أخبار النفطتقارير النفطرئيسيةنفط

أميركا.. زيت الوقود يسجل مستويات قياسية في ظل نقص الإمدادات وزيادة الطلب

دينا قدري

تعاني المصافي نقص إمدادات زيت الوقود في أميركا، بما في ذلك الديزل وزيت التدفئة، في ظل زيادة الطلب مع انخفاض درجات الحرارة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة.

وهو ما دفع إلى تسعير العقود الآجلة لزيت التدفئة عند 2.83 دولارًا، بدءًا من يوم الخميس، ما يُعد أعلى سعر في 7 سنوات.

وبلغ متوسط السعر الوطني للديزل مؤخرًا 3.78 دولارًا للغالون، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر/أيلول 2014. وفي أماكن مثل نيو إنغلاند، من المتوقع أن يرتفع توليد الكهرباء الذي يعمل بالنفط مؤقتًا في الأيام المقبلة، ما قد يرفع الأسعار أكثر.

ويُمكن أن تصبح تكاليف الوقود المرتفعة سمة متكررة لأسواق الطاقة، إذ تجد الشركات صعوبة في الاستجابة إلى حالات الإمداد المحدودة، حسبما أفادت وكالة رويترز.

زيادة الطلب.. وتأثيره في السوق

كان الطلب على الديزل وزيت التدفئة والمنتجات الأخرى في أميركا متقدمًا على مستويات ما قبل جائحة فيروس كورونا لعدة أشهر؛ إلا أن الإنتاج لم يستمر، مع إغلاق بعض المصافي منذ بدء الجائحة، وتأجيل أعمال الصيانة في البعض الآخر.

وجرى اختبار توفر الوقود من خلال درجات الحرارة المتجمدة التي تشهدها معظم أنحاء الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن تستمر بالطلب

وقد أدى ذلك إلى زيادة الطلب على توليد الكهرباء بالغاز الطبيعي، وتستعد بعض المرافق في أميركا لاستخدام المزيد من زيت الوقود المقطر لتلبية الطلب.

ودفعت التوقعات بشأن مخزونات نواتج التقطير المتناثرة سوق زيت التدفئة إلى حالة "باكورديشن"، وهو مصطلح في السوق يصف الحالة التي تكون فيها الأسعار الحالية أعلى من الأسعار المستقبلية المتوقعة.

وقال تجار إن العديد من التجار الذين لديهم عقود مربحة طويلة الأجل لتخزين الديزل يختارون عدم تجديدها لعدم وجود حافز مالي لتخزين الديزل.

ويكسب التجار المال من مايو/أيار حتى فبراير/شباط، إذ يدفعون لتخزين الوقود المقطجر مقابل بيعه عندما تكون قيمته أكبر في المستقبل. لكن السعر الحالي المرتفع يجعل هذه اللعبة أقل إغراء.

إنتاج النفط الأميركي

تراجع المخزونات.. والإنتاج

كان الطلب على نواتج التقطير الأميركية في عام 2021 يبلغ نحو 5% أعلى من مستويات ما قبل الجائحة، ما يضع المخزونات عند 15% أقل من المتوسط المتحرك لـ5 سنوات، وفقًا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

كما تُعد مخزونات الساحل الشرقي للولايات المتحدة في أدنى مستوياتها منذ أبريل/نيسان 2020.

وعندما تكون المخزونات منخفضة، تستجيب المصافي عادةً عن طريق زيادة الإنتاج.

ومع ذلك، تقلصت طاقة التكرير العالمية بأكثر من مليوني برميل يوميًا خلال الجائحة، في حين انخفضت طاقة التكرير الأميركية العام الماضي بنسبة 4.5% إلى 18.1 مليون برميل يوميًا، وفقًا لبيانات اتحادية.

ولا تزال مصافي التكرير في أميركا تشغل محطات بمعدلات أقل من متوسط السنوات الـ5، لتجنب إنتاج الكثير من وقود الطائرات، إذ لا يزال الطلب يتخلف عن مستويات 2019.

تعزيز الصادرات الأميركية

في أوروبا، دفعت أسعار الغاز الطبيعي المرتفعة القياسية مصافي التكرير الأوروبية إلى خفض الإنتاج لتوفير تلك التكاليف.

وأدى ذلك إلى تضييق المخزونات هناك، ما أدى إلى زيادة انتشار الديزل الأوروبي على مدى 6 أشهر إلى أكبر تراجع له منذ مارس/آذار 2008 الأسبوع الماضي.

ومع ارتفاع الطلب، تعززت صادرات الولايات المتحدة من نواتج التقطير إلى أوروبا نتيجةً لذلك.

تداعيات إعصار آيدا

كشفت بيانات حكومية -في سبتمبر/أيلول الماضي- عن أن شركات النفط البحري الأميركية قد بدأت تستعيد ما يقرب من 200 ألف برميل من إنتاجها النفطي، في حين لا يزال معظم إنتاج الخام في ساحل الخليج مغلقًا، في أعقاب إعصار آيدا التي ضربت عددًا من الولايات.

وتسبّب الإعصار في إبعاد ما يقرب من 21 مليون برميل من الخام عن الأسواق، وقدّرت البيانات الحكومية استمرار إغلاق ثلثي الإنتاج ما يعادل 1.2 مليون برميل يوميًا.

وهو ما دفع مصافي التكرير الأميركية إلى البحث عن بدائل لعمليات تسليم الربع الأخير من العام، خاصةً النفط العراقي والكندي، لتعويض الخام المفقود بعد إعصار آيدا الذي ضرب خليج المكسيك الشهر الماضي.

بينما تلقّى آخرون إمدادات من الخام من احتياطي النفط الإستراتيجي الأميركي، مثل شركتي إكسون موبيل وبلاسيد، لتلبية احتياجاتها في ظل نقص الإمدادات المستمر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق