أرامكو السعودية: 4 محاور لتعزيز الاستدامة وتأمين الطاقة بأسعار معقولة
ياسر نصر
- خطة الاستدامة في أرامكو تعزّز أهداف السعودية لتحقيق تحول مستقر وشامل في الطاقة
- أرامكو تمتلك سجلًا حافلًا بالموثوقية والمرونة على مدى 90 عامًا
- حل أزمة الطاقة العالمية يتوقف على الاعتراف بـ3 حقائق
- الشركة تستهدف إنتاج 12 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول 2030
- خفض انبعاثات التنقيب والإنتاج إلى 10.7 كيلوغرامًا لكل برميل مكافئ نفطي
- استثمار 360 مليون دولار في عدد من المبادرات المجتمعية
- بلغ توظيف النساء في أرامكو 31% خلال 2011
وضعت شركة أرامكو السعودية أهدافًا طموحة من أجل الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، بالتزامن مع خطط زيادة إنتاج النفط والغاز من أجل تأمين الطلب المتنامي على الطاقة.
وأظهر تقرير حديث، كيف نجح عملاق النفط السعودي في مواصلة إنتاج المواد الهيدروكربونية بتكلفة منخفضة وبكثافة انبعاثات كربونية تُعد من بين الأقل على مستوى العالم.
وأكد تقرير الاستدامة لعام 2021 -الذي حمل عنوان "أمن الطاقة لعالم مستدام"، وحصلت منصة الطاقة على نسخة منه- أن شركة أرامكو السعودية تتطلع إلى احتلال مكانة رائدة، للقيام بدور مهم في تلبية الحاجة إلى موارد الطاقة معقولة التكلفة، مع الاستجابة إلى التحديات المناخية.
ويحتوي تقرير الاستدامة -الذي يسلّط الضوء على جهود أرامكو لخفض الانبعاثات- على بيانات 2021 خلال المدة من 1 يناير/كانون الثاني حتى 31 ديسمبر/كانون الأول 2021، ويقدم مقارنات بين أداء العام الماضي وعامي 2019 و2020.
وحرصت شركة أرامكو على اتباع التوجيهات السائدة في قطاع الطاقة عند تحديد النطاق الحدودي لبيانات الأداء، كما كلفت جهة خارجية بتقديم تأكيد مستقل وفق 6 مقاييس أداء لها الأولوية.
ولتفادي اللغط، استبعدت أرامكو السعودية البيانات غير المالية لسابك، وإس أويل من نطاق التقرير، إذ إن كلتا الشركتين التابعتين مدرجة في سوق الأسهم، وتصدر كل منهما تقريرًا سنويًا مستقلًا عن الاستدامة.
خطط طموحة
نشرت شركة أرامكو السعودية، اليوم الأربعاء، 15 يونيو/حزيران 2022، تقريرها الأول عن الاستدامة، مُسلِّطًا الضوء على الطرق التي تخطط بها الشركة لمعالجة الانبعاثات بشكل أكبر، مع تقديم حلول لطاقة موثوقة وبتكلفة ملائمة.
ويقدم التقرير -الذي تتوقع الشركة تحديثه على أساس سنوي- مزيدًا من المعلومات حول جهود أرامكو الرامية لدعم التحوّل في مجال الطاقة على نطاق أوسع، مع عدد من الأهداف المؤقتة التي تسعى لتحقيقها بحلول عام 2035.
ويأتي إصدار التقرير عقب إعلان طموح الشركة لتحقيق الحياد الكربوني للغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري التي تقع ضمن النطاقين (1 و2) في مرافق أعمالها التي تملكها وتديرها بالكامل بحلول العام 2050.
وبحلول عام 2035، تهدف أرامكو السعودية إلى خفض كثافة الانبعاثات الكربونية في قطاع التنقيب والإنتاج بالشركة، التي تُعد من بين الأقل على مستوى قطاع الطاقة، بواقع 15%، كما تستهدف الوصول إلى 8.7 كجم مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل برميل نفط مكافئ، مقابل كثافة هذه الانبعاثات في عام 2018 وهي 10.2 كجم مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل برميل نفط مكافئ.
وتسعى الشركة لخفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري أو تخفيفها في النطاقين (1 و2) في مرافق أعمالها التي تملكها وتديرها بالكامل، في كلٍّ من قطاع التنقيب والإنتاج وقطاع التكرير والمعالجة والتسويق، بواقع أكثر من 50 مليون طن متري سنويًا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2035، وذلك عند مقارنتها بتوقعات أعمال الشركة الاعتيادية.
تأمين مصادر الطاقة
تنبثق إستراتيجية أرامكو السعودية من أن احتياجات العالم من الطاقة الموثوقة والمنتجة بصفة مستدامة وبأسعار معقولة، ستستمر في النمو، وأن تلبية الطلب تستلزم توفير نطاق واسع من حلول الطاقة، منها النفط والغاز.
وأشار تقرير الاستدامة إلى الأحداث التي شهدها مطلع عام 2022، وكشف عن أن التحول السلس للطاقة سيظل رهنًا بأمن الطاقة، وإلى أن يحين الوقت الذي تصبح فيه مصادر الطاقة البديلة منخفضة الانبعاثات الكربونية قادرة على تحمل عبء الطلب العالمي على الطاقة، سيظل أمن الطاقة العالمي رهنًا بوفرة الإمدادات الموثوقة من الوقود الأحفوري.
وشددت أرامكو على أنه في ظل أصعب التصورات المناخية، ستواصل المواد الهيدروكربونية -رغم انخفاض الطلب عليها- الاضطلاع بدور مهم في حزمة حلول الطاقة لسنوات عديدة مقبلة.
وأكد تقرير أرامكو أن التحول في مجال الطاقة يتحرك بوتيرة متباينة من سوق إلى أخرى، ففي العديد من الأسواق النامية ستظل الحاجة إلى المواد الهيدروكربونية قائمة لما بعد عام 2050.
الاقتصاد الدائري للكربون
تعمل أرامكو السعودية على تعزيز إطار الاقتصاد الدائري للكربون، الذي يركز على خفض الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، وإعادة استخدامها، وإعادة تدويرها، والتخلص منها.
وبحلول عام 2035، تهدف الشركة إلى الحدّ من الانبعاثات وخفضها من خلال الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، إذ تسعى للاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة لتوليد 12 غيغاواط كهرباء سنويًا من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بحلول عام 2035، وهو ما سينتج عنه خفض بواقع 14 مليون طن متري سنويًا من مكافئ غاز ثاني أكسيد الكربون.
كما وضعت الشركة خططًا للاستثمار في احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه، بما يؤدي إلى استخلاص 11 مليون طن متري سنويًا من مكافئ غاز ثاني أكسيد الكربون، وإجراءات تحسينات في كفاءة استهلاك الطاقة، ما يجنّب انبعاثًا بنحو 11 مليون طن متري سنويًا من مكافئ غاز ثاني أكسيد الكربون.
وأشارت الشركة إلى أن الحدّ من انبعاثات الميثان وحرق الغاز في الشعلات سيتيح تخفيضًا بمقدار مليون طن متري سنويًا من مكافئ غاز ثاني أكسيد الكربون.
ويسلّط التقرير الضوء على حرص الشركة على تطوير أعمالها لإنتاج الأمونيا الزرقاء والهيدروجين، بهدف إنتاج ما يصل إلى 11 مليون طن متري من الأمونيا الزرقاء سنويًا بحلول عام 2030، مع إمكان المساعدة على خفض الانبعاثات بصورة كبيرة في القطاعات التي يصعب إزالة الكربون منها مثل النقل الثقيل، والتدفئة، والتطبيقات الصناعية.
شركة طاقة متكاملة
تصبو أرامكو السعودية إلى أن تصبح رائدة شركات الطاقة والكيماويات المتكاملة على مستوى العالم، وأن تزاول أعمالها بأمان واستدامة وموثوقية.
وأشار التقرير -الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- إلى أن أهم ما يميّز شركة أرامكو هو حضورها وتنوع مجموعة أعمالها على الصعيد العالمي، ما يتيح لها ميزة فريدة لتلبية احتياجات العالم من الطاقة، في الوقت الذي تنتج فيه مواد هيدروكربونية ذات كثافة انبعاثات كربونية من بين الأقل عالميًا لتلبية احتياجات السوق، وكذلك الاستثمار في مصادر الطاقة الجديدة.
وفي سبيل تحقيق هذه الغاية، ستواصل الشركة تطوير أعمالها، وزيادة طاقتها الإنتاجية، وإمدادها للطاقة وتوفير المواد البتروكيماوية لدفع عجلة النمو الاقتصادي والاجتماعي، وتسخير التقنية والابتكار لخفض الانبعاثات وتقليص آثار أعمالها في المناخ.
وتسعى أرامكو السعودية للحفاظ على مكانتها الريادية فيما يتعلق بكثافة الانبعاثات الكربونية الناتجة عن أعمالها في قطاع التنقيب والإنتاج، مسجلة أحد أقل معدلات الآثار الكربونية لكل وحدة مواد هيدروكربونية تنتجها الشركة، ضمن مساعيها لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وكانت الشركة قد أعلنت في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2021، التزامها بتحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن.
وكشفت عن طموحها بتحقيق الحياد لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري الواقعة ضمن النطاقين 1 و2 في المرافق والمنشآت كافّة التي تشغلها الشركة وتملكها بالكامل بحلول عام 2050.
ويتماشى هدف أرامكو السعودية مع خطط المملكة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060 الذي أعلنته ضمن مبادرة السعودية الخضراء، بحسب تقرير الاستدامة لعام 2021، الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
إستراتيجية أرامكو السعودية
تقوم إستراتيجية شركة أرامكو السعودية على 4 مجالات رئيسة أوردتها في تقرير الاستدامة تتمثل في الآتي:
- الريادة في قطاع التنقيب والإنتاج.
- التكامل في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق.
- انبعاثات كربونية أقل.
- التوطين ودعم التنمية الوطنية.
وشددت الشركة على أن التحول الناجح في قطاع الطاقة سيتطلب التعاون مع مجموعة واسعة من شركاء الأعمال والتقنية حتى تتمكن من تطوير الحلول التقنية المطلوبة.
وتملك الشركة سجلًا حافلًا في مجال الابتكار وتطوير التقنيات، وتعمل على مد جسور التعاون مع مجموعة واسعة من شركاء الأعمال والتقنية لتطوير الحلول اللازمة للاستفادة من التقنية لدعم المحالات الإستراتيجية الأربعة.
واستخدمت أرامكو السعودية طريقة التخطيط المعتمد على السيناريوهات لتحديث المجالات الإستراتيجية، واختبار مدى مرونة الإستراتيجية وخطة الاستثمار، مقابل نطاق من الاحتمالات المتوقعة في المستقبل.
الريادة في قطاع التنقيب والإنتاج
يتمثل أبرز مواطن القوة التي يتمتع بها قطاع التنقيب والإنتاج في أرامكو السعودية في الالتزام الشديد بالإدارة المثلى والمسؤولة لموارد الطاقة الهائلة التي حبا الله بها المملكة.
وتطلبت الإدارة المثلى للمكامن على المدى البعيد عبر عقود عديدة توازن الإنتاج بين المناطق التي بلغت ذروتها ومصادر الإنتاج الجديدة، والاستفادة من المكامن الجديدة حينما تقتضي الحاجة من أجل تحسين معدلات نضوب الحقول، ورفع سقف الأهداف الموضوعة لاستخلاص المواد الهيدروكربونية بوتيرة متكررة.
وأثمر استخدام الشركة للتقنيات المتطورة تحت سطح الأرض لترشيد استهلاك الطاقة وضعها في مكانة رائدة واتباع ممارسات ريادية على مستوى قطاع الطاقة فيما يتعلق بالتكلفة والكفاءة، ما يعزّز هدف الشركة بالمحافظة على انخفاض كثافة الانبعاثات الكربونية.
وتعزّز الخبرات الجيولوجية الواسعة قدرات الشركة على تطوير فرص استخلاص الكربون، إذ تخطط أرامكو السعودية لتوسيع نطاق أعمالها في قطاع الغاز، ويشمل ذلك تطوير موارد الغاز غير التقليدية بوتيرة سريعة.
ومن المتوقع أن تلبي موارد الغاز غير التقليدية الطلب المحلي المتزايد على الطاقة الأنظف ومنخفضة التكلفة، وتُسهم في الحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري الناتجة عن الإنتاج المحلي للكهرباء ودعم الإسهامات الوطنية في المملكة من خلال الاستغناء عن حرق السوائل.
كما تتطلع الشركة إلى تحقيق إيرادات من بعض مواردها المتزايدة من الغاز المحلي من خلال إنتاج الهيدروجين الأزرق والأمونيا الزرقاء، إذ تتوقع الشركة أن يؤدي الهيدروجين دورًا مهمًا في توفير الطاقة منخفضة الكربون.
التكامل في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق
تملك أرامكو السعودية شبكة من المصافي والمعامل الكيميائية على الصعيدين المحلي والعالمي، ويؤدي التكامل الإستراتيجي المستمر بين هذه المرافق وضخ الاستثمارات في التسويق ومواد التشحيم إلى مساعدة الشركة على استخلاص القيمة الإضافية عبر مراحل سلسلة القيمة الهيدروكربونية كافّة.
ويؤدي التغير في أنماط الطلب، بما في ذلك نمو الطلب على الكيماويات ومخاطر انخفاض الطلب على الوقود على المدى البعيد، إلى مساعدة الشركة على تحويل كميات إضافية من النفط الخام إلى كيماويات في المرافق المتكاملة لتحويل السوائل إلى كيماويات.
انبعاثات كربونية أقل
تهدف أرامكو السعودية إلى تجنّب المخاطر المتصلة بمحفظة أعمالها والمحافظة على قدراتها التنافسية ومكانتها الفريدة من خلال تطبيق سيناريوهات حجز الكربون.
وتتبنى الشركة مسارين رئيسين لتحقيق هذا الهدف يتمثلان في: خفض صافي الانبعاثات الكربونية لأعمالها، وتطوير منتجات وحلول منخفضة الكربون في قطاعات الطاقة والكيماويات والمواد، حسب تقرير الاستدامة لعام 2021.
ويعمل خفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن الأعمال التشغيلية للشركة على تعزيز التدابير التي تشمل رفع مستويات كفاءة الاستهلاك في الأعمال التشغيلية، والطاقة المتجددة، واستخلاص الكربون وتخزينه، وغيرها من المبادرات الرامية إلى تحقيق التوازن بين الانبعاثات الكربونية وامتصاصها. ويساعد تطوير منتجات وحلول منخفضة الكربون في المحافظة على الطلب على النفط والغاز وتنويعه من خلال تقنيات تنافسية، ويشمل ذلك منتجات الهيدروجين الأزرق والأمونيا الزرقاء والوقود منخفض المحتوى الكربوني والغاز لتعزيز مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة المحلي، وتقليل حرق السوائل لإنتاج الكهرباء.
وستساعد مبادرات الشركة على اقتناص الفرص في سوق المنتجات والحلول منخفضة الكربون الآخذة في النمو.
التوطين ودعم التنمية الوطنية
تسعى شركة أرامكو إلى تطوير أعمال جديدة تساعدها على توطين سلسلة التوريد لديها، ومساندة رواد التنمية الوطنية في المملكة، ما يمكنها من تعزيز ريادتها على صعيد التكلفة والإنتاج على المدى الطويل، والارتقاء بالقدرات التنافسية لسلاسل القيمة المحلية للشركة وتحسين مرونتها، والمساعدة على دفع عجلة التنمية الاقتصادية في المملكة.
وفي مارس/آذار 2021، أعلنت حكومة المملكة إطلاق برنامج (شريك)، الذي يوفّر إطار عمل لتسريع وتيرة الاستثمارات التي تتماشى مع إستراتيجية الشركة، كما يعزز البرنامج خطط أرامكو لتحويل السوائل إلى كيماويات وإنتاج الهيدروجين الأزرق والأمونيا الزرقاء داخل المملكة.
وفي سبتمبر/أيلول 2021، أعلنت الشركة اتخاذ خطوة توسعية كبيرة في برنامجها للاستثمار الصناعي من خلال إطلاق برنامج (نماءات أرامكو) الذي سيستفيد من حزمة الحوافز التي يقدمها برنامج (شريك).
الاستفادة من التقنيات
يواصل برنامج التقنية في أرامكو السعودية تطوير حلول جديدة لأعمال الشركة في قطاعي التنقيب والإنتاج، والتكرير والمعالجة والتسويق، ومساعدتها على تنويع مجموعة منتجاتها وتنمية أعمالها بشكل مستدام.
ويساعد تزايد حجم الاستثمار في التقنيات والأبحاث والتنمية على التصدي لتحديات الاستدامة، بالإضافة إلى استخدام الحلول السريعة واسعة النطاق المطورة حاليًا مثل مصادر الطاقة المتجددة وتقنيات استخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه، وإنشاء وتطوير حلول جديدة منخفضة الكربون لها فوائد بيئية وتجارية.
ومن الأمثلة على الحلول الجديدة التي ترى أرامكو السعودية أنها ستحدث آثارًا إيجابية على استدامة أعمالها وتسعى سعيًا دؤوبًا لتطويرها ما يلي:
- التحويل المباشر للسوائل إلى كيماويات.
- إنتاج الهيدروجين واستخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه.
- توسيع نطاق تطبيقات المواد اللامعدنية.
- تسريع وتيرة تطبيق تقنية استخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه واستغلاله على نطاق واسع.
- تمكين الاستدامة في قطاع النقل، من خلال تطوير محركات أكثر كفاءة ووقود منخفض الانبعاثات الكربونية
- تسريع وتيرة تطبيق الحلول التقنية لتوازن الكربون، مثل الاستخلاص المباشر للهواء.
تؤمن شركة أرامكو بأن اتساع رقعة أعمالها وتركزها وتكاملها يعزز قدراتها على تطوير تقنيات جديدة واختبارها وتطبيقها، مثل تقنية استخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه بسرعة وعلى نطاق واسع.
وتضخ الشركة استثمارات كبيرة في التقنية، وهي إحدى أكثر الشركات حيازة على براءات اختراع في قطاع النفط والغاز.
ويوفر تطبيق التقنيات ميزات تنافسية مستدامة في قطاعات الأعمال الأساس والجديدة، ويضيف قيمة تجارية من خلال إيجاد أسواق مستقبلية للنفط الخام أو توسيعها، مثل تحويل النفط الخام إلى كيماويات، وتحويل النفط الخام إلى هيدروجين ومواد لامعدنية.
وستؤدي التقنية دورًا جوهريًا في خفض الانبعاثات إلى المستوى المطلوب، إذ تهدف الشركة إلى تطبيق تقنيات على نطاق واسع ودمجها بشكل كبير عبر مراحل سلسلة القيمة كافّة.
تحديات قطاع الطاقة العالمي
من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة أرامكو، ياسر الرميان، إن أكبر تحد مزدوج يواجه قطاع الطاقة يتمثّل في خفض مستوى الانبعاثات الكربونية المصاحبة لإنتاج الطاقة والسعي لتلبية احتياجات العالم المتزايدة من الطاقة في الوقت نفسه.
وأشار إلى أن أرامكو السعودية تحتل مكانة ريادية فريدة على صعيد قطاع الطاقة العالمي، وعلى الرغم من أن الشركة هي أكبر مصدر للنفط الخام على مستوى العالم، فإن كثافة الانبعاثات الكربونية الناتجة عن أعمالها في قطاع التنقيب والإنتاج هي الأقل على الإطلاق مقارنة بأي شركة من كبرى شركات النفط الأخرى.
وبحسب تقرير الاستدامة لعام 2021، أوضح الرميان أن جائحة كوفيد-19 سلّطت الضوء على ضرورة وجود منهجية للتفكير والتخطيط على المدى البعيد، فقد باتت الشعوب تتطلع أكثر من أي وقت مضى إلى أن ترى شركات مثل أرامكو السعودية تخطط، وتتحلى بالشفافية تجاه المخاطر، وتمتلك الشجاعة والبصيرة لمعالجة التحديات الناشئة في مرحلة مبكرة قبل تفاقمها وتحولها إلى أزمات يصعب حلها.
وشدد على أن التغير المناخي يمثّل التحدي الأكبر الذي تواجهه أرامكو السعودية أو أي شركة أخرى على المدى البعيد، إذ يمثّل التغير المناخي خطرًا جسيمًا على مستقبل البشرية.
توازن الكربون
قال رئيس مجلس إدارة أرامكو: "حتى يتسنى إعادة العالم إلى توازن أفضل للكربون، ينبغي أن ننجح في الحد من الانبعاثات الكربونية المسببة للاحتباس الحراري، الناتجة عن إنتاج كل من النفط والغاز واستخدامهما إلى أقل مستوى ممكن".
وأشار إلى إدراك شركته أنه ما دام استمر وجود الطلب على النفط والغاز، فإنه يتحتم معالجة الانبعاثات عند نقطة الاحتراق، موضحًا أن أرامكو لا يمكنها القيام بذلك بمفردها، ولكنها تلتزم بالعمل نحو مستقبل أقل انبعاثات مع عملائها وشركائها في جميع أنحاء العالم.
وأكد أن منهجية أرامكو تعتمد على الاقتصاد الدائري للكربون، والتحول من اقتصاد خطي قائم على "التصنيع، والاستخدام، ثم التخلص" إلى اقتصاد قائم على تقليل النفايات، وإعادة استخدام المواد غير المتجددة، وإعادة تدويرها.
وأضاف: "في حالة الكربون، يمكننا إضافة (مرحلة رابعة) تتمثل في إزالة الكربون من الدورة بشكل كامل عبر استخلاصه وتخزينه".
وأشار الرميان إلى أن خطة الاستدامة التي تنفذها أرامكو السعودية تعزز الأهداف الطموحة للمملكة من خلال تحول مستقر وشامل في مجال الطاقة، والمساعدة على تلبية احتياجات الأعداد المتزايدة من السكان في مختلف أرجاء العالم.
تراجع استثمارات النفط والغاز
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي للشركة، كبير الإداريين التنفيذيين في أرامكو أمين الناصر، إن نظام الطاقة العالمي يمر بمنعطف قد تكون له عواقب وخيمة على العالم إذا ما فشل المجتمع العالمي في اتباع النهج الصحيح الذي تدعمه مجموعة من الإجراءات الفاعلة والمهمة.
وأضاف: "من بين بواعث القلق التي تشغل قطاع الطاقة خصوصًا التراجع المزمن في الاستثمار في مجال إنتاج النفط والغاز خلال السنوات الأخيرة، ما أدى إلى نقص الإمدادات".
وأوضح أنه إذا تركت تلك الأمور دون حل، فقد يؤدي ذلك إلى زعزعة أمن الطاقة وتفاقم معدلات التضخم وإحداث اضطرابات اجتماعية.
وأشار إلى أن أزمة أوكرانيا جاءت لتفاقم التحديات، وتؤكد أن البدائل من مصادر الطاقة المتجددة لا تزال غير مؤهلة لسد الفجوة، وهذا وضع لا يمكن تحمله، لذلك أصبح اللجوء إلى طريقة تفكير جديدة هو الحل الناجع للتصدي لمعضلة التغير المناخي بصفة فاعلة.
حلول أزمة الطاقة
شدد الناصر -في كلمته ضمن تقرير الاستدامة لعام 2021- على أن حل أزمة الطاقة العالمية يتوقف على الاعتراف بـ3 حقائق، وهي:
- الحقيقة الأولى: يشير الواقع إلى أن المواد الهيدروكربونية ستواصل الاضطلاع بدور حيوي في نظام الطاقة العالمي على مدى عقود عديدة قادمة حتى في ظل أصعب التصورات المناخية.
- الحقيقة الثانية: تتباين احتياجات الأسواق في المستقبل، إذ ستظل بعض الأسواق بحاجة إلى المواد الهيدروكربونية لما بعد عام 2050.
- الحقيقة الثالثة: عندما يتعلق الأمر بالنفط والغاز، فمن الواضح أن المستقبل يتجه الآن إلى صالح المنتجين الأقل تكلفة والأقل كثافة كربونية.
وأكد أن أرامكو السعودية تتمتع بمزايا كبيرة، منها المستوى العالمي لأعمالها الذي يجمع بين انخفاض كثافة الانبعاثات الكربونية من قطاع التنقيب والإنتاج، ومستويات شبه صفرية لانبعاثات غاز الميثان وممارسات حرق الغاز في الشعلات، بالإضافة إلى تكلفة إنتاج منخفضة نسبيًا، ويستند ذلك إلى سجل الشركة الحافل بالموثوقية والمرونة على مدى 90 عامًا.
وأشار الناصر إلى أن الشركة تفتخر بأنها حتى في أوقات اضطرابات السوق وتقلباتها -وعندما تعرضت أعمالها للهجوم- لم تتخلف أبدًا عن تسليم أي شحنة إلى أي عميل لأسباب تشغيلية.
وقال: "بالنظر إلى المستقبل، نجد أن أعظم الفرص المتاحة أمامنا، ترتكز على قدرتنا على العمل بصفة مستدامة، ويعني ذلك أنه يتعين علينا ضمان استدامة أعمال الشركة، واستدامة البيئة التي تزاول فيها أعمالها وأين تستخدم منتجاتها، ومساعدة المجتمعات التي تعمل فيها أرامكو على تحقيق النمو والازدهار".
وأضاف: "هي مهمة صعبة، إذ إننا لا نملك كل الإجابات ولا جميع التقنيات، بل ولا يوجد من يملكها، لكننا نسعى جاهدين إلى ذلك".
تحول الطاقة
تعمل أرامكو السعودية على تأمين احتياجات العالم من إمدادات الطاقة الموثوقة، وتحافظ في الوقت نفسه على مكانتها الرائدة بوجودها في مصاف شركات إنتاج المواد الهيدروكربونية الأقل تكلفة على صعيد الإنتاج والأقل كثافة من حيث الانبعاثات الكربونية المصاحبة لأعمالها.
وتسعى الشركة لتحقيق طموح الحياد الكربوني لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري للنطاقين 1 و2 بحلول عام 2050 والناجمة عن الموجودات المملوكة بالكامل وتديرها الشركة، فضلًا عن برنامج الوقف التام للحرق الروتيني للغاز في الشعلات.
أرامكو وخفض الانبعاثات
بحسب تقرير الاستدامة لعام 2021، بلغت كثافة حرق الغاز خلال العام الماضي نحو 5.51 قدمًا مكعبة قياسية لكل برميل نفط مكافئ، وسجلت كثافة غاز الميثان في قطاع التنقيب والإنتاج في 2021 نحو 0.05%، مع خطط للوصول إلى صفر انبعاثات غاز الميثان بحلول عام 2030.
وتعمل شركة أرامكو على تسخير التقنيات للحد من الانبعاثات الكربونية بصفة كبيرة، وتعتزم إنتاج 12 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
وضمن مساعيها لخفض الانبعاثات أعلنت خلال العام الماضي برنامجًا طموحًا للوصول إلى الحياد الكربوني للنطاقين (1 و2) والحد من انبعاثات الغازات المسببة لاحتباس الحراري في مرافق أعمال الشركة التي تملكها وتديرها بالكامل بحلول عام 2050.
وسجلت انبعاثات النطاق 1 خلال 2021 نحو 52.3 مليون طن متري من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، أما انبعاثات النطاق 2 فبلغت 15.5 مليون طن متري من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، في حين وصلت كثافة الانبعاثات الكربونية الناتجة عن قطاع التنقيب والإنتاج نحو 10.7 كيلوغرام مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل برميل مكافئ نفطي.
وأعلنت شركة أرامكو السعودية، خلال العام الماضي، كذلك تطوير موارد الغاز من خلال تدشين أعمال التطوير في حقل الجافورة للغاز غير التقليدي.
وضمن خطط التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة، أعلنت الاستثمار في مشروع سدير للطاقة الشمسية بقدرة 1.5 غيغاواط.
كما أطلقت أرامكو في 2021 برنامجًا طموحًا من خلال بناء عمل الشركة في أكثر من 750 كيلومترًا مربعًا من المناطق المحمية.
تعظيم القيمة المجتمعية
تستثمر أرامكو السعودية في موارد النفط لتعزيز موثوقية سلسلة التوريد في الشركة، وترشيد تكاليفها التشغيلية وتحسين مستويات المخزون، وتوفير فرص وظيفية واقتصادية للآلاف من الكوادر الوطنية.
وفي هذا الإطار، تلتزم أرامكو بتوفير فرص العمل للكوادر الوطنية، وجذب مليارات الريالات السعودية وضخها في الأنشطة الاقتصادية لدفع عجلة الاقتصاد الوطني، وتأسيس دائرة للتنمية الوطنية.
وأشار تقرير الاستدامة -الذي اطلعت عليه منصة الطاقة- إلى نجاح برنامج التوطين "اكتفاء" خلال 2021 في جذب أكثر من 540 مشروعًا استثماريًا إلى المملكة، بالإضافة إلى الاستثمار الاجتماعي بقيمة تتجاوز 360 مليون دولار في عدد من المبادرات المجتمعية خلال العام الماضي
تطوير الأفراد
كما تلتزم الشركة بتوفير بيئة عمل آمنة ومحترمة للجميع من خلال اتباع إجراءات السلامة والسياسات والموارد المناسبة في الموقع وداخل التجمعات السكنية، والعمل على دعم القوى العاملة لديها وتمكينها، واتباع منهجية استباقية للوقاية من الحوادث.
بلغ توظيف النساء في أرامكو خلال 2011 بنسبة 31% من إجمالي عدد التوظيف المباشر، وسجلت نسبة الموظفات في المناصب القيادية زيادة بمقدار 24%.
كما ارتفع عدد الموظفين من الأشخاص ذوي الإعاقة خلال عام 2021 أكثر من السنوات الثلاث الأخيرة مجتمعة، بالإضافة إلى دعم مستمر وفاعل لمواجهة جائحة كورونا من خلال إتاحة اللقاحات لجميع الموظفين.
موضوعات متعلقة..
- معمل الفاضلي.. عملاق معالجة الغاز في أرامكو السعودية (صور)
- أرامكو السعودية تخطط لتشغيل 90 منصة حفر بُرجية بنهاية عام 2024
- الهند تستعين باستثمارات أرامكو السعودية لبناء مصفاة ومجمع بتروكيماويات
اقرأ أيضًا..
- أسعار الوقود في المغرب تثير القلق.. وتوقعات بارتفاعها لأعلى مستوى
- وكالة الطاقة الدولية: الطلب على النفط سيتجاوز مستويات ما قبل كورونا خلال 2023