رئيسيةأخبار النفطنفط

نقص إمدادات الديزل يرفع أجور الشحن ويفاقم أزمة التضخم

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • إمدادات الديزل كانت شحيحة حتى قبل الغزو الروسي لأوكرانيا
  • انخفاض المعروض من وقود الديزل يرجع إلى تراجع سعة مصافي التكرير في العالم
  • مخزونات نواتج التقطير حاليًا تبلغ أدنى مستوياتها في 8 سنوات
  • روسيا واجهت صعوبة في تفريغ أي كمية نفط أو منتجات مكررة منقولة بحرًا

على الرغم من أن الغزو الروسي لأوكرانيا، في أواخر فبراير/شباط، أدى إلى ارتفاعات متقلبة في سعر النفط، فإن إمدادات الديزل -الوقود الذي يقود الاقتصاد العالمي- كانت شحيحة حتى قبل الغزو.

وبلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 103.45 دولارًا للبرميل، يوم الخميس 31 مارس/آذار، بعد تداولها سابقًا عند 130.50 دولارًا أميركيًا، نتيجة مخاوف من نقص الإمدادات بسبب العقوبات المفروضة على روسيا.

ويشير بعض المحللين -حاليًا- إلى نقص فوري في وقود الديزل وإلى أن الأسعار ستبقى مرتفعة، حتى إذا انخفض سعر النفط والبنزين، وأن ارتفاع أسعار وقود الديزل فاقم مشكلة التضخم، وفقًا لما نشره موقع شبكة "سي إن بي سي" في 30 مارس/آذار.

وقال رئيس وحدة أبحاث الطاقة العالمية لدى مؤسسة "أويل برايس إنفورميشن سيرفيس" (أو بي آي إس)، توم كلوزا: إنه بدأ في استعمال مصطلح "أزمة الديزل" التي تحدث حاليًا.

وأشار توم كلوزا إلى أنه لا يستبعد نقص إمدادات الديزل وارتفاع الأسعار خارج ولاية كاليفورنيا الأميركية، وأن مخزونات الديزل في أوروبا تتجه نحو النقص.

وأوضح أن انخفاض الطلب نتيجة ارتفاع الأسعار يمكن أن يؤدي إلى الحد من هذه النتيجة.

وبيّن أن انخفاض المعروض من وقود الديزل يرجع إلى تراجع سعة مصافي التكرير في جميع أنحاء العالم، بعد تداعيات تفشي فيروس كورونا على صناعة النفط.

ارتفاع أسعار الديزل أكثر من البنزين

قال كبير محللي النفط في شركة البيانات والتحليلات الفرنسية كبلر، مات سميث: إن أسعار الديزل ارتفعت أكثر من سعر البنزين نتيجة المخاوف بشان الإمداد وارتفاع أسعار النفط الخام. وأضاف أن مخزونات نواتج التقطير -حاليًا- تبلغ أدنى مستوياتها في 8 سنوات.

أسعار الوقودوأضاف مات سميث أنه في حين يركز الجميع على سعر النفط الخام، كانت أسعار الديزل ترتفع، لأن اعتماد أوروبا على وقود الديزل قصير المدى، وكان عليها استيراد كميات كبيرة من الديزل، لكنها كانت تستورد البنزين.

وبينما استقرت أسعار البنزين في محطات الوقود خلال الأسبوع الماضي، استمر سعر الديزل في الارتفاع، إذ ارتفع بنحو 8 سنتات للغالون إلى المعدل الوطني البالغ 5.12 دولارًا للغالون.

وبلغ المتوسط ​​الوطني للبنزين الخالي من الرصاص 4.23 دولارًا للغالون الواحد، ارتفاعًا من 2.86 دولارًا قبل عام، وفقًا للجمعية الأميركية للسيارات (إيه إيه إيه).

وفي المقابل، كانت أسعار الديزل أرخص بمقدار 2.03 دولارًا للغالون الواحد في مثل هذا الوقت من العام الماضي.

وبالنسبة إلى الشاحنة التي تعمل بالديزل بسعة 125 غالونًا أو أكثر، فإن زيادة مئات الدولارات في كل تعبئة يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع التكاليف لأي شخص يشتري أي شيء يُشحن، ابتداء بالطعام إلى السلع المنزلية إلى السيارات.

الإسهام في التضخم

قال كبير الاقتصاديين لدى خدمة تحليلات "مودي أناليتكس"، مارك زاندي: إن عُشر التسارع في تضخم أسعار المستهلك خلال العام الماضي يرجع إلى الارتفاع في أسعار الديزل.

وقال الرئيس العالمي لأبحاث السلع والمشتقات في بنك أوف أميركا، فرانسيسكو بلانش، إن هناك الكثير من أعمال البناء تعمل بالديزل، وإن الشاحنات والقطارات تعمل بالديزل، والطائرات تعمل بوقود الطائرات وهو من الديزل.

ومنذ تغيير قواعد الوقود البحري في عام 2020، تحولت السفن إلى أنواع وقود أنظف، مثل زيت الغاز البحري، وهو نوع من وقود الديزل.

وعلاوة على ذلك، يُعدّ زيت التدفئة -أيضًا- وقود ديزل، ويُتداول الديزل بموجب عقد زيت التدفئة في بورصة شيكاغو التجارية.

وأشار فرانسيسكو بلانش إلى أنه قبل غزو روسيا لأوكرانيا، بلغ إجمالي صادراتها من النفط الخام 5.5 مليون برميل يوميًا، وكان أكثر من نصفها يتجه إلى أوروبا.

وأوضح أن روسيا صدرت -أيضًا- 2.4 مليون برميل يوميًا من المنتجات المكررة، بما في ذلك أكثر من 1.1 مليون برميل يوميًا من صادرات الديزل، مشيرًا إلى أن نحو نصف المنتجات المكررة ذهب إلى أوروبا.

وألمح إلى أن روسيا واجهت صعوبة في تفريغ أي نفط أو منتجات مكررة منقولة بحرًا، لأن المشترين وشركات النقل مترددون في انتهاك العقوبات المفروضة على نظامها المالي من جانب الولايات المتحدة وحلفائها.

ونتيجة لذلك، أصبح نقص الديزل في أوروبا مشكلة عالمية، إذ تغير مسار الشحنات.

دور مصافي التكرير

يقول المحللون إن الديزل أرخص من البنزين في هذا الوقت من العام، ويشيرون إلى نقص محدود في الديزل.

زيت الوقود
مصافي التكرير الأميركية - أرشيفية

وقال نائب رئيس وحدة النفط والتكرير والتسويق لدى منصة "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس"، كيرت بارو: إن جزءًا من السبب يرجع إلى أن نظام التكرير وإمداد وقود الديزل محدود للغاية.

وأضاف أن صناعة التكرير العالمية انخفضت بنحو 3.5 مليون برميل يوميًا من طاقة التكرير عن مستويات ما قبل تفشي وباء كوفيد-19، مع نحو مليون برميل يوميًا من ذلك في الولايات المتحدة و0.6 مليون برميل أخرى يوميًا في أوروبا.

وبيّن أن إمدادات الديزل كانت شحيحة نتيجة التعافي الاقتصادي من تداعيات الوباء.

ووفقًا لمنصة "إس آند بي غلوبال" استهلكت الولايات المتحدة نحو 9.3 مليون برميل من البنزين يوميًا في عام 2019، و4.1 مليون برميل أخرى من وقود الديزل.

وبالنسبة ألى أوروبا، كان المزيج مختلفًا، إذ بلغ استهلاك البنزين 2.1 مليون برميل فقط مقارنة بـ6.8 مليون برميل يوميًا لوقود الديزل.

وانخفض الطلب على الديزل، في الأسبوع الماضي، إلى 3.8 مليون برميل يوميًا في الولايات المتحدة من 4.5 مليونًا في الأسبوع السابق، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وتسببت إجراءات الإغلاق بسبب تفشي الوباء في عام 2020 في انخفاض حاد في الطلب على النفط والوقود، وأدى إلى حدوث اختلالات، إذ استجابت صناعة المصافي لأول مرة إلى الإغلاق المفاجئ ثم زادت مع نمو الطلب.

ولم تعد جميع المصافي للعمل، وهناك اثنتان من مصافي التكرير في الولايات المتحدة في طور التحول لتصبح منشآت وقود حيوي.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق