مسؤول: البيتكوين مقابل النفط والغاز الروسيين
للدول الصديقة لموسكو فقط
أحمد بدر
تواصل روسيا تحديها للنظام الدولاري العالمي، بدراسة إمكان قبول عملة البيتكوين الرقمية طريقةً للدفع مقابل صادراتها من النفط والغاز.
وبحسب رئيس لجنة الطاقة في مجلس الدوما، بافيل زافالني؛ فإنه من الممكن السماح للدول الصديقة لروسيا بالدفع بعملاتها المحلية أو عملة البيتكوين المشفرة، وفقًا لما نقلته شبكة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وقال زافالني إن روسيا تستكشف طرقًا بديلة لتلقي مدفوعات صادرات الطاقة، موضحًا أن الصين وتركيا من بين الدول التي تَعُدها موسكو صديقة؛ حيث لم تشاركا في العقوبات على بلادها.
تعزيز قوة الروبل
أوضح زافالني أن بلاده اقترحت على الصين منذ مدة طويلة، استخدام العملات المحلية في كلا البلدين، وهي الروبل واليوان، في تسوية المدفوعات بينهما، والأمر نفسه بالنسبة لليرة التركية.
وأضاف رئيس لجنة الطاقة في مجلس الدوما الروسي: "يمكن أيضًا تداول عملات البيتكوين".
وفي 22 مارس/آذار الجاري، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن الدول غير الصديقة لبلاده ستشتري الغاز بالروبل الروسي.
وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز قوة الروبل الروسي، الذي فقد أكثر من 20% من قيمته خلال العام الجاري، بعدما تسببت العقوبات من جانب أميركا وبعض دول أوروبا في ضغوط قوية على العملة الروسية، بعد غزو أوكرانيا.
ولا تزال روسيا أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم، وثاني أكبر مورد للنفط.
أهمية العملة المشفرة
يرى محللون أن موسكو قد تستفيد من عمليات الدفع بواسطة عملة البيتكوين المشفرة، على الرغم من أن هذه العملات لها العديد من المخاطر.
وبحسب الباحث في معهد دراسات الطاقة في سنغافورة، ديفيد برودستوك؛ فإن روسيا تشعر بتأثير العقوبات بسرعة كبيرة غير مسبوقة؛ لذلك هناك حاجة إلى دعم اقتصادها، مضيفًا: "من نواحٍ كثيرة، يمكن اعتبار البيتكوين أصلًا مرتفع النمو".
ورغم ذلك؛ يرى برودستوك أن قيمة البيتكوين تأرجحت بنسبة تصل إلى 30% خلال العام الجاري، ولكن الدولار تحرك في حدود 5% فقط مقابل اليورو.
وقال برودستوك: "من الواضح أن قبول عملات البيتكوين، مقارنة بالعملات التقليدية الأخرى، يقدم مخاطر أكبر بكثير في تجارة الغاز الطبيعي، كما أن أحد أكبر الشركاء التجاريين الأصدقاء لروسيا هي الصين، التي تحظر العملة المشفرة، وهو أمر يحد من إمكانية الدفع بها".
أداة لتجاوز العقوبات
اعتبر الخبراء أن عملة البيتكوين يمكن أن تكون أداة لتجاوز العقوبات، لافتين إلى أن هناك مخاوف بالفعل من أن رجال الأعمال الروس قد يستخدمون العملات الافتراضية لتجنب العقوبات.
لذلك، دفعت هذه المخاوف الحكومة الأوكرانية -وكذلك السياسيين الأميركيين والأوروبيين- إلى مطالبة منصات العملات المشفرة بحظر جميع المستخدمين الروس، ولكن العديد من الشركات استبعدت ذلك.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة كوين بيز للعملات المشفرة، بريان أرمسترونج، إن بعض الروس العاديين يستخدمون العملات المشفرة باعتبارها شريان حياة الآن بعد أن انهارت عملتهم، ومن المحتمل أن يعارض الكثيرون منهم توجه بلادهم إلى البيتكوين؛ لأن هذا الحظر سيضرهم أيضًا.
يشار إلى أن تصريحات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بشأن جعل الدول "غير الصديقة" تدفع بالروبل، دفع العملة الروسية إلى أعلى مستوى لها في 3 أسابيع، رغم أن العقود الحالية للغاز ما زالت قابلة للدفع باليورو الأوروبي.
اقرأ أيضًا..
- الطاقة المتجددة في فلسطين توفر الكهرباء النظيفة في ظروف صعبة (تقرير)
- الاستغناء عن الغاز الروسي.. صعوبات كبيرة أمام خطط أوروبا (تقرير)
- الغاز المسال.. الجزائر والمغرب والسعودية ضمن 6 دول تنتظر طفرة (تقرير)