أخبار الغازتقارير الغازرئيسيةعاجلغاز

تحقيق أوروبي مع غازبروم للتأكد من عدم خرق قواعد سوق الطاقة

حياة حسين

تواصل أوروبا وروسيا تبادل الاتهامات بشأن إمدادات الغاز، واستخدامه في التوتر السياسي بين الجانبين.

ففي الوقت الذي تؤكد فيه بيانات واردات الغاز الأوروبية من روسيا انخفاضها بنسبة كبيرة هذا الشتاء، تشدد الأخيرة من خلال شركتها "غازبروم" على أنها ملتزمة بتعاقداتها.

وبين أزمة ارتفاع سعر الغاز في أوروبا، وسعي روسيا لإجبار القارة على السماح بإطلاق الغاز في خطط أنابيب نورد ستريم 2، تظل أصابع كل طرف بين ضروس الآخر، والنصر سيكون من نصيب الأكثر تحمُّلًا.

أسلَحة الغاز

قال نائب الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية، فالديس دومبروفسكيس، خلال مؤتمر صحفي في مدينة كييف (عاصمة أوكرانيا)، أمس الإثنين: إن أوروبا قلقة بشأن "أسلَحة" إمدادات الغاز الروسية.

وأعلن دومبروفسكيس تعهُّد أوروبا بدعم استمرار تدفق غاز روسيا إلى أوروبا عبر خطوط أنابيب أوكرانيا، حسبما ذكرت منصة "إس آند بي غلوبال بلاتس"، اليوم الثلاثاء.

وقال: "إننا نفحص حاليًا ما إذا كانت شركة غازبروم الروسية انتهكت قواعد سوق الطاقة الأوروبية من عدمه.. ونلاحظ أساليب وتصرفات من موسكو تؤكد أنها تستخدم إمدادات الغاز سلاحًا".

وتابع قائلًا: "حاليًا، ورغم الطلب المرتفع جدًا على الغاز في أوروبا، لا تعمل روسيا على زيادة إمدادات الغاز إلى دولنا، ما يوضح أن موسكو تتعمد ذلك، لذلك بدأت المفوضية تحقيقًا لتحديد ما إذا كان تصرف غازبروم يتوافق مع قواعد السوق الأوروبية".

انخفاض الإمدادات

شهدت إمدادات الغاز الروسية إلى أوروبا انخفاضًا في النصف الثاني من العام الماضي، والأسابيع الأولى من العام الجاري 2022.

وفي بيان من غازبروم، منتصف يناير/كانون الثاني 2022، أشارت الشركة إلى أن صادرات الغاز إلى الدول من خارج مجموعة "الكومنولث" في النصف الأول من الشهر الماضي، بلغت 5.4 مليار متر مكعب، وهي أقل 40% من المدة ذاتها العام الماضي.

واتهمت أوروبا روسيا مرارًا باستخدام صادرات الغاز؛ بمثابة ورقة ضغط سياسي، وفي المقابل تكرر نفي غازبروم لهذا الادعاء.

غير أن دومبروفسكيس أكد أن هذا الموقف الروسي غير جديد، وأن موسكو استخدمت صادرات الغاز بهذه الصورة من قبل، دون ذكر تفاصيل.

نورد ستريم 2 - نورد ستريم2
عمال في موقع بناء خط أنابيب الغاز نورد ستريم2 - الصورة من وكالة رويترز

نورد ستريم 2

قال نائب الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية: إن المفوضية واضحة جدًا بشأن ضمان عدم تأثير تشغيل مشروع خط أنابيب نورد ستريم 2 في نقل الغاز الروسي عبر أوكرانيا إلى أوروبا.

وانتهت روسيا من تنفيذ خط أنابيب نورد ستريم 2، الذي كانت المستشارة الألمانية السابقة، أنغيلا ميركل، أكبر الداعمين له، إلا أن حكومة ألمانيا الجديدة، التي تولت السلطة نهاية العام الماضي، علقت الموافقة على بدء تدفق الغاز الروسي.

ويربط نورد ستريم 2 روسيا بأوروبا عبر ألمانيا، وتصل سعته إلى 55 مليار متر مكعب سنويا.

وكانت حكومة ألمانيا قد طلبت من شركة نورد ستريم 2 تدشين فرع لها في الداخل، وانتهت منه الشهر الماضي، ويُسمى "غاز فور يوروب غمب أتش".

أسعار تاريخية

لا يزال سعر الغاز في أوروبا عند مستويات تاريخية، إذ ارتفع بنسبة 985%، على مستوى سنوي، في 21 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وسجل 182.78 يورو (219.3 دولارًا أميركيًا) لكل ميغاواط/ساعة.

ورغم انخفاض السعر منذ ذلك الحين، فإنه لا يزال مرتفعًا بنسبة كبيرة.

وبلغ سعر الميغاواط/ساعة 83.08 يورو (99.7 دولارًا أميركيًا) أمس الإثنين، وهو يزيد بنسبة 300% عن المدة ذاتها العام الماضي.

وبسبب المخاوف الأوروبية من إمدادات الغاز الروسي، وعدم الوفاء بالتزامات موسكو، واستخدام الغاز بصفته سلاحًا ضد القارة، تعمل المفوضية على دعم مصادر الواردات من دول العالم المختلفة.

بدائل لروسيا

قال الممثل الأعلى للقضايا الأجنبية والسياسات الأمنية في المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل، أمس الأول (الأحد): "إننا ندعم وضعنا في مجال إمدادات الغاز من خلال العمل مع شركائنا مثل أميركا وقطر وأذربيجان، وهي بدائل في حالة قررت روسيا تعليق إمدادات الغاز أو خفضها".

يُذكر أن روسيا تمد أوروبا بأكثر من 30% من احتياجاتها من الغاز.

وبينما تمد أذربيجان كل من إيطاليا واليونان وبلغاريا بنحو 10 مليارات متر مكعب سنويًا، تُعد قطر والولايات المتحدة مصدرين رئيسين للغاز الطبيعي المُسال إلى أوروبا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضّا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق