التغير المناخيأخبار الكهرباءالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير الكهرباءتقارير منوعةرئيسيةكهرباءمنوعات

تزايد الطلب على الفحم في ألمانيا رغم خطط التحول إلى الطاقة المتجددة

توقعات بزيادة وارداته إلى 42 مليون طن في 2022

هبة مصطفى

يشهد الطلب على الفحم في ألمانيا إقبالًا متزايدًا، رغم خطط الحكومة الجديدة برئاسة أولاف شولتس -التي تولت أعمالها مؤخرًا- لزيادة حصة الطاقة المتجددة ضمن مزيج الكهرباء الألماني، والتوسع في المشروعات التي تتلاءم مع الأهداف المناخية.

ورغم التوجه العالمي نحو الطاقة النظيفة، لتتوافق مع ما توصلت إليه قمة المناخ كوب 26، التي انعقدت فعالياتها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، الذي انعكس على سياسة الطاقة الألمانية خاصة رؤية الحكومة الجديدة، فإن الطلب على الفحم في ألمانيا لتوفير إمدادات الكهرباء ما زال يشكل واقعًا ملموسًا.

وعزّز الطلب على الفحم في ألمانيا عدة عوامل، منها ما يتعلق بالأسواق العالمية وأسعار الغاز المرتفعة، في ظل تجميد بدء مشروع "نورد ستريم 2" الروسي وزيادة الطلب على التدفئة والإنارة خلال فصل الشتاء، بالإضافة إلى عوامل محلية أخرى، أبرزها توقف عدة محطات للطاقة النووية عن العمل، ما أثر على انتظام الإمدادات وتلبية الطلب.

وتلعب ألمانيا -التي تُعد أكبر مستوردي الفحم في أوروبا- دورًا حيويًا في الحركة العالمية لتجارة الفحم، وكذلك ثبات الأسعار.

كوب 26 - الفحم - توليد الكهرباء

واردات الفحم

توقعت رابطة مستوردي الفحم التابعة لاتحاد الصناعات الألمانية (في دي كيه) ارتفاع واردات الفحم الصلب خلال العام الجاري بنسبة 7.7% على أساس سنوي، إلى 42 مليون طن.

وكشفت بيانات أولية للرابطة زيادة واردات الفحم في ألمانيا -خلال العام الماضي- بنسبة 24.5% عن عام 2020، إذ استوردت ألمانيا ما يقارب 39 مليون طن من الفحم الصلب.

وزاد معدل إنتاج الكهرباء من المحطات العاملة بالفحم الصلب (المستورد)، التي تعمل بالتوازي مع المحطات العاملة بالفحم البُني المُنتج محليًا (الليغينت)، خلال العام الماضي، بنسبة 26.7% (54.3 مليار كيلوواط/ساعة).

وأرجعت الرابطة ارتفاع واردات الفحم الألمانية إلى عدة عوامل منها: زيادة معدل التعافي الاقتصادي، وكذلك ارتفاع أسعار الغاز في الأسواق العالمية، وتعويض فاقد الكهرباء الناجم عن غلق المحطات النووية.

وعزّزت العوامل المناخية من زيادة واردات الفحم الألمانية، بعدما شهد العام الماضي انخفاضًا في سرعة الرياح، ما دفع الدولة -الواقعة وسط غرب أوروبا- إلى اللجوء إلى مخزونات الفحم لتلبية الطلب على الإمدادات.

الفحم والأهداف المناخية

رغم السحب من المخزونات وزيادة واردات الفحم في ألمانيا فإن هناك توجهًا قويًا للتخلي عن دوره في مزيج الكهرباء، في محاولة للحد من الانبعاثات.

وكانت ألمانيا قد أعلنت رسميًا تخليها عن توليد الكهرباء من الفحم بحلول عام 2038 بحد أقصى، إلا أن هناك ضغوطًا لتحقيق هذا الهدف قبيل التواريخ المُعلنة، بدعم من حزب الخضر، الذي يهتم بالاستدامة البيئية وهو جزء من الحكومة الحالية.

وتتسق هذا الرؤية مع ما أعلنه وزير الاقتصاد والمناخ الألماني، روبرت هابيك، قبل أيام باستهداف زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء الألماني إلى 80% بحلول نهاية العقد الجاري.

وأوضح هابيك أن ألمانيا تُخطط للحصول على 572 تيراواط/ساعة، عبر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بحلول 2030، ما يعادل زيادة تتراوح بين 120 إلى 150% في إنتاج الكهرباء النظيفة.

خطط أوروبا لخفض الانبعاثات من قطاع الكهرباء
توربينات الرياح بالقرب من محطة كهرباء تعمل بالفحم بغرب ألمانيا - الصورة من موقع يورو نيوز

خطط "متسرعة"

في المقابل، وصفت رابطة مستوردي الفحم الخطط الرامية للتخلص منه وتعزيز حصص الطاقة المتجددة بصورة أكبر بأنها خطط "متسرعة" قد تسبب تعطلًا في الإمدادات، خاصة مع التعهد الألماني بالتوقف عن استخدام الطاقة النووية نهائيًا، بحلول نهاية العام الجاري.

وحذّرت الرابطة من تأثر أمن الإمدادات بوقف الفحم في ألمانيا خلال المواعيد المُعلنة رسميًا، مبدية تخوفها من فقدان الشبكات للإمدادات المستقرة (في إشارة إلى الفحم والطاقة النووية).

وذكرت الرابطة أن تلك الخطوة قد تُهدد بـ"التحول المفاجئ" في مصادر الكهرباء والتدفئة في ألمانيا، وفق رويترز.

وفقدت ألمانيا 4 آلاف ميغاواط يجري توليدها من الطاقة النووية، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ومن المقرر أن تفقد 4 آلاف ميغاواط أخرى نهاية العام الجاري، عقب قرارها بغلق المحطات النووية كافة.

ودافع رئيس مجلس إدارة الرابطة، ألكسندر بيث، عن مواصلة الاعتماد على الفحم في ألمانيا لإنتاج الكهرباء والحصول على التدفئة، مشيرًا إلى أنه يجب أن يبقى "خط انتقال" نحو الطاقة المتجددة مستقبلًا.

وأضاف أن إنتاج الكهرباء عبر المصادر المتجددة (الطاقة الشمسية وطاقة الرياح) ما زال غير متوقع حتى الآن.

ولفت بيث إلى أن وجود نقص في إمدادات الكهرباء -في ظل النقص العالمي لإمدادات الغاز، والإنتاج غير المتوقع لمحطات الطاقة النووية في فرنسا، رغم أن المحطات العاملة بالفحم تعمل بطاقتها الكاملة خلال فصل الشتاء- يؤكد أهمية عدم التخلي عن الفحم خلال المدة الحالية دون ضمان انتظام الإمدادات.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق