التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

تغير المناخ.. مشروعات قوانين لتحديث بيانات سقوط الأمطار في أميركا

أمطار وفيضانات غير مسبوقة بسبب ارتفاع الحرارة

حياة حسين

دفعت زيادة معدلات تساقط الأمطار التاريخية، والفيضانات الناجمة عنها في أميركا، باتجاه طرح مجموعة من مشروعات القوانين تفرض على المركز الإقليمي الشمالي الشرقي للمناخ "إن أوه إيه إيه"، تحديث بياناته كل 5 سنوات، بسبب تغير المناخ.

وكان آخرُ مشروعات القوانين تشريعًا يدعمه 24 من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، بينهم 20 ديمقراطيًا، و4 جمهوريين.

وتعتمد الولايات المتحدة على تقارير أطلس 14، التي يُصدرها المركز المعني ببيانات الأمطار، لوضع مخططات البناء والزراعة، لكن بياناته لم تُعدّل منذ عقود، رغم كوارث تغير المناخ.

إلا أن كوارث الفيضانات، بصفتها واحدة من نتائج تدهور معدلات تغير المناخ السريعة في السنوات الأخيرة، دقت ناقوس الإنذار.

قانون سبتمبر

أقر مجلس الشيوخ الأميركي مشروع قانون آخر بالإجماع في سبتمبر/أيلول الماضي، يقضي بتعديل بيانات المركز الإقليمي الشمالي الشرقي للمناخ "إن أوه إيه إيه" كل 10 سنوات.

وقال عضو رابطة مديري سهول الفيضانات، دافيد كونراد: إن "أطلس 14 يُعد مصدر الحكومة الفيدرالية لتوقعات هطول الأمطار".

وأطلس 14 عبارة عن مجموعة من التقارير، تحمل معلومات تاريخية عن كل ولاية أميركية بشأن تساقط الأمطار، وأماكنها، وأوقاتها، وتكون مدعمة برسومات توضيحية (غرافيك).

وأشار كونراد إلى أن تقارير أطلس 14 تمثّل مصدر معلومات لتصميمات الطرق والكباري ومواقع المصانع والسدود، ومقرات المحطات النووية، بالإضافة إلى أكواد المباني المحلية، وخريطة الفيضانات الفيدرالية.

استنتاجات مُقلقة

تغير المناخيشير آخر تقرير لعلماء المركز الإقليمي الشمالي الشرقي للمناخ "إن أوه إيه إيه"، إلى استنتاجين مقلقين، بشأن أمطار نيوجيرسي الأخيرة.

وأول الاستنتاجات هو توقعات بزيادة هطول الأمطار على الولاية الأميركية بنسبة 20% بحلول عام 2100.

والثاني هو عدم دقة البيانات المتوفرة لدى المركز بشأن الفيضانات في الولايات المتحدة.

وتوضح المؤشرات أن كلًا من إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، والكونغرس، تعتزمان تقديم تمويل مناسب إلى المركز، ليتسنى له وضع خرائط أدق لفيضانات أميركا، وتوقعاتها، وبما يعكس آثار تغير المناخ، حسبما ذكر موقع "إي إي نيوز".

إدراك المشرعين

تكشف مشروعات القوانين المدعومة من الحزبين الرئيسين في أميركا عن إدراك المشرعين في الولايات المتحدة، لزيادة معدلات الأمطار والأعاصير، وأهمية توفر معلومات دقيقة بشأنها للجميع، بدءًا بالمزارعين وحتى مخططي المدن.

وقالت عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري، ديبورا روس، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي: "إن بيانات الفيضانات غير الدقيقة تصنع فرقًا بين الحياة والموت في نورث كارولينا".

تقادم معلومات المركز المعني بتحديد خريطة الأمطار والفيضانات في الولايات المتحدة يثير قلق الكثيرين، إذ قال عضو الاتحاد الجيوفيزيقي الأميركي، ليكسي شولتز: "إذا لم يأخذ المركز في حسبانه تغير المناخ، فإن بنيتنا التحتية ستكون قديمة في اللحظة التي ندشنها فيها".

وأضاف أن تغير المناخ تسبب في ظاهرة يمكن تسميتها "قنابل الأمطار"، لأن ارتفاع الحرارة في المحيطات يسبب مزيدًا من المياه وبخار الماء المُعلق في الغلاف الجوي.

التغير المناخي
ذوبان الجليد القطبي أحد تداعيات الاحتباس الحراري

ذوبان الجليد

تؤدي ظاهرة الاحترار العالمي إلى ذوبان الجليد في المناطق الباردة في العالم، مثل القطبين الشمالي والجنوبي، وتهدد تلك الظاهرة بغرق عدد من المدن القريبة من شواطئ البحار والمحيطات، خلال السنوات المقبلة.

وظهرت آثار تغير المناخ في تقارير أطلس 14، لأول مرة في 2017، عقب إعصار "هارفي"، إذ شهدت منطقة جنوب شرق تكساس سقوط كميات قياسية من الأمطار.

وقبل إعصار هارفي، قال المركز إن أمطارًا سيصل ارتفاعها إلى 13 بوصة ستضرب المنطقة خلال 24 ساعة، لكنه عندما حدَّث معلوماته في 2018 أظهر أن ارتفاع الأمطار سيكون 18 بوصة في هيوستن.

وفي أغسطس/آب الماضي، ضربت فيضانات "كارثية" ولاية تينيسي، وتسببت في مقتل 21 شخصًا على الأقل.

وجاءت هذه الفيضانات نتيجة أمطار غزيرة، وُصفت بـ"التاريخية"، إذ كشفت الأرصاد الجوية أن "ما بين 22 و43 سنتيمترًا من الأمطار سقطت على وسط تينيسي، خلال 6 ساعات"، وفق "فرانس 24".

تحديث البيانات

تعتمد ولاية تكساس-حاليًا- على تحديثات المركز الأخيرة لوضع معايير رسم خريطة الفيضانات وإعادتها، إلا أن المركز كان سيجنّب أميركا خسائر في المنازل تُقدر بنحو 140 مليار دولار بسبب "هارفي"، إذا كان قد حدث بياناته من قبل.

كما تُحدِّث ولاية نيوجيرسي -آخر ضحايا الفيضانات التي ضربتها قبل شهرين- بياناتها، لأنها تخشى الاعتماد على بيانات المركز، التي وصفها كونراد بأنها "عفا عليها الزمن".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق