الطاقة المتجددة.. نمو اتفاقيات شراء الكهرباء في أوروبا بنسبة 58% خلال 2021
مدفوعة باضطراب أسواق الطاقة وارتفاع أسعار الغاز
دينا قدري
شهدت اتفاقيات شراء الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة في أوروبا نشاطًا متزايدًا، مدفوعة باضطراب أسواق الطاقة الناجم عن ارتفاع أسعار الغاز في الربع الأخير من عام 2021.
ووجد تقرير حديث -أصدرته شركة بيكسابارك لاستشارات الطاقة المتجددة- أن التقلبات في عام 2021 أدت إلى نمو بنسبة 58% في نشاط اتفاقيات شراء الكهرباء؛ إذ شهد ديسمبر/كانون الأول أكبر زيادة في الاتفاقيات من حيث الحجم.
وقدرت بيكسابارك حجم اتفاقيات شراء الكهرباء المبرمة في أوروبا في عام 2021 عند 11.1 غيغاواط، من بينها 6.5 غيغاواط خاصة بالشركات، و4.6 غيغاواط خاصة بالمرافق.
إسبانيا في المقدمة
أوضحت الشركة أن إسبانيا هيمنت على تدفق الاتفاقيات لمدة عام آخر، بإجمالي 4 غيغاواط من السعة التعاقدية -ثلث القدرة الإجمالية لهذا العام- "من خلال 34 اتفاقية شراء كهرباء ضُمِّنت في أداة التتبع الخاصة بنا. تجاوزت البلاد الرقم القياسي لعام 2019".
وأضافت: "ذكّر تدخل الدولة -الذي كان جذريًا للغاية في البداية- المستثمرين مرة أخرى بأن أسواق الطاقة لها أساس سياسي للغاية، حتى بالنسبة للمشروعات دون دعم"، حسبما نقلت مجلة "بي في ماغازين".
ومع ذلك، فإن العديد من اللاعبين في السوق يعيدون ضبط أسعارهم؛ إذ تأثر بشدة النهج الرئيس الذي تستخدمه المرافق لإدارة مخاطر محفظة اتفاقيات شراء الكهرباء الخاصة بها، نتيجة لارتفاع الأسعار في الربع الأخير من العام، كما انكسر الارتباط السعري بين عمليات التحوط واتفاقيات شراء الكهرباء.
تداعيات ارتفاع الأسعار
ذكر خبراء الشركة -في تقرير "توقعات سوق اتفاقيات شراء الكهرباء الأوروبية لعام 2022"- أن بيئة الأسعار في الربع الأخير من عام 2021 ستظل في الأذهان لسنوات عديدة، وستبدأ آثارها الحقيقية في الظهور في عام 2022.
وتنبّأ التقرير السنوي بأن التأثيرات المستمرة لاضطراب السوق الأخيرة -ولا سيما في الأسواق الناضجة- ستختبر مدى توافر وتسعير اتفاقيات شراء الكهرباء طويلة الأجل لمدة 10 سنوات أو أكثر.
وبسبب الوضع الحالي، زادت المرافق من خصوماتها بطريقة غير مسبوقة، تصل إلى 40%، وهناك تغييرات جذرية ستحدث.
وقال مدير العمليات في بيكسابارك، لوكا بيدريتي: "لقد لاحظنا أن الزيادة في تخفيضات أسعار اتفاقيات شراء الكهرباء مع تعويض على أساس الإنتاج (الدفع عند الإنتاج)، أدت إلى زيادة الطلب على اتفاقيات شراء الكهرباء بمدد أقصر، وكذلك عقود الحمل الأساسي".
ولا يمثل هذا خروجًا قويًا عن ملف المخاطر النموذجي للاستثمارات التقليدية المتجددة فحسب، بل له أيضًا آثار في نموذج التشغيل اليومي للمرافق.
إذ أوضح بيدريتي: "استجابةً لذلك، ينشئ المستثمرون والصناديق المتجددة ما نعده الجيل التالي من المرافق"؛ ما يدفع المستثمرين إلى ترقية نماذج التشغيل الخاصة بهم، لتشمل فرق الإنشاء وقدرات إدارة المحافظ والبنية التحتية لإدارة المخاطر.
توقعات الطاقة المتجددة
في هذا الصدد، توقعت بيكسابارك أن تجعل استثمارات اتفاقية شراء الكهرباء المدارة بنشاط على المدى القصير، سوق اتفاقيات شراء الكهرباء الحالية أصغر على المدى الطويل، من حيث الحجم.
وتنبأت الشركة بـ3 اتجاهات واضحة لهذا العام: أن ضغط سوق اتفاقيات شراء الكهرباء طويلة الأجل -10 سنوات- سيضعف في الأرقام المطلقة؛ وستكون هناك زيادة في المرافق الجديدة بقيادة صناديق الاستثمار الجديدة والكبيرة في مصادر الطاقة المتجددة؛ وستكون هناك زيادة في المشترين من الشركات الكبيرة.
وبذلك، تنضج السوق، ويصبح مستثمرو ومشغلو الطاقة المتجددة أكثر عددًا وتنوعًا من حيث التقنيات والأسواق، كما سيصبحون أكثر خبرة في إدارة مخاطر الطاقة.
وبحسب بيدريتي: "تُظهر اتجاهات سوق اتفاقية شراء الكهرباء لهذا العام أن اتباع نهج أكثر نشاطًا لإدارة المخاطر أصبح أمرًا بالغ الأهمية"، حسبما نقلت منصة "ري نيوز بيز".
وأضاف: "لا تكفي اتفاقيات شراء الكهرباء وحدها.. من السويد إلى رومانيا وألمانيا إلى بولندا، سيحتاج مستثمرو مصادر الطاقة المتجددة بشكل متزايد إلى التأكد من أن لديهم أنظمة تشغيل تمكنهم -طوال دورة حياة الصفقة- من إدارة الأسعار والتحليلات والتنفيذ ومراقبة مخاطر الأسعار الناشئة عن استثمارات الطاقة المتجددة".
موضوعات متعلقة..
- تحول الطاقة.. رياح معاكسة تواجه طموحات شركات الطاقة المتجددة (تقرير)
- أوروبا.. أزمة الطاقة تكشف عن قصور التركيز على المصادر المتجددة (تقرير)
- ارتفاع أسعار الكهرباء في أوروبا.. هل يصبح التخزين حلًا لتراجع طاقة الرياح؟
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية تحذر من تقلبات بأسواق النفط بسبب سياسة أوبك+
- الغاز الطبيعي.. اعتماد أوروبا على الواردات يتزايد وسط تراجع الإنتاج المحلي (تقرير)
- السيارات الكهربائية.. إدارة بايدن تخصص 5 مليارات دولار لبناء شبكة شحن وطنية