل الاحتجاجات الشعبية في البلاد، مع نفاد الديزل والبنزين وقصر الإمدادات على الخدمات الضرورية لمدة أسبوعين من 28 يونيو/حزيران وحتى 10 يوليو/تموز.

وتسعى الدولة الواقعة في جنوب آسيا، إلى توفير شحنات عاجلة من الوقود من قطر وروسيا والهند، لحل الأزمة التي أطاحت بالحكومة السابقة، وسط تصاعد الاحتجاجات بين معارضيها ومؤيديها، بحسب ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.

ونظم المئات، من بينهم أطباء ومصرفيون، مظاهرة اليوم الأربعاء 29 يونيو/حزيران 2022، لمطالبة الحكومة بحل أزمة نقص الوقود في سريلانكا، أو التنحي، بحسب رويترز.

أزمة الوقود في سريلانكا

تشهد الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها خلال 7 عقود، وتسببت المظاهرات التي اندلعت في الشوارع على مدار الأسابيع الماضية -احتجاجًا على أزمات متتالية مثل انقطاع التيار الكهربائي ونقص الغذاء والدواء- في تغيير الحكومة التي كان يرأسها الشقيق الأكبر للرئيس غوتابايا راجاباكسا، الشهر الماضي، بعد مقتل 9 أشخاص وإصابة نحو 300 آخرين في الاحتجاجات.

وبسبب تراجع إمدادات الوقود في البلاد، التي تكفي بالكاد لتلبية احتياجات أسبوع واحد، وعدم توافر شحنات جديدة على الأقل لمدة أسبوعين، قيّدت الحكومة إمدادات الوقود أمس الثلاثاء 28 يونيو/حزيران 2022، لتقتصر على الخدمات الأساسية، مثل القطارات والحافلات، والقطاع الصحي.

نقص الوقود في سريلانكا
اصطفاف العشرات في طابور طويل لشراء الوقود في سريلانكا - الصورة من رويترز

وقال المتحدث باسم الحكومة، باندولا غوناواردينا، إنه من المقرر منع المركبات الخاصة من شراء الوقود حتى 10 يوليو/تموز، مع تعهد الحكومة بتوفير الإمدادات النفطية بعد ذلك كما هو معتاد.

وأوقفت السلطات خدمات الحافلات بين المحافظات، وحثت المواطنين على العمل من المنزل في محاولة لتوفير الوقود، كما أبقت على المدارس مغلقة.

وقال مكتب رئيس الوزراء، في بيان، إن شحنة جديدة من البنزين سوف تصل إلى البلاد في 22 يوليو/تموز.

بينما تتوقع شركة لانكا -وهي وحدة تابعة لمؤسسة النفط الهندية- وصول شحنة من البنزين والديزل إلى سريلانكا بحلول 13 يوليو/تموز.

وتعاني سريلانكا -التي يبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة- تراجع إمدادات الوقود إلى 15 ألف طن من البنزين والديزل.

وأضاف البيان: "تحاول الحكومة أيضًا تأمين شحنات مبكرة من الوقود، وحتى يجري تأكيدها، لن يُكشف عن التفاصيل".

وتستهلك سريلانكا نحو 5 آلاف طن من الديزل و3 آلاف طن من البنزين يوميًا لتلبية متطلبات النقل.

ومع اشتداد أزمة نقص الوقود خلال الأسبوعين الماضيين، بدت الطرق في سريلانكا فارغة، إذ شُوهدت المزيد من المركبات متوقفة في طوابير طويلة خارج محطات الوقود.

مظاهرات ضد نقص الوقود في سريلانكا

يقول الأطباء والممرضات والطاقم الطبي، إنه على الرغم من تصنيفهم من ضمن الخدمات الأساسية التي لها الحق في الحصول على إمدادات الوقود، فإنهم يكافحون من أجل العثور على وقود كافٍ للوصول إلى العمل.

وقال سكرتير إحدى أكبر نقابات التمريض في سريلانكا، ويدعى إتش إم ميديواتا، للصحفيين: "هذا وضع مستحيل، يجب على الحكومة أن تجد لنا حلًا".

نقص الوقود في سريلانكا
تشابك لفظي بين متظاهرين ضد نقص الوقود في سريلانكا ورجال الشرطة - رويترز

وتشهد الدولة أخطر أزمة اقتصادية منذ الاستقلال عن بريطانيا في عام 1948، بعد أن ضرب فيروس كوفيد-19 الاقتصاد المعتمد على السياحة، وقلص تحويلات العاملين في الخارج.

وأسهم ارتفاع أسعار النفط، والتخفيضات الضريبية بهدف إرضاء الشعب، وحظر استيراد الأسمدة الكيماوية لمدة 7 أشهر العام الماضي، في تفاقم الأزمات الاقتصادية التي تعانيها البلاد وتدمير قطاع الزراعة.

وأوقفت شرطة مكافحة الشغب مظاهرة إلى منزل الرئيس السريلانكي، نظمتها نقابات عمالية من المصرفيين والمعلمين وموظفي القطاع الخاص، إذ أقامت حواجز لحراسة المنطقة.

وسار أكثر من 100 موظف من الطاقم الطبي للمستشفى الوطني في كولومبو إلى مكتب رئيس الوزراء، مطالبين الحكومة بضمان إمدادات جديدة من الوقود والأدوية.

ويوجد حاليًا فريق من صندوق النقد الدولي في سريلانكا؛ لإجراء محادثات حول حزمة إنقاذ محتملة بقيمة 3 مليارات دولار.

وتأمل سريلانكا في التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي بحلول غد الخميس 30 يونيو/تموز، ولكن على الرغم من ذلك، فمن غير المُرجّح أن تحصل على التمويلات النقدية مباشرة.

تأمين إمدادات جديدة من الوقود

انخفضت احتياطيات النقد الأجنبي في الدولة الآسيوية إلى مستويات قياسية، ما جعل البلاد عاجزة عن سداد قيمة الواردات الأساسية، بما في ذلك الوقود والغذاء والدواء.

وفي محاولة لتأمين إمدادات جديدة من الوقود، التقى وزير الطاقة السريلانكي، كانشانا ويجيسكيرا يوم الثلاثاء 28 يونيو/حزيران، مع وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة، الرئيس التنفيذي لشركة قطر للطاقة سعد بن شريدة الكعبي، كما تسعى كولومبو للحصول على قرض مالي من صندوق قطر للتنمية.

وسيسافر وزير سريلانكي آخر إلى روسيا في نهاية الأسبوع بحثًا عن صفقات جديدة للطاقة، للتخفيف من حدة أزمة نقص الوقود في سريلانكا، بحسب تقارير اطّلعت عليها منصّة الطاقة المتحصصة.

والتقى المفوض السامي لسريلانكا لدى الهند، ميليندا موراغودا، يوم الإثنين 27 يونيو/حزيران 2022، مع وزير النفط والغاز الطبيعي، هارديب سينغ بوري، في نيودلهي لمناقشة إمكان "تأمين إمدادات البنزين والديزل التي تحتاجها سريلانكا في الوقت الحالي بصفة عاجلة".

وقدمت الهند حتى الآن ما يقرب من 4 مليارات دولار من المساعدات لسريلانكا منذ يناير/كانون الثاني 2022، وتأمل كولومبو في الحصول على حد ائتماني آخر بقيمة 500 مليون دولار من الهند لتغطية واردات الوقود، بحسب موقع ذا هيندو (the hindu).

وتسببت أزمة نقص الوقود في سريلانكا في توقف الإنتاج في الدولة الآسيوية، إذ تضرر المزارعون والصيادون بشدة من عدم نقص الديزل والكيروسين.

ورغم نفاد إمدادات الديزل والبنزين في البلاد، رفعت سريلانكا أسعار الوقود يوم الأحد 26 يونيو/حزيران 2022، بنسبة تتراوح بين 15 و22%.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق