النفط الليبي يخسر مليون برميل يوميًا وأنباء عن توقف الإنتاج نهائيًا
الطاقة
عادت إغلاقات المواني والحقول لتزيد من معاناة قطاع النفط الليبي، الذي يعدّ المصدر الرئيس للدخل في البلاد، وسط موجة انقسامات سياسية حادّة.
تكاد يكون غالبية إنتاج النفط الليبي قد توقفت تقريبًا، إذ دفعت الأزمة الأخيرة، والاحتجاحات في مواني التصدير، وأكبر الحقول في البلاد، إلى عدم تمكّن الشركات من القيام بمهامها.
100 ألف برميل
قال وزير النفط الليبي، محمد عون، إن الإنتاج اليومي لعضو أوبك -الذي بلغ متوسطه 1.2 مليون برميل يوميًا العام الماضي- انخفض بنحو 1.1 مليون برميل.
يشير ذلك -حسب وكالة بلومبرغ- إلى أن ليبيا تضخّ فقط نحو 100 ألف برميل يوميًا، وهو ما يعمل على زيادة تشديد الإمدادات في السوق العالمية التي شهدت ارتفاع أسعار النفط الخام أكثر من 50% هذا العام إلى نحو 120 دولارًا للبرميل.
تأتي التصريحات على الرغم من أنه لم يصدر أيّ بيان رسمي من مؤسسة النفط الليبية -المسؤولة عن القطاع في البلاد- عن الأزمة وحجم التراجع بالإنتاج.
وتوقّع عدد من المحللين تراجُع إنتاج النفط الليبي إلى نحو 600 ألف برميل يوميًا، بعد قيام عدد من الجماعات بإغلاق مواني الحريقة والسدرة وراس لانوف، حسب البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
في حين تتردد أنباء عن توقّف الإنتاج نهائيًا خلال الساعات المقبلة، نتيجة عدم حلّ الأزمة حتى الآن.
توقّف الأنشطة
قال عون: "تقريبًا، كل أنشطة النفط والغاز في شرق ليبيا متوقفة"، حسبما ذكر في تصريحات لوكالة بلومبرغ.
وأضاف أن حقل الوفاء الذي تبلغ طاقته 40 ألف برميل يوميًا في الجنوب الغربي هو الوحيد حاليًا الذي يواصل الإنتاج.
يأتي التراجع الأخير بعد أن أغلق المحتجّون مينائي النفط الرئيسين في شرق السدرة وراس لانوف، أكبر وثالث أكبر ميناء في البلاد.
وقف صادرات النفط
توقفت الصادرات في المرفقين الأسبوع الماضي، بعد أن أجبر المحتجّون المتحالفون مع حكومة شرق البلاد، العمالَ على إيقاف عملياتهم، بعد تحميل ناقلات متعاقَد عليها.
كما حثّ العمال في ميناء الحريقة -ثاني أكبر ميناء ليبي- على وقف العمليات بعد إغلاق حقل السرير الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 200 ألف برميل يوميًا، ويُصدّر النفط عبر مرسى الحريقة.
تدير المواني الـ3 مجتمعة نحو 70% من إجمالي إنتاج النفط الليبي، الذي انخفض إلى النصف لـ 600 إلى 700 ألف برميل يوميًا، بعد أن أغلقت المجموعات حقلي الشرارة والفيل الرئيسين الشهر الماضي.
وتضاف الاضطرابات إلى عمليات الإغلاق التي فُرضت في ميناءي الزويتينة والبريقة منذ منتصف أبريل/نيسان.
يُقدَّر إنتاج حقل الفيل بنحو 70 ألف برميل يوميًا، في حين لم تتضح بعد موثوقية الإنتاج في حقل الشرارة، أكبر حقول ليبيا، الذي استؤنف إنتاجه بعد انقطاع دام 6 أسابيع، مع ضخّ كميات أقلّ من السعة.
وترددت أنباء، الأسبوع الماضي، عن إغلاق حقل الشرارة الذي بلغت الإمدادات منه بنحو 180 ألف برميل يوميًا في 5 يونيو/حزيران الجاري، مرة أخرى من قبل مسلحين.
الانقسام السياسي
دخلت ليبيا، خلال السنوات الماضية، في صراع منذ الإطاحة بالرئيس معمر القذافي عام 2011، وتعاني مواجهة بين سياسيين متنافسين.
ويرفض رئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة (وزير النفط محمد عون أحد أعضاء حكومته) دعوات بعض النواب للاستقالة.
وفي المقابل، شكّل فتحي باشاغا، رئيس الوزراء الليبي المنتخب، حكومته الجديدة في مدينة سرت وسط البلاد، بعد اشتباكات في طرابلس بين الميليشيات الموالية له وآخرين ممن يدعمون الدبيبة.
إنتاج النفط الليبي
شهد إنتاج النفط الليبي تعافيًا لأكثر من 1.2 مليون برميل يوميًا معظم أشهر العام الماضي، قبل أن تتسبب الانقسامات السياسية والفشل في إجراء الانتخابات بموجة جديدة من الاحتجاجات، ما أدى إلى موجة من الإغلاق هذا العام.
على الرغم من أن البلاد معفاة من نظام الحصص لمنظمة البلدان المصدّرة للنفط (أوبك)، إلّا أن الانخفاض الهائل في إمداداتها لا يزال يغذّي الأداء الضعيف للمجموعة بصفة مورد.
وتكافح أوبك وحلفاؤها لاستعادة الإنتاج كما هو مخطط له، مع اقتصار الطاقة الفائضة على عدد قليل من الأعضاء، مما يمنح المستهلكين بعض الراحة من ارتفاع تكلفة الطاقة هذا الصيف.
موضوعات متعلقة..
- صادرات النفط الليبي مهددة بمزيد من التراجع مع إغلاق المواني
- إنتاج النفط الليبي يواجه أزمة جديدة مع أنباء إغلاق حقل الشرارة
اقرأ أيضًا..
- هل ينجح تصدير الهيدروجين اقتصاديًا من المغرب والجزائر ومصر؟.. خبير دولي يجيب
- طريق الإمارات إلى الحياد الكربوني.. 5 إجراءات باستثمارات تتخطى 160 مليار دولار