التقاريرتقارير النفطتقارير دوريةروسيا وأوكرانياسلايدر الرئيسيةعاجلنفطوحدة أبحاث الطاقة

هل تستطيع دول أوبك تعويض الأسواق عن النفط الروسي؟

لتهدئة ارتفاع أسعار النفط

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

هل تملك منظمة أوبك القدرة الكافية لتعويض تراجع إنتاج النفط الروسي؟ هذا السؤال بات ملحًا بشكل خاص مع ارتفاع أسعار النفط لأعلى مستوى منذ 2008، ورفض أوبك التحرك سريعًا لتهدئة قفزة الأسعار.

وفي أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ 24 فبراير/شباط، أدى القلق بشأن تعطل الإمدادات إلى دفع أسعار النفط لأكثر من 139 دولارًا للبرميل في الأيام التالية، قبل أن تتراجع منذ ذلك الحين -وإن كانت ما تزال تحوم حول عتبة الـ100 دولار للبرميل- وسط توقعات بضخّ المزيد من الإنتاج.

ومع استمرار الزيادة الشهرية والتدريجية لإنتاج النفط بنحو 400 ألف برميل يوميًا من قبل تحالف أوبك+ دون تغيير، اضطرت وكالة الطاقة الدولية لإعلان السحب من احتياطي الطوارئ، لتهدئة أسعار النفط، لكنها ما تزال قرب مستويات 100 دولار للبرميل.

وبحسب تقرير لوكالة رويترز، فإن السعودية والإمارات من بين منتجي النفط القلائل، الذين لديهم طاقة فائضة يمكن الاعتماد عليها بسرعة لزيادة الإنتاج والمساعدة في تقليل مخاطر تعطّل إنتاج النفط الروسي، ومن ثم تهدئة الأسعار.

الطاقة الإنتاجية الفائضة

بحسب وكالة الطاقة الدولية، فإن السعودية تمتلك 1.2 مليون برميل يوميًا من الطاقة الإنتاجية الفائضة، يمكن استدعاؤها سريعًا لتعويض نقص الإمدادات، بينما تمتلك الإمارات طاقة فائضة قدرها 0.6 مليون برميل يوميًا.

وهذا يعني أن كلا منتجي أوبك -السعودية والإمارات- لديهما نحو 1.8 مليون برميل يوميًا من الطاقة الإنتاجية الفائضة، أي ما يعادل 2% تقريبًا من الطلب العالمي، وغالبية الطاقة الفائضة في العالم والبالغة 2.2 مليون برميل يوميًا.

وفي أحدث تقاريرها الشهرية، حذّرت وكالة الطاقة الدولية من تعرّض إمدادات النفط العالمية لصدمة حال حدوث اضطرابات في إنتاج النفط الروسي.

ومن المتوقع تراجع إنتاج النفط الروسي 3 ملايين برميل يوميًا بداية من أبريل/نيسان المقبل، نتيجة العقوبات المفروضة على موسكو، بحسب الوكالة الدولية، التي أشارت إلى أن السعودية والإمارات لديهما القدرة على منع حدوث عجز في سوق النفط.

في المقابل، ترى شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي أن السعودية والإمارات والعراق والكويت تمتلك مجتمعة 4 ملايين برميل يوميَا من الطاقة الإنتاجية الفائضة، وهي الطاقة التي يمكن طرحها في السوق في غضون مدّة تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر.

ويقول المحلل في ريستاد إنرجي، لويز ديكسون: "تتمتع معظم هذه الدول بقدرات تخزين برية هائلة يمكن استغلالها؛ ما يعني أنه يمكن طرح بضعة ملايين برميل من النفط للتصدير في غضون أسابيع، إن لم يكن خلال أيام".

أوبك+

هل تعوض أوبك إمدادات روسيا؟

بالنسبة إلى تقديرات ريستاد إنرجي، فحتى إذا أضافت إيران 1.3 مليون برميل يوميًا حال تحريرها من العقوبات، كما تقول وكالة الطاقة، فإن هذه الكميات غير كافية لتعويض إنتاج النفط الروسي حال انقطاعه تمامًا.

وتنافس روسيا السعودية على لقب أكبر مصدّر في العالم للنفط الخام والمنتجات النفطية مجتمعة، إذ تبلغ صادرات موسكو نحو 7 ملايين برميل يوميًا، أو 7% من الإمدادات العالمية.

وقالها صراحة الأمين العامّ لمنظمة أوبك خلال مؤتمر سيراويك: "لا توجد طاقة فائضة في العالم يمكن أن تحلّ محلّ 7 ملايين برميل يوميًا".

وربما لا تكثّف أوبك+ الإنتاج بما يكفي لتعويض خسارة إنتاج النفط الروسي، تاركة أسعار النفط أعلى بكثير من حاجز 100 دولار للبرميل لمدة طويلة، وفق تعليقات نقلتها وكالة بلومبرغ للكاتب خافيير بلاس.

وانخفضت أسعار النفط 13% في جلسة الأربعاء الماضي، بعد أن قال سفير الإمارات في واشنطن، يوسف العتيبة، إن بلاده تشجع أوبك على النظر في زيادة الإنتاج.

ورغم ذلك، جاءت تصريحات وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي سهيل المزروعي، بأن بلاده ملتزمة باتفاق أوبك+، لتقلل من احتمال اتجاه التحالف إلى زيادة الإنتاج.

كما أكد العراق -الذي يمتلك طاقة إنتاجية فائضة تُقدَّر بنحو 300 ألف برميل يوميًا بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية- أن زيادة الإنتاج غير ضرورية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق