رئيسيةالتقاريرتقارير النفطعاجلنفط

صافر.. قنبلة موقوتة تهدد العالم بأكبر كارثة تلوث نفطي

اليمن يطالب المجتمع الدولي بتحرك عاجل

طالب اليمن المجتمع الدولي بسرعة التحرك، قبل وقوع كارثة تلوث نفطي وشيكة، تُعدُّ الأكبر في تاريخ البشرية؛ بسبب ناقلة النفط المتهالكة "صافر" التي تعمل خزانًا عائمًا لنحو مليون برميل من الخام قبالة سواحل محافظة الحديدة.

وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني، إن الدراسة -التي أعدتها منظمة البحث السويسرية بالشراكة مع شركتي كاتبولت وريسك أوير أخيرًا عن تقييم الأثر لاحتمالات تسرُّب القنبلة الموقوتة "صافر" أو انفجارها أو غرقها بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران 2021- تعيد قرع أجراس الخطر لواحدة من أخطر كوارث التلوث البيئي في تاريخ البشرية.

وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني
وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني

مراوغة الحوثيين

اتهم الإرياني -في تغريدات عبر "تويتر"- الحوثيين باستمرار المراوغة والتلاعب في ملف "صافر"، واستخدامه مادة للمساومة وابتزاز المجتمع الدولي، دون أي اهتمام بالمخاطر المحدقة والتحذيرات التي تطلقها مراكز بحثية وخبراء، والنتائج البيئية والاقتصادية والإنسانية الكارثية التي سيدفع ثمنها الملايين من البشر وستستمر لعقود.

وأكدت الدراسة أن ساحل البحر الأحمر والدول المجاورة له قد تتعرض لخطر كارثة بيئية يمكن أن تحدث في أي يوم مع آثار إنسانية واقتصادية كبيرة، مع تسرُّب 4 أضعاف كمية النفط الخام التي انسكبت من إكسون فالديز عام 1989 والتي كانت لها آثار كبيرة على البيئة.

وطالب اليمن المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالقيام بمسؤولياتهما والتدخل من أجل وقف الكارثة الوشيكة، والضغط على ميليشيا الحوثي، لوقف المتاجرة بملف صافر والسماح للفريق الفني التابع للأمم المتحدة بمعاينة وتقييم الأضرار وتفريغ الناقلة فورًا ودون قيد أو شرط.

تحذيرات السعودية

كانت السعودية قد حذرت عدة مرات من ناقلة النفط المتهالكة "صافر"، واصفة إياها بأنها تشكل تهديدًا لكل الدول المطلة على البحر الأحمر، إذ سبق أن أرسل المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة، عبدالله المعلمي، رسالة تحذير إلى مجلس الأمن الدولي في سبتمبر/أيلول الماضي، بعد رصد بقعة نفطية على مسافة 50 كيلومترًا إلى الغرب من الناقلة المتهالكة المتوقفة قبالة مرفأ رأس عيسى النفطي المطل على البحر الأحمر منذ أكثر من 5 سنوات.

وأشارت السعودية -في تحذيراتها- إلى أن الناقلة صافر وصلت إلى حالة حرجة، وأن الوضع يشكل تهديدًا خطيرًا يجب ألا يُترك دون معالجته.

تهالك الناقلة النفطية "صافر"
تهالك الناقلة النفطية "صافر"

مخاطر انفجار ‎صافر

حذرت الدراسة البحثية من أن انفجار خزان النفط ‎صافر سيؤثر على سبل عيش 1.6 مليون شخص بالانسكاب وعمليات التنظيف اللاحقة، من خلال الأضرار التي ستلحق بالصناعات الساحلية وإغلاق المصانع والموانئ، فضلاً عن الأضرار التي ستلحق بمصايد الأسماك والموارد البحرية‏.

وتلخّص الدراسة الأثر الاقتصادي المتوقع للكارثة عبر توقف عمليات ميناءي الحديدة والصليف لمدة شهرين إلى 3 أشهر، ما سيحد من واردات الوقود والغذاء ويعرّض وظائف عمال الموانئ للخطر، وبدوره سيؤثر على إنتاج الكهرباء والخدمات الصحية والنقل وارتفاع أسعار الوقود والمواد الغذائية‏.

وفي حال حدوث الكارثة -بحسب الدراسة- ستكون سبل عيش 31 ألفًا و500 صياد في خطر، وقد يفقد 235 ألف عامل في صيد الأسماك والصناعات ذات الصلة وظائفهم، وهي آثار مدمرة على سبل عيش الصيادين والعمال وأسرهم الفقيرة جدًا‏.

وتقدِّر الدراسة تكلفة التأثير العام وتكاليف التنظيف العالية للانسكاب النفطي للخزان العائم ‎صافر بـ20 مليار دولار أميركي، وتؤكد أن إطلاق النفط في الماء ستكون له تأثيرات أكبر بكثير وأطول أمدًا من إطلاق الجسيمات من خلال النار‏.

أضرار تلحق بالسعودية واليمن

كشف وزير الإعلام اليمني -في تحذيراته- أن الدراسة تشير إلى أن كارثة صافر ستعرِّض 5.9 مليون شخص في اليمن، ونحو مليون في السعودية لمستويات عالية من تلوث الهواء، مع ظهور آثار ضارة بعد 48-24 ساعة من اندلاع حريق في الخزان، وسيتأثر ما يصل إلى 967 ألف نازح في مناطق اليمن التي يمكن أن تغطيها أعمدة دخان‏.

وحذرت الدراسة من أن التأثيرات الاقتصادية لكارثة الانسكاب النفطي لخزان ‎صافر تشير إلى أن نحو 9.9 مليون شخص في اليمن و1.5 مليونًا في السعودية قد يواجهون مخاطر خسائر المحاصيل، فضلا عن أن نحو 500 كيلومتر مربع من الأراضي الزراعية في اليمن يمكن أن تتلقى ترسبات من الملوثات التي من شأنها أن تعوق نمو النباتات للمحاصيل المزروعة، ويمكن أن تبلغ الخسارة المقدرة في الإنتاج الزراعي 70 مليون دولار‏.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق