أخبار النفطرئيسيةروسيا وأوكرانيانفط

النفط الأذربيجاني أبرز المستفيدين من الحرب الروسية الأوكرانية

دينا قدري

يواجه النفط الأذربيجاني صعوبات لزيادة الإنتاج، الذي انخفض إلى ما دون حصة البلاد في تحالف أوبك+، إلا أن الحرب الروسية الأوكرانية أحدثت تحولًا إيجابيًا في القطاع.

ويتزايد الاهتمام بموردين بديلين بعد أن وافق الاتحاد الأوروبي في 30 مايو/أيار على حظر واردات النفط الروسية المنقولة بحرًا، وابتعد بعض المشترين التقليديين عن النفط الروسي بسبب مخاطر العقوبات.

ولذلك، تستفيد أذربيجان من تحول الاتحاد الأوروبي بعيدًا عن إمدادات الطاقة الروسية؛ ما يعزز شحنات النفط العابرة، كما أنها تتمتع بأسعار أعلى لخامها، بحسب ما جاء في تقرير نشرته منصة "إس آند بي غلوبال بلاتس".

مكاسب الحرب الروسية الأوكرانية

ارتفعت أحجام عبور الخام غير الأذربيجاني المشحون عبر خط أنابيب باكو-تبيليسي-جيهان بنسبة 22% في الأشهر الـ4 الأولى من العام، وفقًا للإحصاءات الحكومية، التي اطّلعت عليها منصة "الطاقة" المتخصصة.

وتعززت عمليات التسليم بسبب المخاطر الأمنية المتزايدة على الشحن البحري في البحر الأسود بسبب عمليات القتال في المنطقة، وكذلك تعطل التحميل في نوفوروسيسك في وقت سابق من هذا العام بسبب أضرار ناجمة عن العاصفة.

ويحمل خط أنابيب باكو-تبيليسي-جيهان مزيجًا من الخام من قازاخستان وتركمانستان وروسيا، بالإضافة إلى النفط الأذربيجاني الخفيف "آذري لايت" الذي يشكل الجزء الأكبر من التدفقات.

وقالت الخبيرة في الطاقة في بحر قزوين وسياسة أمن الطاقة الأوروبية، بريندا شافير، إن الحرب خلقت الحاجة إلى زيادة حجم تصدير النفط عبر خط أنابيب باكو-تبيليسي-جيهان.

وأضافت: "بسبب الحرب، أصبح التصدير عبر موانئ النفط الروسية على البحر الأسود أكثر تعقيدًا، بسبب ارتفاع معدلات التأمين على الناقلات التي تدخل المنطقة".

كما قال: "ومِن ثَم تزيد قازاخستان من صادراتها النفطية عبر خط أنابيب باكو-تبيليسي-جيهان، الذي يصل إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط عبر تركيا".

زيادة الطلب على النفط الأذربيجاني

دعمت قدرة أذربيجان على الشحن بأمان أسعار النفط الأذربيجاني الخفيف في الأسابيع الأخيرة؛ إذ يُعَد جذابًا للعملاء التقليديين للخام الروسي؛ لأنه ينتج ناتج تقطير متوسط قويًا.

قيّمت بلاتس النفط الأذربيجاني الخفيف عند 124.735 دولارًا للبرميل في 1 يونيو/حزيران، أعلى من 122.96 دولارًا للبرميل لخام برنت المؤرخ، و85.47 دولارًا للبرميل لخام الأورال الروسي، وفقًا لبيانات من إس آند بي غلوبال، التي اطلعت عليها منصة "الطاقة" المتخصصة.

كما يُعَد الطلب على النفط الأذربيجاني الخفيف قويًا بسبب نقص الخام المنافس من ليبيا.

ولذلك، يُمكن للمستثمرين المحتملين الآن إعادة تقييم المشروعات الأذربيجانية المستقبلية، والتطلع إلى الاستفادة من الاحتياطيات غير المستغلة، وطرق التصدير الحالية إلى الأسواق التي تنقطع بشكل متزايد عن النفط الروسي؛ إذ تمتلك أذربيجان إمكانات كبيرة في حقول النفط في المياه العميقة، لكن هذه الاحتياطيات تقع في المياه المتنازع عليها مع إيران وتركمانستان.

إنتاج النفط - أذربيجان

إنتاج النفط في أذربيجان

ضخت أذربيجان 580 ألف برميل يوميًا في أبريل/نيسان، مقارنةً بحصتها البالغة 682 ألف برميل يوميًا، وفقًا لآخر مسح أجرته بلاتس لإنتاج أوبك+، وهو ما يعني انخفاضًا بنسبة 15% عن مستوى إنتاجها البالغ 680 ألف برميل يوميًا قبل عامين فقط.

يأتي الجزء الأكبر من إنتاج أذربيجان من مجمع حقول أذري-جيراق-غوناشلي، الذي تقوده شركة بي بي. ولا تقدم الشركة البريطانية بيانات عن أحجام الإنتاج، لكن إنتاج الحقول آخذ في الانخفاض؛ إذ صرّح الرئيس الإقليمي لشركة بي بي في أذربيجان وجورجيا وتركيا، غاري جونز، بأن المشروع في مرحلة التراجع، وأن إنتاج مجمع الحقول سيشهد دفعة من إطلاق مشروع شرق وسط أذربيجان.

كما قال جونز إن المشروع "سيبدأ العمل قرب نهاية عام 2023، وسينتج نحو 100 ألف برميل يوميًا من النفط".

صعوبات قطاع النفط

يرى المحللون أن أذربيجان غير قادرة على زيادة الإنتاج في المدى القريب، بسبب نقص الطاقة الفائضة في مجمع حقول أذري-جيراق-غوناشلي.

وقالت المستشارة الجيوسياسية في إس آند بي غلوبال، ناريكا أهير، إن إنتاج أذربيجان من النفط الخام والمكثفات من المرجح أن يظل ثابتًا حتى عام 2023؛ إذ يُعوَض الانخفاض في حقول بحر قزوين القديمة جزئيًا عن طريق النمو من مشروعات مكثفات شاه دنيز وأبشيرون، ومشروع شرق وسط أذربيجان.

كما قالت أهير: "من غير المرجح تحقيق نمو إضافي يفوق توقعاتنا مع تشغيل مشروعات أخرى بطاقة استيعابية".

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة ستراتيجيك بتروليوم إنسايتس، بيتر ويلز، إن حصة أذربيجان في أوبك+ "مرتفعة بشكل غير واقعي"، مضيفًا أنه لم يكن متفائلًا بإمكانية تغيير التراجع في مشروع أذري-جيراق-غوناشلي.

وأضاف ويلز: "نحن في مرحلة تراجع، والإنتاج الحالي هو كل ما يُمكن للحقول القيام به دون استثمارات إضافية".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق