التقاريرتقارير الغازتقارير النفطسلايدر الرئيسيةغازنفط

شيرون تكشف خطط ما بعد الاستحواذ على أصول شل في مصر

هبة مصطفى

اقرأ في هذا المقال

  • إنتاج شيرون زاد إلى 130 ألف برميل مكافئ يوميًا عقب صفقة الاستحواذ
  • العمل على إعادة إنتاج بدر الدين للبترول إلى 120 ألف برميل يوميًا
  • شيرون أصبحت ضمن أكبر 4 مشغّلين للاستكشاف والإنتاج في مصر
  • الشركة تخطط لحفر 200 بئر جديدة خلال الـ5 سنوات المقبلة
  • زيادة منصات الحفر من 2 إلى 5 منصات، العام المقبل
  • استخدام تقنيات المراقبة عن بُعد والذكاء الاصناعي والنانوتكنولوجي

كشف الرئيس التنفيذي لشركة شيرون، ديفيد توماس، أن معدل إنتاج الشركة زاد إلى ما يتجاوز 130 ألف برميل نفط مكافئ يوميًا عقب استحواذها على أصول شركة شل في الصحراء الغربية.

وأوضح أن زيادة الإنتاج إلى هذا الحدّ، دفعت شيرون لتصبح ضمن أكبر 4 مُشغّلين لاستكشاف وإنتاج النفط في مصر.

جاء ذلك خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة إيجيبت أويل آند جاز، إذ تطرّق إلى التقنيات الحديثة التي تستخدمها الشركة وسُبل السلامة البيئية وموقف الحكومة والهيئات المصرية من استثمارات النفط والغاز.

وكانت شيرون بتروليوم وشركة كيرن إنرجي قد استحوذتا على أصول شل في مصر المتمثلة بأصول المنبع في الصحراء الغربية، في أواخر سبتمبر/أيلول الماضي.

وبموجب صفقة الاستحواذ، حصلت شيرون وكيرن على الأصول البرّية لشركة شل في مصر، مقابل 926 مليون دولار أميركي، وتضم 13 امتيازًا بريًا بجانب حصتها في شركة بدر الدين للبترول "بابيتكو".

وكانت شركة شل في مصر قد وقّعت خلال مارس/آذار الماضي اتفاق البيع مع شيرون وكيرن إنرجي، بقيمة 646 مليون دولار، بالإضافة إلى دفعات تصل إلى 280 مليون دولار حتى عام 2024، تتعلق بأسعار النفط ونتائج الاستكشافات، وفق بيان لشل حينها.

وتعمل شل في مصر منذ 1911، ويشمل نشاطها التنقيب عن النفط وإنتاجه وتسويق الغاز والمنتجات البترولية والتوزيع.

ومنذ سبتمبر/أيلول، لم تُعلن شيرون خطتها لإدارة تلك الأصول والامتيازات، غير أن الرئيس التنفيذي للشركة ديفيد توماس أعلن تلك الخطط نحو زيادة الإنتاج وإستراتيجيات عمليات الاستحواذ المقبلة.

زيادة الإنتاج

قال ديفيد توماس -خلال المقابلة-، إن عملية الاستحواذ دفعت باتجاه تنوّع محفظة أصول شيرون، بجانب السعي لاستكمال أعمال الشركة في خليج السويس والدلتا، عبر إنشاء منطقة استثمار طويلة الأجل في الصحراء الغربية.

وكشف توماس عن ­أن التغير في حجم استثمارات الشركة في مصر فتح المجال لها أمام فرص الاستكشاف والتطوير ونقل التقنيات والتطابق التشغيلي.

ولفت إلى أن الاستحواذ على أصول شركة شل في مصر أتاح لشيرون بعض العلاقات المهمة مع شركة التشغيل المشتركة بدر الدين للبترول "بابيتكو" وشركاء المشروع التشغيلي ومع تُجّار النفط العامّ وفي المجتمع المالي.

وقال توماس، إن الحكومة المصرية وثقت بشركتَي شيرون وكيرن إنرجي –شريكة شيرون في عملية الاستحواذ-، وهذا مما يزيد من الشعور بالمسؤولية، وفق قوله.

وأوضح أن شيرون وكيرن إنرجي ستعكفان على زيادة الاستثمارات من خلال محفظة بابيتكو وزيادة الإنتاج لتلبية الطلب على الطاقة.

خطط مستقبلية

حول خطط الاستكشاف والإنتاج لأصول شيرون خلال السنوات الـ5 المقبلة، كشف توماس أن السنوات المقبلة ستحمل مزيدًا من التطور، مشيرًا إلى أن شيرون تطمح إلى إعادة إنتاج بدر الدين للبترول إلى 120 ألف برميل يوميًا العام المقبل، والتوصل لمستويات لم تتحقق بصورة مستدامة منذ 2018.

وقال، إنه يتوقع بمزيد من التقييم والنجاح للحفر الاستكشافي، أن تتجاوز زيادات الإنتاج حد 120 ألف برميل يوميًا.

مشروع الصحراء الغربية الخاص بـ شل قبل صفقة الاستحواذ - الصورة من صحيفة روسيا اليوم
مشروع الصحراء الغربية الخاص بـ شل قبل صفقة الاستحواذ - الصورة من صحيفة روسيا اليوم

وأشار إلى أن تحقيق تلك الزيادة يتطلب استثمارًا سريعًا للأصول، مضيفًا أن الهيئة المصرية العامة للبترول وشركة بدر الدين وشركاء شيرون يقدّمون الدعم اللازم لذلك.

وكشف أن كل تلك الهيئات تُخطط لزيادة منصات الحفر من منصتين إلى 5، مع الحرص على توفير وحدات إضافية لأعمال الصيانة، بداية العام المقبل.

وشدد على أن شيرون تستهدف استكمال أعمال ما يزيد عن 200 بئر جديدة خلال السنوات الـ5 المقبلة، مشيرًا إلى إمكان الحفاظ على مستوى نشاط الحفر في ظل البيئة الحالية للشركات.

وفسّر ذلك بأن إحدى تلك الحفّارات سوف تتجه لحفر آبار استكشافية ضمن امتيازات الاستكشافات الـ3 الجديدة ضمن محفظة الأصول، خلال النصف الثاني من العام المقبل.

وتعكف كيرن إنرجي –شريك شيرون في عملية الاستحواذ على أصول شل- على تشغيل كتل الامتيازات الثلاثة، إذ تتمتع كيرن بإمكانات استكشاف مناسبة، وفق قوله.

وبجانب برنامج الحفر، تُنفّذ شيرون عدّة مشروعات لها علاقة بالمرافق والخدمات، مثل إزالة الاختناقات عن خطوط التدفق، وعودة اكتشافات الغاز للبنية التحتية.

تقنيات حديثة

ردًا على تساؤل حول التقنيات الحديثة التي تنتهجها شيرون في مشروعات أصولها، قال توماس، إن شركته تسعى لتطبيق التقنيات الجديدة، مستشهدًا باستخدام شيرون خطوط أنابيب مُركّبة في شركة شمال البحرية للبترول "نوربتكو" وجنوب رمضان.

وأسهمت خطوط الأنابيب المُركّبة بخفض تكلفة التركيب والمشتريات، كما طوّرت إمكان خطوط التدفق للتشغيل طويل المدى.

وفيما يخصّ عمليات الحفر والتنقيب، تلجأ شيرون لإدارة العمليات بمراقبة البيانات عن بُعد، بجانب استخدامها أدوات الحفر الموجهة.

وتكمن أفضلية المراقبة والتحكم عن بُعد، في تيسير حفر آبار اتجاهية دون دعم متخصص في موقع البئر.

وأضاف توماس أن شيرون تستخدم تقنيات أخرى، مثل الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لقراءة البيانات الزلزالية، واستخدام النانوتكنولوجي في استخراج النفط بصورة مُحسّنة في المكسيك.

خطط الاستحواذ

تحدّث ديفيد توماس -خلال اللقاء- عن خطط الاستحواذ، وأشار إلى أن شيرون دائمًا تخطط للمستقبل، واضعةً عمليات الاستحواذ نصب عينيها، موضحًا أن شركته تعمل خارج مصر في المكسيك ورومانيا.

وأضاف أن عملية الاستحواذ الأخيرة على أصول شل بالصحراء الغربية دفعت شيرون لتركيز أعمالها في مصر، بينما لم يستبعد إمكان دخول شركته في مشروعات دولية أخرى.

وأكد أن أولوية شيرون -حاليًا- تتركز في دعم مشروعات شركة بدر الدين للبترول "بابيتكو"، من أجل دعم محفظة الأصول الجديدة، وتعزيز نمو المشروعات الإستراتيجية الأخرى، وهي: (تطوير حقل نفط غيسيم جي إن إن، وتطوير حقل غاز ويب، ومشروع التدفق المائي شمال البحرية)، إذ تُركّز شيرون على تعزيز مستويات وكميات الإنتاج.

شيرون

الاستثمار في مصر

وصف الرئيس التنفيذي لشركة شيرون، ديفيد توماس، الاستثمار في مصر بأنه مُشجع للغاية، مشيرًا إلى أن الاقتصاد المصري لديه القدرة على تحمّل الأزمات التي فرضتها جائحة كورونا، وأن الحكومة المصرية سعت للتوازن بين الجوانب الاجتماعية وتحفيز الشركات.

وأشار إلى أن التضخم أصبح تحت السيطرة في مصر، وأن الاحتياطي النقدي مستقر، متوقعًا نمو الناتج المحلي الإجمالي.

وفيما يخص صناعة النفط والغاز في مصر، أشاد توماس بدور ودعم وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية، والهيئة المصرية العامة للبترول، والشركة المصرية القابضة للغاز الطبيعي "إيغاز"، وشركة جنوب الوادي المصرية القابضة للبترول "جنوب".

وأكد أن تلك الهيئات ترحّب بالمناقشات وطرح الحلول لتعزيز الاستثمار والإنتاج، مشيرًا إلى أن مصر تعدّ منطقة جاذبة للاستثمارات في صناعة النفط والغاز، بامتلاكها نظامًا ماليًا وتنظيميًا مستقرًا.

توقيت الصفقة

تناول اللقاء مع ديفيد توماس، توقيت الاستثمار، ورأى توماس أن هذا التوقيت جاء نتيجة طبيعية لتطور استثمارات شيرون في الاستكشاف والإنتاج بمصر منذ ما يزيد عن 30 عامًا، مشيرًا إلى أن شركته كثفت عمليات الاستحواذ بالتوازي مع عمليات التطوير والاستكشاف.

وقال: "طوال تلك السنوات، اكتسبت شيرون خبرة في تقنيات إدارة الحقول بخليج السويس، وفي حقول الصحراء الغربية -مؤخرًا-، إذ أضافت شيرون ما يزيد عن 50% إلى إنتاج حقول شمال البحرية منذ تولّيها العمل بالحقول عام 2017".

وأوضح أن مواصلة شيرون نموّها بما يلائم إستراتيجيتها الاستثمارية وقدرتها التشغيلية جعلها مستعدة للاستحواذ على أصول شل.

وأضاف أن شيرون تنظر إلى الإمكانات الكبيرة الصاعدة لامتيازات الأصول، والتي يمكن الوصول إليها من خلال أعمال الحفر والصيانة وتطوير تدفق المياه، وإزالة الاختناقات، وإجراء تقييمات ميدانية وأنشطة الاستكشاف، وكذلك وفرة رأس المال.

وأكد أن عمل شيرون مع شركة بدر الدين للبترول -المعروفة باسم بابيتكو- أكسبها ثقة في إدارة الأصول بأمان وعلى نحو فاعل، إذ إن بابيتكو تعدّ واحدة من أكثر شركات التشغيل المشتركة في مصر قدرةً وتميزًا.

النفط - مصر

السلامة البيئية

تحدث توماس -خلال اللقاء- عن الجوانب البيئية خلال عمل شركة شيرون، وأوضح أنه في خضم المشروعات التي تنفّذها، تهدف شيرون للحفاظ على السلامة البيئية وبرنامج الاستدامة العالمي، مؤكدًا أن تقرير السلامة لشركة بدر الدين للبترول جيد، و"ستسعى شيرون إلى زيادة جودته".

بالإضافة لذلك، تعتزم شيرون تبنّي مبادرات تهدف لخفض الانبعاثات والقضاء على الحرق، وخفض استخدام وقود الديزل في توليد الكهرباء، والتخلص من المياه الناتجة عن الحقول.

وتناول توماس بالحديث بعض عوامل نجاح التشغيل الميداني، مشيرًا إلى أن مفتاح النجاح في بيئة التشغيل المصرية يبرز من خلال العمل المشترك برؤية مشتركة، ما يحفّز العاملين على التطور المستمر.

ودعا توماس لمتابعة أداء إدارة الصحة والسلامة واتّباع السياسات والمعايير الملائمة لتطبيقها باستمرار، مشيرًا إلى أن الحل الأمثل يكمن في أنظمة لإدارة سلامة الأصول، بإجراء عمليات تدقيق وفحص وصيانة وقائية.

وأكد أنه بتوافر تلك الأساسيات، يمكن لشيرون إضافة استثمارات تطوير أماكن التخزين، واتّباع التقنيات الجديدة، وإجراء تعاقدات وعمليات مشتريات.

ولفت توماس إلى أهمية التوازن بين التحكم في التكلفة وعقد استثمارات تتعلق بالسلامة البيئية وضمان الكفاءة التشغيلية على المدى الطويل.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق