أصبح تكرير النفط الخام إلى الديزل ووقود الطائرات أكثر ربحية في الوقت الحالي من صناعة البنزين، بفضل العقوبات الغربية على روسيا.
وتفرض الدول الغربية وأميركا حظرًا على واردات النفط الروسي منذ شهر مارس/آذار الماضي؛ جراء هجومها على أوكرانيا.
وتخطّط مصافي التكرير لزيادة إنتاجها من الديزل ووقود الطائرات خلال فصل الصيف، بدلًا من البنزين، على الرغم من أن البنزين هو الوقود الأكثر ربحية على مدار التاريخ، مقارنة بالمشتقات النفطية الأخرى، وفقًا لتصريحات تجّار ومحللين لرويترز.
ويعدّ التحول في سياسات مصافي التكرير أمرًا غير اعتيادي، يعكس الطبيعة المتقلبة لأسواق النفط العالمية.
وعادة ما تكثّف مصافي التكرير الأميركية إنتاجها من البنزين في فصلي الربيع والصيف لتلبية الطلب المتزايد، بينما تنخفض ربحية المشتقات النفطية الأخرى، كالديزل ووقود الطائرات.
قفزة في صادرات نواتج التقطير
مع ذلك، أدت العقوبات المفروضة على روسيا، وعمليات الإغلاق بسبب انتشار فيروس كورونا، والارتفاع غير المتوقع في أسعار الغاز الطبيعي، إلى تقليص حجم الوقود الذي تنتجه مصافي النفط، خاصة في أوروبا، التي تعتمد على الديزل وقودًا للسيارات.
وارتفعت صادرات نواتج التقطير في الولايات المتحدة إلى أكثر من 1.6 مليون برميل/يوميًا، خلال الأسبوعين الماضيين، عند أعلى مستوى لها منذ منتصف عام 2019، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وقال محللون في مصرف "سيتي"، في مذكرة بحثية، أمس الأربعاء 20 أبريل/نيسان: "تُمثّل الولايات المتحدة الآن الملاذ الأخير للدول التي تبحث عن بدائل سريعة للخام الأسود والمنتجات النفطية الروسية المنبوذة".
وتعدّ روسيا ثالث أكبر منتج للنفط في العالم بعد أميركا والسعودية، وثاني أكبر مُصدّر للنفط الخام بعد المملكة العربية السعودية.
وعزز الإقبال على النفط الأميركي من أرباح شركات تكرير نواتج التقطير في الولايات المتحدة، إذ تبلغ هوامش الربحية لنواتج التقطير نحو 60 دولارًا للبرميل في الوقت الحالي، مقارنة بـ 34 دولارًا لإنتاج البنزين.
وعلى مدى السنوات الـ10 الماضية، كان متوسط ربحية نواتج التقطير والبنزين في هذا الوقت من العام يصل إلى 26.24 دولارًا و27.48 دولارًا على التوالي.
وتعمل مصافي ساحل الخليج، والتي تمثّل ما يقرب من 45% من طاقة التكرير في الولايات المتحدة الأميركية بنسبة 94%، وفقًا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
ورفعت مصافي التكرير إنتاجها من وقود الطائرات، مع انتعاش حركة الطيران الجوي، بعد ركود طويل تسبّبت فيه جائحة كورونا.
وفي الساحل الشرقي للولايات المتحدة، حيث توجد بعض أكثر مطارات العالم ازدحامًا، جرى تداول وقود الطائرات بأكثر من 100 دولار للغالون، فوق العقود الآجلة لخام برنت، مع تراجع المخزونات إلى أدنى مستوياتها في 32 عامًا.
وتراجع الطلب على الديزل والبنزين في الولايات المتحدة لأقلّ مستوياته خلال 5 سنوات، بسبب ارتفاع الأسعار.
ارتفاع أسعار الديزل والبنزين
تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية ارتفاع أسعار التجزئة للبنزين في الولايات المتحدة إلى 3.84 دولارًا للغالون في موسم الصيف، من أبريل/نيسان إلى سبتمبر/أيلول، مقارنة بمتوسط سعر الصيف الماضي البالغ 3.06 دولارًا للغالون، وهو أعلى سعر تجزئة للديزل والبنزين منذ عام 2014، نتيجة ارتفاع أسعار النفط الخام، وزيادة الطلب على الوقود مع الانتعاش الاقتصادي.
وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن يبلغ سعر خام برنت 106 دولارًا للبرميل خلال موسم الصيف، بزيادة قدرها 35 دولارًا في سعر البرميل عن العام الماضي.
وارتفعت أسعار خام برنت بما يزيد على 1.5%، خلال تعاملات اليوم الخميس، لتصل إلى 108.49 دولارًا للبرميل، بينما ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط -تسليم يونيو/حزيران- بنحو 1.60%، إلى 103.82 دولارًا للبرميل.
وتشكّل أسعار النفط الخام 60% من إجمالي أسعار التجزئة للبنزين في الولايات المتحدة الأميركية، وفقًا لموقع جرين كار.
وكانت أسعار الديزل والبنزين في الولايات المتحدة قد وصلت ذروتها خلال شهر مارس/آذار الماضي، عندما تجاوز متوسط سعر البنزين في الولايات المتحدة 4 دولارًا للغالون، وتجاوز متوسط سعر الديزل 5 دولارات للغالون.
موضوعات متعلقة..
- نقص إمدادات الديزل يرفع أجور الشحن ويفاقم أزمة التضخم
- كيف أسهمت إدارة بايدن في ارتفاع أسعار البنزين في أميركا؟ (مقال)
- إضراب عمال مصفاة ريتشموند الأميركية يربك أسواق وقود الطائرات والديزل
اقرأ أيضًا..
- ساوند إنرجي: الجميع يريد شراء الغاز المغربي.. وهذه تطورات تندرارة
- العراق يواجه صعوبات في زيادة صادرات النفط.. ومسؤول"يمكننا استبدال الواردات"
- أميركا تتعهد بإنفاق 6.4 مليار دولار لمشروعات خفض انبعاثات قطاع النقل