مصر تحقق قفزة في إنتاج النفط خلال شهر أكتوبر
وتراجع إنتاج الغاز بسبب حقل ريفين
دينا قدري
شهد إنتاج النفط في مصر ارتفاعًا ملحوظًا خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول؛ ما يعكس تكثيف الشركات المنتجة -بصفة خاصة أباتشي الأميركية- لنشاطها خلال المدّة الأخيرة في انتظار الموافقة على عقود جديدة.
إذ ارتفع إنتاج النفط المصري (الخام) إلى 474 ألف برميل يوميًا لشهر أكتوبر/تشرين الأول، مع زيادة إنتاج منطقة الصحراء الغربية الرئيسة أيضًا إلى 243 ألف برميل يوميًا (275 ألف برميل يوميًا، بما في ذلك المكثفات).
إلّا أن إنتاج الغاز في الصحراء الغربية أظهر مكاسب جوهرية أكثر من إنتاج النفط في الأشهر الأخيرة، إذ ارتفع إنتاج شهر أكتوبر/تشرين الأول إلى 1.055 مليار قدم مكعّبة، بزيادة نحو 90 مليون قدم مكعّبة يوميًا عن أدنى مستوى منذ عدّة عقود عند 967 مليون قدم مكعّبة يوميًا في أغسطس/آب.
عوامل زيادة الإنتاج
في الوقت الحالي، ما يزال إنتاج مصر من النفط الخام مرتفعًا بشكل طفيف عن أدنى مستوى في 40 عامًا عند 471 ألف برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول، حسبما أفادت مجلة "ميس" الاقتصادية.
إذ ارتفع إنتاج النفط المصري -بما في ذلك المكثفات- إلى 572 ألف برميل يوميًا لشهر أكتوبر/تشرين الأول، بزيادة بمقدار 7 آلاف برميل يوميًا عن أدنى مستوى في أغسطس/آب في 40 عامًا، بحسب "ميس".
وارتفع إجمالي إنتاج النفط في سبتمبر/أيلول بفضل مكثفات البحر الأبيض المتوسط، التي وصل إنتاجها إلى مستوى قياسي بلغ 61 ألف برميل يوميًا.
إلّا أن هذه المكاسب انعكست إلى حدٍ كبير في أكتوبر/تشرين الأول، بسبب الانقطاعات في حقل ريفين التابع لشركة بي بي، إذ كان هذا الحقل هو المصدر الرئيس للمكاسب بإجمالي إنتاج المكثفات في مصر منذ بدايته في أبريل/نيسان.
نشاط أباتشي
أكدت أباتشي -في نتائجها للربع الثالث من العام في 4 نوفمبر/تشرين الثاني- أنها رفعت عدد حفاراتها في الصحراء الغربية إلى 11، من 5 حفارات في وقت سابق من هذا العام، وتخطط لزيادة النشاط في العام المقبل.
وبلغ العدد الإجمالي لمنصات الحفر في الصحراء الغربية 58 منصة في أكتوبر/تشرين الأول، بزيادة 19 منصة عن العام السابق، ولكن ما يزال أقلّ بكثير من مستويات 2018-2019.
وبعد الموافقة البرلمانية الأخيرة، تأمل أباتشي أن تحصل البنود الجديدة على الموافقة النهائية من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بحلول نهاية العام، وفقًا لما ذكرته "ميس".
وقالت شركة أباتشي -في نتائجها-، إن إنتاجها الإجمالي في مصر قد "بدأ بالارتفاع" من أدنى مستوياته في الربع الثالث من العام.
وبلغ أدنى مستوى في 12 عامًا عند 134.900 برميل يوميًا للنفط، وأدنى مستوى في 13 عامًا عند 564 مليون قدم مكعّبة يوميًا للغاز.
إنتاج إيني وكيرن
من جانبها، أعلنت شركة إيني الإيطالية -منتج مهم آخر في الصحراء الغربية بنحو 42 ألف برميل يوميًا- أن شروط الامتياز الجديدة التي جرى توقيعها في وقت سابق من هذا العام ستفتح حملة تنقيب وتطوير مكثفة.
وهناك مصدر رئيس محتمل آخر لزيادة النشاط والإنتاج بحلول عام 2022، هو العدد الكبير من أصول الصحراء الغربية، التي اشترتها شركة كيرن البريطانية والشريك المصري شيرون مؤخرًا من شل.
وصرّحت كيرن بأنها ستعمل مع شيرون على تكثيف الاستثمار في الحقول خلال النصف الأول من عام 2022.
خطط فاروس إنرجي
قالت شركة فاروس إنرجي البريطانية، في 22 نوفمبر/تشرين الثاني، إنها "استأنفت الحفر" تحسبًا للموافقة الوشيكة على شروط الامتياز الجديدة التي ستطبّق بأثر رجعي.
فاروس -التي تشغّل امتياز الفيوم في الصحراء الغربية بقدرة 3700 برميل يوميًا- بصدد بيع 55% من حصة المشغّل إلى شركة آي بي آر الأميركية.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة فاروس، إد ستوري: إن "برنامج تطوير حفر الآبار الثلاث الذي بدأ مؤخرًا سيساعد على زيادة الإنتاج قبل البرنامج الرئيس متعدد السنوات ومتعدد الآبار الذي سيجري العمل به بعد الانتهاء من صفقة آي بي آر".
وتمتلك الشركة خططًا طموحة لزيادة الإنتاج إلى 13 ألف برميل يوميًا بحلول عام 2023.
انخفاض إنتاج الغاز
كانت موجة الانقطاعات الأخيرة في حقل ريفين التابع لشركة بي بي السبب الرئيس لتراجع إنتاج مصر من المكثفات لشهر أكتوبر/تشرين الأول، وفي تراجع إنتاج الغاز -أيضًا-.
ويشكّل ريفين المرحلة الثالثة من مشروع غرب دلتا النيل الذي تشغّله بي بي، وبدأ الإنتاج متأخرًا في أبريل/نيسان من هذا العام، بعد تأخير دام 16 شهرًا، وعانى من انقطاعات عديدة في الأشهر الأخيرة وفقًا لـ"ميس".
وانخفض إجمالي إنتاج البلاد من الغاز بمقدار 300 مليون قدم مكعّبة من الرقم القياسي المسجّل في سبتمبر/أيلول -الذي بلغ 7.193 مليار قدم مكعّبة- إلى 6.895 مليار قدم مكعّبة في أكتوبر/تشرين الأول.
وفي حين كون أرقام الإنتاج ليست متاحة حتى الآن لشهر نوفمبر/تشرين الثاني، فإن انخفاض صادرات الغاز الطبيعي المسال يشير إلى أن إنتاج الغاز قد انخفض أكثر، بحسب "ميس".
وجاء التراجع الأخير في الإنتاج بعد تعافي الإنتاج إلى حدٍ كبير من سلسلة من مشكلات تسرّب المياه في حقل ظهر -بقدرة 21.5 تريليون قدم مكعّبة- في وقت سابق من العام.
عطاءات دون فائزين
في الوقت الذي ما يزال فيه الإنتاج الإجمالي لمصر بالقرب من مستويات قياسية على الرغم من الانقطاعات الأخيرة، فإن البلاد ستكون بحاجة شديدة لرؤية المشكلات في الحقول الرئيسة المنتجة ليجري حلّها عاجلًا وليس آجلًا، إذ تتطلع لجذب المزيد من الاستثمار في الخارج.
ومما يثير القلق إغلاق جولة عطاء لـ9 كتل بحرية في 30 سبتمبر/أيلول، وحتى الآن لم يُعلَن أيّ فائزين محتملين.
وأشارت "ميس" إلى أن عددًا من شركات النفط الدولية الرئيسة النشطة في مصر تجنّبت تقديم العطاءات لأيّ كتل.
موضوعات متعلقة..
- مصر تستهدف استثمارات بـ5 مليارات دولار في قطاع النفط خلال 3 سنوات
- قطر للطاقة تستحوذ على حصة من امتياز شل في مصر
- منتدى غاز شرق المتوسط.. مباحثات مصرية أميركية حول آخر التطورات
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية تخفض تقديرات نمو الطلب العالمي على النفط في 2022
- الغاز الإيراني.. مسؤول عراقي يبرر عدم التزام طهران بضخ الإمدادات
- 7 أسهم سيارات كهربائية مرشحة للنمو بشكل كبير