أخبار الغازرئيسيةغاز

سويسرا تواجه نقص إمدادات الغاز الطبيعي بإجراءات قاسية

أمل نبيل

تدرس الدول الأوروبية كل الخيارات المتاحة لتعويض إمدادات الغاز الطبيعي الروسي قبل موسم الشتاء المقبل، والذي يلبي ما يقرب من نصف احتياجات القارّة العجوز من الطاقة.

وفي سويسرا، تعتزم الحكومة تقنين استهلاك الطاقة حال نقص الإمدادات، كما تُخطّط لضخّ استثمارات جديدة في مشروعات الطاقة المتجددة، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وقالت وزيرة الطاقة سيمونيتا سوماروغا، إن الشركات السويسرية ستكون أول من يُجبَر على تقنين استخدام الكهرباء حال عجز الإمدادات في البلاد عن تلبية الاستهلاك المحلي، محذّرةً من أن الحكومة لا يمكنها ضمان وجود ما يكفي من الغاز على الدوام، بحسب رويترز.

استهلاك سويسرا من الغاز الطبيعي

تحصل سويسرا -غير الساحلية- على الغاز الطبيعي من خلال مراكز تجارية في دول مجاورة بالاتحاد الأوروبي، لذا فإن الاضطرابات هناك تؤثّر أيضًا في الدولة الواقعة أوروبا الغربية.

وتستغل روسيا مواردها من الغاز الطبيعي سلاحًا لِلَيّ ذراع القارّة الأوروبية، التي هاجمت حربها على أوكرانيا، وانهالت عليها بوابل من العقوبات الاقتصادية.

وقطعت موسكو الإمدادات عن عدد من الدول الأوروبية التي رفضت الاستجابة لأوامر الرئيس فلاديمير بوتين بالدفع مقابل الغاز بالروبل بدلًا من اليورو أو الدولار.

الغاز الطبيعي
وزيرة الطاقة السويسرية سيمونيتا سوماروغا

وينخفض الطلب على الغاز في سويسرا، إذ يمثّل نحو 15% من إجمالي استهلاك الكهرباء في البلاد.

وبحسب بيانات حكومية، يُستخدم نحو 42% من الغاز في تدفئة المنازل، وتُستَهلَك النسبة المتبقية في الصناعة وقطاعي الخدمات والنقل.

وتستورد سويسرا نحو 11% من احتياجاتها من الكهرباء، ويعتمد إنتاج 56% من الكهرباء المُنتَجة في البلاد على الطاقة الكهرومائية، و35% من الطاقة النووية، و3% من الوقود الأحفوري، وأقلّ من 6% من مصادر الطاقة المتجددة الأخرى.

خطط سويسرا لمعالجة نقص الغاز

مع ذلك تعتمد الدولة الأوروبية على استيراد النفط والغاز، وقالت وزيرة البيئة لصحيفة سونتاغ تسايتونغ، اليوم الأحد 3 يوليو/تموز: "هذا هو السبب في أنه لا يمكن لأحد أن يضمن أن هناك دائمًا ما يكفي من الغاز للجميع".

وجاءت تصريحات وزيرة البيئة بعد أن حددت الحكومة السويسرية خططًا يوم الأربعاء الماضي (29 يونيو/حزيران) لمعالجة النقص المحتمل في الغاز الطبيعي هذا الشتاء، وقالت، إنها قد تلجأ إلى التقنين إذا ثبت أن الإجراءات الأخرى غير كافية.

وقالت الوزيرة، في حال وجود نقص بكلّ من إمدادات الغاز والكهرباء في سويسرا، سيُقَنَّن استهلاك الطاقة أولًا للشركات.

وأضافت: "سيكون هناك قيود في البداية على استخدام السلالم المتحركة أو لافتات النيون"، مشيرة إلى أن الحكومة تريد أن يكون تقنين استهلاك الكهرباء في المنازل هو الخيار الأخير".

وحثّت وزيرة البيئة الكانتونات المحلية (المدن) في سويسرا على زيادة الاستثمارات في مشروعات الطاقة الشمسية والغاز الحيوي وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية.

الغاز الطبيعي
خط أنابيب الغاز نوردستريم 1

وقرر المجلس الفيدرالي السويسري في 16 فبراير/شباط الماضي -قبيل أيام قليلة من اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا- اتخاذ عدد من الإجراءات لتعزيز إمدادات الكهرباء، تشمل تطوير 1 غيغاواط من محطات احتياطية لتوليد الكهرباء بالغاز الطبيعي، بالإضافة إلى تطوير المحطات الاحتياطية للطاقة الكهرومائية.

محطات الغاز الطبيعي في سويسرا

أوصت اللجنة الفيدرالية للكهرباء ببناء 2 إلى 3 محطات كهرباء تعمل بالغاز، بطاقة إنتاجية تصل إلى 1000 ميغاواط.

وتُقدَّر القيمة الاستثمارية لإنشاء محطات الغاز الطبيعي في سويسرا بنحو 900 مليون فرنك سويسري (976 مليون دولار أميركي)، أو أقلّ من ذلك، إذا استُفِيدَ من المصانع القائمة والبنية التحتية، وفقًا لموقع سويس إنفو.

وتستهدف الحكومة زيادة سعة شبكة الكهرباء بنحو 2 تيراواط من المصادر النظيفة للطاقة بين عامي 2035 و2045، وتقليص استهلاك الفرد من الكهرباء لأقلّ قليلًا من النصف بحلول عام 2035.

وانتقلت ألمانيا المجاورة، الشهر الماضي، إلى المرحلة الثانية من خطّتها الطارئة للغاز، ثلاثية المراحل، بعد أن خفضت روسيا عمليات التسليم عبر خط أنابيب نورد ستريم 1، وهي الخطوة التي تسبق تقليص استهلاك الوقود.

كانت ألمانيا -التي تعدّ أكبر اقتصاد في أوروبا- قد فعّلت المستوى الأول من خطّتها الطارئة في 30 مارس/آذار الماضي، وتشمل هذه الخطة مراقبة صارمة للتدفقات اليومية والتركيز على ملء خزّانات الغاز.

وخفّضت روسيا إمدادات الغاز إلى ألمانيا وإيطاليا والنمسا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا، الشهر الماضي، بحجّة وجود مشكلات فنية في خط أنابيب نورد ستريم 1.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

 

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق