التقاريرتقارير الكهرباءتقارير منوعةسلايدر الرئيسيةكهرباءمنوعات

الفحم يكسب الجولة.. الهند تهرب من الظلام بالخروج عن خططها المناخية

ولايات تغرق في الظلام.. واستيراد الكهرباء وفصل الأحمال غير كافيين

هبة مصطفى

ما زال نقص الفحم في الهند يثير بلبلة، سواء للحكومة المركزية أو حكومات الولايات؛ ما دفع لاتخاذ عدة تدابير يهدد بعضها التعهدات المناخية التي التزمت بها نيودلهي في قمة الأمم المتحدة للتغير المناخي كوب 26.

ولجأت بعض الولايات لبحث إمكانية فصل الأحمال لتخفيف الطلب على الكهرباء أو استيراد الإمدادات من ولايات أخرى لتلبية الطلب.

ولم تكُن الخطوات المتنوعة -التي فتحت الهند آفاقًا لها مؤخرًا- ملائمة بما يكفي لتلبية الطلب على الكهرباء، ورغم التوسعات التي شهدتها نيودلهي في مشروعات الطاقة الشمسية والطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر؛ فإن الفحم ما زال اللاعب الرئيس في تلبية الطلب على الكهرباء.

تعديل شروط محطات الفحم

اتخذت الحكومة الاتحادية (الحكومة المركزية التي تُشرف على أعمال 39 ولاية) خطوة جريئة من شأنها إثارة جدل نشطاء المناخ والالتزامات الدولية، بعدما أجرت تعديلات على معدل تزويد محطات الكهرباء بإمدادات الفحم.

الفحم
نقص الفحم يُغرق ولايات هندية في الظلام - الصورة من صحيفة ذي هانز إنديا

وقررت وزارة الكهرباء بالحكومة المركزية، الجمعة 22 أبريل/نيسان، تعديل مدة ضمان محطات الكهرباء لإمدادات الفحم بتأمينها كميات تكفي 3 سنوات، بدلًا من الشرط الحالي بضمان إمدادات عام واحد فقط.

وأكدت الوزارة أن تمديد مدة تزويد محطات الكهرباء بأكبر مصدر للانبعاثات من عام إلى 3 أعوام جاء في ضوء زيادة الطلب على الكهرباء، وفق بيان لها نشرته صحيفة ذي إيكونوميك تايمز.

كما أتاحت الحكومة للولايات إمكانية تقليص المدة بين العطاءات الخاصة بمُنتجي الكهرباء المستقلين من 67 يومًا إلى 37 يومًا.

ورأت وزارة الكهرباء بالحكومة المركزية أن تلك التعديلات تسمح للولايات بالاستفادة من عمليات ربط إمدادات أكبر الملوثات من المناجم بمحطات الكهرباء بصورة مباشرة، خاصة محطات الكهرباء القريبة من مواقع تلك المناجم.

وأكدت الوزارة أن نقل إمدادات الكهرباء أكثر سهولة من نقل إمدادات الفحم للمحطات البعيدة، بالتوازي مع الاستفادة من البنية التحتية للسكك الحديدية في نقل إمدادات الفحم لمحطات الكهرباء البعيدة.

وقد تعزز تلك القرارات من الاتهام الذي سبق أن واجهته الهند خلال كوب 26 بالمراوغة فيما يتعلق بالتخلص التدريجي من استخدام أكبر المُلوث لخفض الانبعاثات وكبح الغازات المُسببة للاحتباس الحراري.

ولايات تغرق في الظلام

تباينت الولايات الهندية فيما بينها بشأن تأثير نقص الفحم في انقطاعات التيار الكهربائي؛ إذ لم تعانِ مومباي "ثاني أكبر المدن الهندية بعد العاصمة دلهي" من أي انقطاعات للتيار العام الجاري.

في المقابل، غرقت ولايات أخرى بالظلام مثل ولاية ماهاراشترا ثالث أكبر الولايات الهندية من حيث المساحة، التي امتدت انقطاعات الكهرباء بها لساعات طويلة ليلًا ونهارًا نتيجة نقص إمدادات الكهرباء بمعدل من 3 غيغاواط و500 ميغاواط إلى 4 غيغاواط خلال العام الجاري.

انقطاعات الكهرباء في الهند بسبب نقص الفحم
انقطاعات الكهرباء في الهند بسبب نقص الفحم - الصورة من ذي فاينانشيال إكسبريس

وسجل الطلب على الكهرباء بالولاية زيادة بنسبة 8.2% على أساس سنوي إلى 28 غيغاواط و489 ميغاواط، ورغم ارتفاع الطلب فإنه تزامن مع نقص في إمدادات أكبر مصادر الكهرباء تلويثًا؛ ما أسهم في نقص معدلات توليد الكهرباء في المحطات العاملة به.

ولجأت شركة توزيع الكهرباء بولاية ماهاراشترا لشراء إمدادات الكهرباء من ولايات أخرى، الأسبوع الماضي، في محاولة لتوفير الإمدادات وتجنب انقطاع التيار.

ونجحت شركة "إم إي دي سي إل" -التي توزع 87% من إجمالي الاستهلاك بالولاية- في توفير الكهرباء عبر عمليات الشراء حتى منتصف يونيو/حزيران المقبل، إلا أن تلك الخطوة لم تكُن كافية لتلبية الطلب المرتفع.

وأرجعت الولاية الفجوة بين العرض والطلب التي تصل إلى 4 غيغاواط إلى زيادة الاستهلاك في القطاع الزراعي؛ ما عزز زيادة الطلب مقابل نقص المعروض.

استيراد واستحواذ

أعلنت حكومة ولاية ماهاراشترا إجراءات محلية لمواجهة تلك الانقطاعات والسيطرة على نقص معدلات تزويد محطات الكهرباء بإمدادات الفحم.

وأعلن نائب رئيس الوزراء، أجيت باوار، عزم حكومة الولاية استيراد الفحم بجانب الاستحواذ على منجم في ولاية تشاتيسغار لتوليد الكهرباء، وفق صحيفة إنرجي وورلد من ذي إيكونوميك تايمز.

الفحم
منجم فحم في الهند -أرشيفية

وبالإضافة لتلك الخطوة، تُخطط الولاية لإجراء مراجعة أسبوعية لفصل الأحمال في محاولة لسد الفجوة بين العرض والطلب.

وأكد باوار أن الولاية قررت العمل في خطين متوازيين؛ إذ تعكف شركة التوزيع على إتمام عمليات شراء إمدادات الكهرباء، جنبًا إلى جنب مع إجراءات الاستحواذ على منجم تشاتيسغار.

واستهلت الهند عامها المالي الجاري (بدأ مطلع أبريل/نيسان وينتهي مارس/آذار العام المقبل) بإعلان عزمها استيراد ما يقرب من 16 مليون طن من الفحم بجانب تعزيز الإنتاج المحلي.

وعلى النقيض تمامًا من الواقع الغارق في انقطاعات الكهرباء والإجراءات المُتبعة مركزيًا ومحليًا بالولايات للخروج من تلك الأزمة بتوفير الإمدادات بشتى الطرق، خرجت الهند بتصريح مثير للجدل.

وأعلنت الهند أنها سوف تلجأ للبنك الدولي لدعم خططها الرامية لإغلاق مناجم الفحم لتعزيز تحول الطاقة وخفض الانبعاثات، وفق تصريحات حكومية قبل ما يقرب من أسبوع.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق