غانا تتوسع في الطاقة المتجددة دون التخلي عن النفط والغاز

تستهدف غانا رفع مساهمة الطاقة المتجددة بمزيج إنتاج الكهرباء في البلاد بنسبة 10% بحلول عام 2030، من خلال التوسع في مشروعات الرياح والطاقة الشمسية وزيادة استخدام المركبات الكهربائية.

وأعلنت الحكومة استعدادها للتخلص من استخدام الوقود الأحفوري، مع تحول البلاد إلى مصادر الطاقة المتجددة، بما يتماشى مع الخطة العالمية للحياد الكربوني.

وقال نائب وزير الطاقة الغاني، أندرو إيجيابا ميرسر، إن الحكومة تدرك حقيقة أن الانتقال إلى الطاقة النظيفة في السنوات القليلة المقبلة يتطلب وفرة في الموارد.

زيادة إيرادات النفط والغاز

أضاف نائب وزير الطاقة الغاني أن ندرة الموارد يمكنها أن تؤثّر في التحول الفوري إلى الطاقة المتجددة، لذلك فإن الحكومة مصممة على زيادة الإيرادات من موارد النفط والغاز المحلية، لتطوير طاقة أنظف يتبنّاها العالم.

وأكد ميرسر أن الحكومة ستواصل استكشاف وتطوير حقول النفط والغاز بطريقة أكثر حفاظًا على البيئة، بالإضافة إلى خفض الانبعاثات الكربونية واستخدام تكنولوجيا احتجاز الكربون وتخزينه لضمان عدم تأثير الأنشطة النفطية سلبًا في البيئة.

وبينما تطوّر غانا خططًا وطنية للتحول الأخضر، قررت وزارة الطاقة أن الوقود الأحفوري، وخاصًة الغاز الطبيعي، سيظل جزءًا من مزيج الطاقة في غانا، ومع ذلك، ستوضع إستراتيجيات لزيادة حصة الطاقة المتجددة على المدى المتوسط، إلى الطويل.

في الوقت الحالي، يجري توليد نحو 70% من الكهرباء في غانا، والبالغة 5.321 ميغاواطن من محطة حرارية تستخدم الغاز الطبيعي وقودًا أساسيًا لها، ومن المتوقع أن تزداد هذه النسبة لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء بما يتناسب مع الطلب على الطاقة والنمو الاقتصادي الوطني، وفقًا لموقع ستار أر إف إم.

وقال نائب وزير الطاقة: "لا يمكن التخلي عن محطات الوقود والسيارات التي تعتمد على الوقود الأحفوري في غانا على المدى القصير والمتوسط، بالرغم من أن العالم يتحرك بسرعة نحو السيارات الكهربائية بجزء من خطة الانتقال إلى الطاقة المتجددة".

تنشيط مصافي النفط

وفقًا للمسؤول الغاني، فإن الحكومة تعمل على تنشيط مصفاة النفط "تيما" لتلبية الطلب المحلي، وتقليل الاعتماد على المنتجات النفطية المستوردة، لضمان أمن الوقود في البلاد.

وأنشأت الحكومة شركة غانا بتروليوم هاب للتنمية لتطوير صناعة الكيماويات النفطية لتوفير المواد اللازمة لتصنيع الألواح الشمسية وشفرات توربينات الرياح وخلايا البطاريات، الأمر الذي يسهم في تحقيق خطّتها للحياد الكربوني دون التأثير في مزايا الصناعة النفطية.

وتعمل الحكومة بقوة على تطوير واستخدام مصادر الطاقة النظيفة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة النووية.

ويبلغ إجمالي الطاقة الإنتاجية لمزيج الطاقة المتجددة في غانا 100 ميغاواط، وهو ما يمثّل 2.4% من مزيج الكهرباء في البلاد

وفي منتصف مارس/آذار الجاري، وقّعت شركة هواوي الصينية اتفاقية تعاون مع شركة "مينرجي" المتخصصة في مشروعات الطاقة المتجددة بغرب أفريقيا، لبناء محطة طاقة شمسية بقدرة 1 غيغاواط، ونظام تخزين طاقة بسعة 500 ميغاواط/ساعة، في غانا، لتوليد الكهرباء.

وقال نائب وزير النقل الغاني، حسن تامبولي، إن وزارته تركّز على التحول التكنولوجي للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري في قطاع النقل للمساعدة بتحقيق الحياد الكربوني مستقبلًا.

وأضاف: "تعمل الوزارة حاليًا على تطوير سياسة التنقل الإلكتروني لنشر وتوسيع نطاق السيارات الكهربائية في الدولة".

وتعتزم وزارة النقل في غانا طرح حافلات تعمل بالكهرباء وحافلات تعمل بالغاز كوسائل للنقل العام في الوقت القريب.

72% من سيارات غانا تعمل بالديزل والبنزين

يعتمد غالبية مواطني غانا على سيارات صغيرة ومتوسطة الحجم؛ تعمل إما بالديزل أو البنزين، ومن بين 2.8 مليون سيارة مسجلة في غانا خلال عام 2021، تعمل 72% منها بمحركات البنزين، و27% بمحركات الديزل، وأقلّ من 1% تعمل بغاز النفط المسال ومصادر الطاقة الأخرى.

وأدى الاعتماد الكبير على الوقود الأحفوري إلى جانب عدد من العوامل -مثل الازدحام المروري- إلى جعل قطاع النقل مصدرًا صافيًا لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

في هذا الصدد، أشار وزير النقل إلى أن المجموعة التالية من الحافلات التي ستحصل عليها الوزارة من شركتي " إس تي سي" و " إم إم تي"، ستكون جميعها مركبات كهربائية.

ويساعد الانتقال إلى الطاقة المتجددة غانا في تحقيق الهدف السابع للتنمية المستدامة، وهو "طاقة نظيفة بأسعار معقولة للجميع بحلول عام 2030".

ويخشى بعضهم من فقدان وظائف خلال التحول للطاقة المتجددة، وانخفاض المنتجات النفطية، وتراجع الإيرادات.

وتعتزم غانا الحصول على قرض من مصرف التنمية الأفريقي، لتطوير 35 شبكة صغيرة وأنظمة كهروضوئية منفردة تعمل بالطاقة الشمسية، ويسهم المشروع بتوفير الطاقة الشمسية في 400 مدرسة، إلى جانب 200 نظام شمسي في مراكز صحية، و100 في مراكز خدمة الطاقة المجتمعية بمنطقة بحيرة فولتا.

موضوعات متعلقة..

• أسعار الوقود في غانا ترتفع للمرة الرابعة في 3 أشهر
• تحول الطاقة.. غانا تبحث عن حلول لا تضر اقتصادها القائم على النفط والغاز
• غانا تُعدل مستويات الكبريت في وقود السيارات لدعم مصافي التكرير

اقرأ أيضًا..

• سعة مزارع الرياح البحرية في المملكة المتحدة تتفوق على الصين
• حظر النفط الروسي يهدد بتراجع إنتاج مصافي التكرير العالمية (تقرير)
• صفقة الغاز المسال.. أميركا تؤمّن احتياجات أوروبا للاستغناء عن الوقود الروسي