وكالة الطاقة الدولية تلجأ 3 مرات للسحب من احتياطيات النفط.. أزمة أوكرانيا ليست الأولى
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
في محاولة لتقليل تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا على سوق النفط، استخدمت وكالة الطاقة الدولية سلاح احتياطي الطوارئ، في خطوة منسقة شهدها التاريخ 3 مرات فقط من قبل.
وما إن دقت طبول الحرب الروسية الأوكرانية حتى تزايدت مخاوف نقص الإمدادات، وقفزت أسعار النفط فوق مستويات 100 دولار للبرميل، للمرة الأولى منذ عام 2014.
وتزايد القلق بشأن الإمدادات مع كون روسيا عنصرًا رئيسًا في توفير إمدادات الخام عالميًا، إذ تُعد ثالث أكبر منتج للنفط عالميًا، وأكبر مصدّر للمشتقات النفطية في العالم؛ إذ تمثل 12% من تجارة النفط الخام و15% من المنتجات المكررة.
وهذا ما اضطر وكالة الطاقة الدولية إلى التدخل -بعد عقد اجتماع استثنائي- من خلال الإفراج عن 60 مليون برميل نفط من احتياطي الطوارئ، بما يمثل 4% من مخزونات الطوارئ الإجمالية، لتكون المرة الرابعة التي تتخذ فيها خطوة مماثلة في تاريخها، فما احتياطي الطوارئ؟ ومتى لجأت إليه الوكالة التي مقرها باريس؟
دور وكالة الطاقة
تركز وكالة الطاقة الدولية على أمن الطاقة منذ تأسيسها عام 1974، عقب المقاطعة النفطية المفروضة من جانب عدد من الدول العربية على الولايات المتحدة وهولندا، خلال أكتوبر/تشرين الأول 1973.
وتعمل الوكالة -التي تتخذ من باريس مقرًا- سواء خلال التوترات الجيوسياسية أو الكوارث الطبيعية، على التخفيف من الآثار الاقتصادية السلبية للنقص المفاجئ في إمدادات النفط من خلال توفير نفط إضافي إلى السوق العالمية.
وتعتمد وكالة الطاقة الدولية على زيادة المعروض من أجل التخفيف من اضطرابات إمدادات النفط على المدى القصير، مثل الإفراج عن النفط من احتياطي الطوارئ، أو اتخاذ تدابير أخرى.
وتشمل الإجراءات الأخرى اتخاذ تدابير لتقييد الطلب، وتبديل الوقود من خلال استخدام الغاز على سبيل المثال بديلًا للنفط، وزيادة الإنتاج، وتخفيف مواصفات الوقود، مثل المعايير البيئية أو الجودة وغيرها، لكن يبقي السحب من احتياطي الطوارئ هو الإجراء الأكثر شيوعًا.
احتياطي الطوارئ
تمتلك دول أعضاء وكالة الطاقة الـ31، وعلى رأسها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، إجمالي مخزونات نفطية تقترب من 4.16 مليار برميل في نهاية ديسمبر/كانون الأول 2021، منها 1.5 مليار برميل نفط في احتياطي الطوارئ.
وبموجب برنامج وكالة الطاقة الدولية، تلتزم الدول الأعضاء بالاحتفاظ باحتياطيات نفطية تعادل استهلاك 90 يومًا من صافي واردات النفط الخام والمشتقات النفطية، وأن تكون جاهزة للاستجابة الجماعية إلى اضطرابات الإمدادات الشديدة التي تؤثر في سوق النفط العالمية، مع وجود مرونة لدى الأعضاء في كيفية الوفاء بالتزامات المخزونات.
وفي حالة حدوث انقطاع حاد في إمدادات النفط، يمكن لأعضاء وكالة الطاقة الدولية أن يقرروا الإفراج عن النفط من احتياطي الطوارئ، على أن يكون إسهام كل دولة عضو متناسبًا مع حصتها من إجمالي استهلاك النفط بين الدول الأعضاء.
وعلى سبيل المثال، فإن الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم بصدد الإفراج عن 30 مليون برميل من احتياطي النفط من إجمالي السحب الذي أعلنته وكالة الطاقة عند 60 مليون برميل، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
السحب من احتياطي الطوارئ
فضلًا عن الإعلان الأخير، كانت هناك 3 سحوبات نفطية من احتياطي الطوارئ، منذ إنشاء وكالة الطاقة الدولية في أعوام 1991 و2005 و2011.
- يناير/كانون الثاني 1991
أتاحت وكالة الطاقة 37.5 مليون برميل نفط من احتياطي الطوارئ عندما اندلعت حرب الخليج العربي التي أحدثت انقطاعًا في إمدادات النفط.
- سبتمبر/أيلول 2005
أفرجت وكالة الطاقة الدولية عن 60 مليون برميل من النفط، بعدما تسبب إعصار كاترينا وريتا في إيقاف منصات النفط البحرية وخطوط الأنابيب ومصافي التكرير في خليج المكسيك، ما تسبب في تعطيل 25% من إنتاج النفط الأميركي.
- يونيو/حزيران 2011
ردًا على الانقطاع المطول لإمدادات النفط بسبب الحرب الأهلية الليبية، أتاحت وكالة الطاقة 60 مليون برميل من النفط، لتحقيق الاستقرار في السوق.
وتراجع إنتاج النفط في ليبيا إلى 169 ألف برميل يوميًا في شهر مايو/أيار عام 2011، مقارنة مع مستويات تفوق 1.5 مليون برميل يوميَا في عامي 2009 و2010.
موضوعات متعلقة..
- وكالة الطاقة الدولية تُفرج عن 60 مليون برميل نفط من احتياطي الطوارئ
- وكالة الطاقة الدولية تحذر من تقلبات بأسواق النفط بسبب سياسة أوبك+
اقرأ أيضًا..
- قطاع الطاقة الروسي.. كل ما تريد معرفته في 3 رسوم بيانية
- ارتفاع أسعار النفط.. نقمة أم نعمة لمستثمري الوقود الأحفوري؟