التقاريرتقارير الطاقة النوويةتقارير الغازتقارير الكهرباءرئيسيةطاقة نوويةعاجلغازكهرباء

أسعار الغاز تدفع الحكومات لمواصلة تشغيل المحطات النووية

مايكل شلينبرغر: الاعتماد الكبير على الطاقة المتجددة يهدد إمدادات الكهرباء

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • أزمة ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي زعزعت الثقة بتصريحات دعاة مصادر الطاقة المتجددة
  • الاعتماد المفرط على مصادر الطاقة المتجددة لا يُعَد السبب الوحيد لارتفاع أسعار الطاقة
  • أدى الانتعاش الاقتصادي بعد الوباء إلى ارتفاع الطلب على الطاقة
  • %70 من الكوريين الجنوبيين طالبوا بأن تحافظ بلادهم على الكهرباء النووية أو توسعها

لا تزال تكاليف الكهرباء المرتفعة نتيجة ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا تمثل عبئًا متزايدًا على شرائح واسعة من المجتمع، حيث يتوقع محللون أن يعاني العمال في أوروبا عدم تحمّل مصاريف التدفئة في أشهر الشتاء المقبل شديدة البرودة.

ورغم تأكيدات الحكومات الأوروبية على إيجاد حلول تخفف عن مواطنيها تداعيات ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي والكهرباء؛ فإن بعض الدراسات تشير إلى أن نحو 3 ملايين عامل أوروبي لن يتمكنوا من سداد فواتير التدفئة في الأشهر المقبلة.

وتسببت عوامل شتى في ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا، كان أبرزها انتعاش النشاط الاقتصادي بعد تفشي وباء كورونا وازدياد الطلب على الطاقة، وكذلك نقص توليد الكهرباء بتوربينات الرياح التي شهدت مدة سكون مؤخّرًا ونقص إمدادات الغاز من المورِّدين الأساسيين.

إضافة لذلك، أدى صقيع فصل الربيع وبرودة فصل الشتاء إلى استنفاد احتياطيات الغاز الطبيعي، ما تسبب في صعود أسعار الكهرباء إلى معدلات قياسية.

وتطرّق الكاتب الأميركي مايكل شلينبرغر -وهو عالم بيئي تبنى خيار الطاقة النووية حلًا لمشكلة تغير المناخ- إلى جوانب وانعكاسات هذه الأزمة في مقال بعنوان "الارتفاع المتصاعد في أسعار الغاز الطبيعي يخلق فرصة جديدة للطاقة النووية"، نشره على موقعه الإلكتروني الخاص قبل أيام.

تَراجُع الثقة بمصادر الطاقة المتجددة

قال مايكل شلينبرغر إن خبراء الطاقة أكدوا مرارًا وتكرارًا لصانعي السياسات في جميع أنحاء العالم، طوال العقد الماضي، أن زيادة استخدام مصادر الطاقة المتجددة، مع إغلاق المحطات النووية، ستجعل إمدادات الطاقة أكثر أمانًا، إضافة إلى انخفاض الأسعار.

وأضاف أن أولئك الخبراء أشاروا إلى انخفاضات جذرية في أسعار الألواح الشمسية وتوربينات الرياح والغاز الطبيعي وبطاريات الليثيوم، وذلك إثباتًا لمواقفهم.

بايدن - الكاتب الصحفي الأميركي مايكل شلينبرغر
الكاتب الصحفي الأميركي مايكل شلينبرغر

وأوضح أن هذه التأكيدات والتطمينات أصبحت موضع تساؤل في ظل ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في جميع أنحاء العالم؛ ما أدى إلى احتجاجات في الشوارع وأسهم في التضخم.

وذكر، نقلًا عن مقال نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، قبل أيام، أن التباطؤ المفاجئ في إنتاج الكهرباء بطاقة الرياح قبالة سواحل المملكة المتحدة في الأسابيع الأخيرة قد أثر في أسواق الطاقة الإقليمية، ولهذا جرى استدعاء محطات الكهرباء التي تعمل بالغاز والفحم لتعويض النقص.

وبيّن أن أزمة ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي زعزعت ثقة صناع السياسة بالتصريحات الوردية التي يطلقها دعاة مصادر الطاقة المتجددة.

الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة

ألمح الكاتب الأميركي مايكل شلينبرغر إلى أن الاعتماد المفرط على مصادر الطاقة المتجددة لا يُعَد السبب الوحيد وراء وصول أسعار الطاقة إلى مستويات قياسية عالية في أوروبا؛ فقد أدى الانتعاش الاقتصادي بعد الوباء إلى ارتفاع الطلب على الطاقة.

وقال إن موجة الجفاف في الدول الإسكندنافية أدت إلى انخفاض الطاقة الكهرومائية المتاحة للتصدير؛ كما أدى انخفاض عمليات التنقيب عن الغاز الجديدة بعد عام 2015، وقلة مخزون الغاز الطبيعي المتوافر بعد شتاء قارس من المتوقع، إلى لعب دور في ذلك.

وأكد أن الاعتماد الكبير على مصادر الطاقة المتجددة في أوروبا والولايات المتحدة جعل إمدادات الكهرباء أكثر عرضة لتقلب الأسعار؛ حيث دفع ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي حاليًا إلى صعود مستمر في أسعار الكهرباء والعودة إلى أقذر أشكال إنتاج الكهرباء، بما في ذلك الديزل والفحم.

توليد الكهرباء بالطرق التقليدية

قال مايكل شلينبرغر، إن العودة إلى توليد الكهرباء بالفحم كانت لافتة في ألمانيا؛ حيث كانت الكهرباء الناتجة عن طاقة الرياح أقل بنسبة 20% في ألمانيا في النصف الأول من عام 2021 مقارنة بالنصف الأول من عام 2020.

وأضاف أن ذلك أدى إلى زيادة استخدام الوقود الأحفوري بنسبة 24%، وانطلاق انبعاثات أكبر بنسبة 28% من الكهرباء؛ وكان الفحم المصدر الأول للطاقة لتوليد الكهرباء في ألمانيا في النصف الأول من عام 2021؛ حيث مثل 27% من إجمالي الكهرباء.

وأشار إلى أن أيرلندا اضطرت، في الأسبوع الماضي، إلى التحذير من انقطاع التيار الكهربائي بسبب نقص التوليد.

وبيّن أن هدوء الرياح في بريطانيا دفع مشغل شبكة الكهرباء لديها إلى مطالبة عملاق الكهرباء الفرنسي "إليكترسيتيه دو فرانس" بإعادة تشغيل مصنع للفحم في مدينة نوتينغهام شاير.

متظاهرون ضد التضخم وارتفاع تكاليف الكهرباء والغاز الطبيعي
متظاهرون ضد التضخم وارتفاع تكاليف الكهرباء والغاز الطبيعي

وذكر أن الهيئات التنظيمية لقطاع الكهرباء في ولاية كاليفورنيا الأميركية طلبت إذنًا من الحكومة الفيدرالية، في الأسبوع الماضي، لانتهاك لوائح تلوث الهواء بحيث يمكن لمحطات الوقود الأحفوري، بما في ذلك محطات الديزل أن تعمل أكثر مما كان متوقعًا.

وأشار إلى أن أسعار الجملة للغاز الطبيعي في أوروبا حاليًا أعلى 5 مرات مما كانت عليه في المدة نفسها من عام 2019؛ حيث أدى ارتفاع أسعار الكهرباء إلى خروج المتظاهرين الإسبان إلى الشوارع.

وأضاف أن هيئات تنظيم الطاقة في بريطانيا سمحت للمرافق برفع أسعار الكهرباء بنسبة 12%، كما وصلت أسعار الطاقة في ألمانيا إلى أعلى مستوى لها منذ 13 عامًا.

ونقل كاتب المقال عن أحد المحللين قوله إن آسيا تشهد توازنًا في سوق الطاقة من خلال ازدياد توليد الكهرباء بالفحم والنفط مقارنة بالسنوات الأخيرة، وبلغت أسعار الغاز أعلى مما هي عليه في أوروبا؛ حيث إن دولًا مثل بنغلاديش وباكستان تستهلك الكثير من النفط لتوليد الكهرباء.

دور محطات الطاقة النووية

قال كاتب المقال، مايكل شلينبرغر، إن الدعم للحفاظ على تشغيل المحطات النووية يتزايد الآن في بلجيكا وكوريا الجنوبية وكاليفورنيا وحتى ألمانيا.

وأشار إلى أنه على الرغم من أن صناعة بناء المفاعلات النووية الكورية التي كانت مصدر فخر لكوريا فيما مضى قد تعرضت لأضرار بالغة وجرى إغلاق وإلغاء عدة مفاعلات؛ فإن الشعور المؤيد للطاقة النووية مرتفع.

وبيّن أن استطلاعًا أُجري في وقت سابق من هذا الشهر، أظهر أن 70% من الكوريين الجنوبيين طالبوا بأن تحافظ بلادهم على الكهرباء النووية أو توسعها، بما في ذلك 80% من المفاعلات التي تقل أعمارها عن 30 عامًا.

وأوضح أن عضو البرلمان الأوروبي عن بلجيكا، أسيتا كانكو، دعت على شاشات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي إلى الحفاظ على تشغيل جميع محطات بلجيكا النووية.

وذكر أن 300 ناشط مؤيد للطاقة النووية احتشدوا، مؤخّرًا، في تظاهرة "تأييد الطاقة النووية" أمام محطة السكك الحديدية المركزية في مدينة بروكسل، وطالبوا بإنقاذ المحطات النووية في جميع أنحاء العالم.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق