غازأخبار الغازرئيسية

حريق تكساس يهبط بأسعار الغاز الطبيعي الأميركية ويحد الصادرات إلى أوروبا (فيديو)

سيتسبب في إغلاق محطة فريبورت للغاز المسال 3 أسابيع على الأقل

مي مجدي

نشب حريق هائل في ثاني أكبر محطة للغاز المسال في أميركا، مسببًا حالة من الذعر في الأوساط والعالمية، إذ جاء في وقت تقترب فيه أسعار الغاز الطبيعي من أعلى مستوياتها، وتتصارع فيه الحكومات لتوفير الإمدادات لشعوبها.

وسيؤدي الحريق في محطة فريبورت للغاز الطبيعي المسال، القريبة من مدينة غالفستون بولاية تكساس، إلى إغلاق ثاني أكبر منشأة لتصدير الغاز المسال بأميركا لمدة 3 أسابيع على الأقلّ، حسب بلومبرغ.

ولم يستغرق الحادث سوى ساعات قليلة حتى ظهرت تداعياته على أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة، وزادت المخاوف الأوروبية من نقص الإمدادات وارتفاع الأسعار في القارّة العجوز، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

غلق المحطة

كشفت المحطة، التي تعالج قرابة 20% من الغاز الطبيعي المسال في أميركا، عن الإغلاق في وقت متأخر من أمس الأربعاء 8 يونيو/حزيران، بعد تقييم الأضرار التي لحقت بالمنشأة الضخمة.

وصرّحت المتحدثة باسم شركة فريبورت، هيذر براون، أن محطة الغاز المسال أُغلقت بعدما شهدت انفجارًا، مؤكدة أن التحقيق جارٍ، ولم يُسفر الحادث عن أيّ إصابات أو مخاطر بالمجتمعات المحيطة.

كما أصدرت المحطة القوة القاهرة للمشترين لبقية شهري يونيو/حزيران، حسب ما نقلته وكالة بلومبرغ.

وتعدّ محطة فريبورت واحدة من 7 محطات لتصدير الغاز المسال في الولايات المتحدة، وتتلقى الغاز عبر خطوط الأنابيب، وتقوم بتسييله قبل تحميله على الناقلات.

وتتسلم المحطة قرابة ملياري قدم مكعبة من الغاز يوميًا، أو قرابة 16% من إجمالي القدرات التصديرية للغاز المسال في الولايات المتحدة.

وأرسلت الولايات المتحدة نحو ثلاثة أرباع الغاز المسال إلى أوروبا في الأشهر الـ4 الأولى من العام الجاري، ضمن مساعي الدول الأوروبية للابتعاد عن الوقود الأحفوري الروسي بسبب غزو روسيا لأوكرانيا.

ويتزامن ذلك مع تعرّض ولاية تكساس إلى انقطاع التيار الكهربائي بداية فصل الصيف، إذ أدى تزايد استخدام مكيفات الهواء إلى زيادة الطلب من محطات الكهرباء.

تداعيات الحريق على أسعار الغاز الطبيعي

بعد اندلاع الحريق، تراجعت العقود الآجلة للغاز الطبيعي في الولايات المتحدة لتسليم يوليو/تموز، بنسبة 6.1% إلى 8.169 دولار أميركي لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في التداولات الصباحية بسنغافورة، بعد إغلاقها بنسبة 6.4% في الجلسة السابقة.

وأدى ذلك إلى انخفاض أسعار الغاز الطبيعي التي ارتفعت إلى أعلى مستوياتها في 13 عامًا بوقت سابق، إذ زادت الأسعار أكثر من الضعف خلال العام الجاري، بينما تراجعت مخزونات الغاز الأميركية عن المستويات العادية.

أسعار الغاز الطبيعي
حريق في محطة فريبورت للغاز الطبيعي المسال- الصورة من موقع كليك 2 هيوستن

في المقابل، بدأ تأثير الحادث يظهر واضحًا في الأسواق الأخرى، وأسفر عن ارتفاع الأسعار في جميع أنحاء أوروبا.

وارتفعت العقود الآجلة للغاز الطبيعي في المملكة المتحدة بنحو 33% لتصل إلى 172 بنسًا ( 2.153 دولارًا أميركيًا) للوحدة الحرارية، حسب موقع بيزنس إنسايدر.

ووفقًا لمؤشر "تي تي إف" الهولندي (مقياس أسعار الغاز في أوروبا)، ارتفعت الأسعار نحو 12.6% لتصل إلى 88.70 يورو (94.18 دولارًا أميركيًا) لكل ميغاواط/ساعة.

وقال التجار، إنه من الصعب تقييم التأثير في أسعار "جيه كيه إم" الآسيوي، إذ تتأرجح الأسعار حول 22.5 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

المنافسة بين أوروبا وآسيا

سيؤدي توقف المحطة إلى خفض الإمدادات المتاحة إلى أوروبا وآسيا، بينما سيُنقل الغاز إلى كهوف التخزين في الولايات المتحدة.

وقال الشريك في صندوق التحوط "أجين كابينتال" بنيويورك، جون كيلدوف، إن الحريق سيحدّ من الصادرات، وسيخفف بعض الضغط على الإمدادات الأميركية.

وأضاف أنه يجب على المستهلكين الأميركيين الاستفادة من انخفاض الأسعار، لكن الأسعار في آسيا وأوروبا سترتفع.

وتعدّ الولايات المتحدة واحدة من أكبر مصدّري الغاز المسال في العالم، إلى جانب أستراليا وقطر.

وتزود محطة فريبورت الغاز لشركة النفط البريطانية بي بي، وتوتال إنرجي الفرنسية، في أوروبا، بالإضافة إلى شركتي جيرا وأوساكا غاز في اليابان، وشركة إس كيه إي آند إس في كوريا الجنوبية.

ومن المحتمل أن يبدأ مشترو الغاز المسال في البحث عن شحنات بديلة من السوق الفورية، رغم ضآلة الإمدادات المتاحة، وفقًا لتجّار في آسيا.

ومن المرجح أن تعزز هذه الخطوة المنافسة الشديدة على الغاز بين آسيا وأوروبا.

وفي هذا الشأن، قال رئيس قسم تحليل الغاز العالمي والغاز المسال في شركة الأبحاث رابيدان إنرجي، أليكس مونتون، إن الحادث تسبَّب في انقطاع هائل في الإنتاج داخل منشأة أميركية كبرى، حسب وكالة رويترز.

وتابع: "فريبورت تشحن نحو 4 شحنات أسبوعيًا، والإغلاق لمدة 3 أسابيع يعني خروج قرابة مليون طن على الأقلّ من الغاز المسال من الأسواق".

وأوضح مونتن أن ذلك سيسفر عن نقص في الإمدادات، وزيادة المنافسة على الغاز المسال في السوق الفورية، ومن ثم سترتفع أسعار الغاز المسال العالمية.

وأشار تاجر غاز أوروبي إلى أن تأثير التطورات على المدى الطويل سيثير تساؤلات تتعلق بمدى قدرة أوروبا على التخلص من الغاز الروسي.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق