منوعاتأخبار منوعةرئيسية

الهند تعزز قطاع الفحم بطرح 122 منجمًا للبيع في مزاد تجاري

من بينها 18 منجمًا جديدًا

مي مجدي

طرحت وزارة الفحم الهندية 122 منجمًا للفحم والليغنيت (الفحم البني) في مزاد تجاري، أمس الأربعاء 30 مارس/آذار، لتؤكد ما قاله وزير الفحم والمناجم والشؤون البرلمانية برالهاد جوشي، في وقت سابق، إن التحول بعيدًا عن الفحم لن يحدث في المستقبل القريب.

وقالت الوزارة في بيان صحفي، إنها عرضت 122 منجمًا في مزاد تجاري، من بينها 18 منجمًا جديدًا.

وخلال كلمته أمام الدفعة الخامسة من المزاد، قال الوزير برالهاد جوشي، إن هذه الدفعة تشهد إطلاق أكبر عدد من المناجم على الإطلاق، والمرة الأولى لطرح مناجم الفحم البني، مؤكدًا بيع 42 منجمًا للفحم بالمزاد بنجاح حتى الآن.

إصلاح القطاع

يشير نجاح هذه المزادات إلى أن الحكومة تتخذ خطوات مناسبة لتوفير مزيد من الزخم لنمو قطاع الفحم.

وزير الفحم الهندي
وزير الفحم والمناجم والشؤون البرلمانية برالهاد جوشي- الصورة من موقع ذي إكونمك تايمز

فإلى جانب توفير أمن الطاقة للبلاد، ستوفر هذه الخطوة فرص عمل لأكثر من 170 ألف شخص، حسبما ذكر الوزير.

وأضاف الوزير أن الوزارة في طريقها لإصلاح قطاع الفحم، وتحرير قدراته، مؤكدًا أن الإصلاحات الأخيرة التي شهدها القطاع ستعزز مبادرة "أتمانيربار بهارات" أو "الهند المعتمد على نفسها"، وهي عبارة استخدمها رئيس الوزراء ناريندرا مودي للتعبير عن رؤيته الاقتصادية للبلاد، التي تتعلق بانخراط الهند في الاقتصاد العالمي وتبنّي سياسات تتّسم بالمرونة والتنافسية، حتى تتمكن من تحقيق الاكتفاء الذاتي.

وأفادت الوزارة أن المناجم المذكورة تنتشر عبر 11 ولاية غنية بالفحم والليغنيت، من بينها أوديشا، وماهاراشترا، وجهارخاند، وغرب البنغال، وراجستان، حسبما جاء على موقع المكتب الإعلامي لحكومة الهند.

ووضعت اللمسات الأخيرة على قائمة المناجم بعد مداولات مفصّلة، واستبعاد المناجم التي تقع في المناطق المحمية، ومحميات الحياة البرية، والموائل الحرجة، التي تحتوي على غطاء حرجي أكبر من 40%، والمناطق المكتظة بالمباني.

ومن السمات الرئيسة التي تميز المزاد: بدء العمل بمؤشر الفحم الوطني، وسهولة المشاركة دون قيود، والمرونة المطلقة في استخدام الفحم، وهياكل مدفوعات مُحسّنة، وتعزيز الكفاءة من خلال الحوافز لبدء الإنتاج، واستخدام تكنولوجيا الفحم النظيف.

صعوبة استبعاد الفحم

رغم أن الحكومة الهندية تروج للطاقة المتجددة، فإنها ترى أن الفحم سيؤدي دورًا محوريًا خلال السنوات المقبلة، وسيصعب استبعاده من مزيج الطاقة في المستقبل القريب.

وصرّح وزير الفحم برالهاد جوشي، يوم الإثنين الماضي الموافق 28 مارس/آذار، بأن الطلب على الفحم لم يصل بعد إلى الذروة في الهند، وستظل حصة الفحم هائلة في السنوات المقبلة.

وقال: "من المتوقع أن يتراوح الطلب على الفحم في حدود 1.3-1.5 مليار طن بحلول عام 2030، بزيادة قدرها 63% عن الطلب الحالي؛ لذا لن تواجه الجهات المنخرطة في تعدين الفحم أيّ مشكلة؛ لأنه حتى الآن لا يوجد سيناريو لانتقال الطاقة بعيدًا عن الفحم".

وفي وقت سابق، بدّدت شركة "كول إنديا" المخاوف المتعلقة بنقص الإمدادات، قائلة، إنها تسخّر جهودها لتلبية الطلب المتوقع لقطاع الكهرباء.

أحد مناجم الفحم في الهند
أحد مناجم الفحم في الهند - أرشيفية

ذروة الطلب

وفقًا لبيانات وزارة الكهرباء، يسهم الفحم بنسبة 51.6% من سعة التوليد المركبة بمزيج الطاقة في الهند، بينما تسهم الطاقة الكهرومائية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها بنسبة 38.5%.

ورغم ذلك، قدّمت الهند التزامات طموحة لزيادة قدرات الطاقة المتجددة، وخفض انبعاثات الكربون في قمة غلاسكو.

وأعلن رئيس الوزراء ناريندرا مودي بعد ذلك أن قدرة الطاقة غير الأحفورية في الهند ستصل إلى 500 غيغاواط بحلول عام 2030؛ ما يلبي 50% من احتياجات الطاقة في البلاد.

وقال، إن الهند ستخفض إجمالي انبعاثات الكربون المتوقعة بمقدار مليار طن بحلول عام 2030، وستخفض كثافة الكربون في الاقتصاد بنسبة 45% بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات 2005، وصولًا إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2070.

لكن، خلال العقد المقبل، لن ينخفض اعتماد الهند على الفحم، وستبلغ ذروة استخدام الفحم في قطاع الكهرباء بين عامي 2040 و2045، وينبغي أن يشهد تراجعًا سريعًا لتحقيق الحياد الكربوني في الهند، حسبما قاله الخبير الاقتصادي والزميل في مجلس الطاقة والبيئة والمياه، فايبهاف شاتورفيدي.

وفي غلاسكو، كان هناك جدل حول عبارة "التخلص التدريجي من كهرباء الفحم دون هوادة"، والتي تغيرت إلى "الخفض التدريجي من كهرباء الفحم".

وقال مسؤولون من وزارة البيئة، إن عبارة (التخلص التدريجي) عُدِّلَت لتصبح (الخفض التدريجي)؛ لذا من الواضح أن الجهد المبذول -حاليًا- هو خفض نسبة استخدام الفحم تدريجيًا، لكن البلاد لم تصل بعد إلى ذروة الطلب.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق