ناقلة النفط صافر.. خزان عائم يهدد الملايين بكارثة إنسانية (تقرير)
أحمد بدر
تواصل ناقلة النفط صافر تهديدها لملايين السكان في كل من اليمن والسعودية ودول أخرى تطل على البحر الأحمر، على الرغم من إعلان جميع الأطراف قبل عام، وتحديدًا في يونيو/حزيران 2021، دعمهم حلًا أمميًا يقضي بنقل حمولتها النفطية إلى سفينة أخرى.
وقبل يومين، أعلن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، تقديمَ السعودية 10 ملايين دولار لمواجهة التهديدات التي تشكّلها ناقلة النفط، التي تُعدّ خزانًا عائمًا يقف على بعد 60 كيلومترًا قبالة مدينة الحديدة في اليمن.
وتحذّر الأمم المتحدة منذ عدّة سنوات من احتمال حدوث تسرّب نفطي أكبر 4 مرات من أكبر كارثة تسرّب شهدها العالم -التي حدثت عام 1989 في ولاية ألاسكا، ومعروفة باسم "إكسون فالديز"- وذلك بسبب حمولة ناقلة النفط صافر الضخمة، وعدم خضوعه للصيانة منذ سنوات.
نشأة ناقلة النفط صافر
يبلغ عمر ناقلة النفط صافر نحو 46 عامًا، إذ بُنِيَت في اليابان، من قبل شركة "هيتاشي زوسين" عام 1976 تحت اسم "إسو اليابان"، قبل أن تشتريها اليمن عام 1986، وترسلها إلى كوريا الجنوبية، لتتحول هناك إلى خزّان عائم.
وتعدّ الناقلة النفطية الخطيرة حاليًا خزانًا عائمًا شبه ثابت في المياه اليمنية، قرب ميناء الحديدة، ومحطة تصدير للنفط، إذ كانت هناك حاجة إليها بسبب ضحالة الشواطئ اليمنية في البحر الأحمر، وتعذّر دخول الناقلات العادية للمنطقة.
تهديد ناقلة النفط صافر
تنذر ناقلة النفط صافر بحدوث كارثة، في حال وقوع تسرب نفطي قد تمتد آثاره إلى أزمات اقتصادية وإنسانية وبيئية، تهدد ساحل البحر الأحمر ومجتمعات الصيد والملاحة الدولية، بجانب إمدادات الغذاء والوقود والإمدادات المنقذة للحياة في اليمن.
ويحمل الخزّان العائم -الذي تبلغ حمولته نحو 3 ملايين برميل- أكثر من مليون برميل من النفط، ولكن خطورته تتمثل في عدم إجراء أيّ أعمال صيانة له منذ عام 2015، بالإضافة إلى تعمُّد جماعة الحوثي منع الخبراء الدوليين من الوصول إليه أو معاينته منذ أكثر من عامين.
وتشكّل ناقلة النفط صافر أزمة بالنسبة للدول الواقعة على سواحل البحر الأحمر، وهي اليمن والسعودية ومصر، وتتزايد التهديدات مع إعلان مراقبين دوليين رصد بقعة نفطية على مسافة 50 كيلومترًا إلى الغرب منها، قبل عامين.
تحذيرات من كوارث متوقعة
وفق تقارير، اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، فإن ناقلة النفط صافر تجعل نحو 5 ملايين شخص في كل من السعودية واليمن عرضة للتلوث في حال انفجارها، أو حدوث تسرب نفطي كبير تصعب السيطرة عليه.
وفي الوقت نفسه، يواجه نحو 10 ملايين شخص في اليمن، ونحو 1.5 مليون شخص في السعودية، مخاطر خسارة محاصيلهم الزراعية في حالة حدوث مثل هذا التسرب، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة.
وبحسب تقديرات لعدّة جهات، فإن الخسائر المترتبة على التسرب النفطي المحتمل من ناقلة النفط صافر، قد تصل إلى 20 مليار دولار مباشرة، بالإضافة إلى خسائر أخرى قد تنجم عن محاولات تعويض الخسائر الأولى وتدارك الكارثة حال وقوعها.
التحركات الدولية لمواجهة الأزمة
في الوقت الذي يطالب فيه اليمن بالتحرك السريع لتفادي حدوث كارثة التلوث النفطي، التي ستكون الأكبر في تاريخ البشرية، يواصل الحوثيون مراوغتهم بشأن الأمر، فبينما يعلنون موافقتهم على الحلول التي تقدّمها الأمم المتحدة، ما زالوا يمنعون الخبراء من الوصول إلى الناقلة.
وكانت السعودية قد حذّرت عدّة مرات من كوارث تتعلق بناقلة النفط صافر، التي وصفتها بـ"التهديد المباشر" للدول المطلة على البحر الأحمر، مؤكدةً أن حالتها بلغت مستوى حرِجًا، وأصبحت تهديدًا يجب عدم تركه دون معالجة.
يُذكر أن منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، ديفيد غريسلي، قال في فبراير/شباط الماضي، إن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا تدعم مقترحًا أمميًا بنقل مليون برميل نفط من ناقلة النفط صافر إلى سفينة أخرى.
وحذّرت منظمة "غرينبيس" من تهديد الناقلة النفطية المحتمل للملاحة في البحر الأحمر، مسلّطةً الضوء على الآثار البيئية والإنسانية والاقتصادية للتسرب المحتمل، قبالة ميناء عيسي قرب مدينة الحديدة اليمنية.
اقرأ أيضًا..
- 3 طرق خفية لنقل النفط الروسي وسط العقوبات الغربية
- 9 معلومات عن أكبر مشروع غاز مسال في العالم (إنفوغرافيك)
- 3 دول وراء انخفاض إنتاج أوبك النفطي لأول مرة في 15 شهرًا