التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير التكنو طاقةتقارير منوعةتكنو طاقةسلايدر الرئيسيةعاجلمنوعات

الأسعار والتهديدات المناخية تدعم تكلفة تقنية احتجاز الكربون

توقعات بوصول أسعار الكربون إلى 118 دولارًا بحلول 2025

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • أصبحت تقنية احتجاز الكربون فعالة من حيث التكلفة مع ارتفاع أسعار الانبعاثات
  • تعتمد التكاليف على موقع المشروع والتقنية المستخدمة، ويقارن ذلك بالتكلفة الحالية لتصاريح التلوث
  • تسعير الكربون يدفع الصناعات إلى التوجه نحو تبنّي التقنية في وقت أقرب

في ديسمبر/كانون الأول الماضي، اتفقت 8 من كبريات شركات الطاقة العالمية على تطبيق حزمة من مبادئ تحوّل الطاقة في مشروعاتها إسهامًا منها بإرساء وتعزيز تقنية احتجاز الكربون.

وشملت الشركات: "شل" العالمية و"بي بي" البريطانية و"توتال" الفرنسية و "ريبسول" الإسبانية و"أوكسيدنتال بتروليوم" الأميركية و"إكوينور" النرويجية و"غالْب" البرتغالية و"إيني" الإيطالية. وتُعدّ هذه الشركات، بمقتضى الاتفاق، حرة في إزالة الكربون وفقًا لإستراتيجياتها الخاصة، حسبما نشرته وكالة أرغوس حينها.

انتشار تقنيات احتجاز الكربون

أفاد موقع "وورلد أويل"، قبل أيام، نقلًا عن وكالة بلومبرغ، أن تكلفة إطلاق الكربون لم ترتفع في أوروبا أعلى من قيمتها الحالية، إلّا أنها مهيأة لمواصلة الزيادة، ما يخلق نقطة تحول، إذ يصبح منع الانبعاثات بديلًا اقتصاديًا قابلًا للتطبيق.

وأضاف أن تقنية احتجاز الكربون تُستخدم حاليًا في أستراليا وأميركا الشمالية، إضافة للمشروعات الكبيرة قيد التطوير في النرويج وهولندا والمملكة المتحدة، فقد أصبحت تقنية احتجاز الكربون فعالة من حيث التكلفة مع ارتفاع أسعار الانبعاثات.

سوق أدوات احتجاز الكربون

وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، كانت تقنية احتجاز الكربون موجودة منذ عقود، ومستخدمة في بعض الصناعات، لكنها لا تزال باهظة الثمن، إذ تصل تكلفتها إلى 120 دولارًا للطن في قطاع إنتاج الإسمنت وتوليد الكهرباء.

وتعتمد التكاليف على موقع المشروع والتقنية المستخدمة، ويقارن ذلك بالتكلفة الحالية لتصاريح التلوث البالغة 55 يورو (64.28 دولارًا) للطن.

وبيّن بنك "كريدي سويس غروب" أن سوق أدوات احتجاز الكربون يمكن أن تصل إلى 2 تريليون دولار إذا استُخدِمَت لخفض التلوث من الصناعات الثقيلة.

ونتيجة زيادة الكربون بأكثر من الضعف في العام الماضي، ومن المرتقب أن تصل الأسعار إلى 100 يورو (118 دولارًا) في منتصف هذا العقد، أصبحت تقنية الاحتجاز أخيرًا سائدة جرّاء ضغط الحكومات للوصول إلى الحياد الكربوني.

وقالت رئيسة برنامج استخدام وتخزين الكربون في وكالة الطاقة الدولية، سامانثا ماكولوتش، إن تسعير الكربون يدفع الصناعات إلى التوجه نحو تبنّي التقنية في وقت أقرب.

وأضافت أن تزايد محفظة مشروعات احتجاز واستخدام وتخزين الكربون "سي سييو إس" في أنحاء العالم يؤدي دورًا مهمًا في تحسين هذه التقنيات وخفض التكاليف ودعم التوسع.

وأشارت شركة وود ماكينزي الاستشارية إلى أن هذه العملية تقوم بسحب ثاني أكسيد الكربون من الوقود الأحفوري، وضغطه، ونقله، ثم تخزينه في مكامن نفطية مستنفدة تحت سطح البحر.

ازدياد عدد المشروعات

ارتفع عدد المشروعات المخطط لها في جميع أنحاء العالم 6 أضعاف منذ عام 2019، إلى 300 (350.60 دولارًا).

ووفقًا لمؤسسة بنك أو أميركا، يمكن أن تصل أسعار الكربون إلى 100 يورو (116.87 دولارًا) بحلول عام 2025.

وسيصبح استخدام الغاز الطبيعي على المدى الطويل، عند هذا المستوى، مجديًا أكثر بالنسبة لبعض القطاعات التي تستخدم الغاز الطبيعي لاحتجاز انبعاثاتها بدلًا من دفع المال مقابل الحصول على تصاريح لإطلاقها.

محطة لتخزين واحتجاز الكربون
محطة لاحتجاز وتخزين الكربون

وقال نائب رئيس مجلس إدارة شركة كي بي إم جي البرتغالية، المسؤول السابق في حكومة المملكة المتحدة المسؤول عن احتجاز الكربون، سايمون فيرلي، إن من الواضح أن سعر الكربون البالغ 100 يورو (116.87 دولارًا) سيغيّر اللعبة.

جدير بالذكر أن النرويج وهولندا تتصدران أنشطة احتجاز الكربون وتخزينه في أوروبا، إذ تنصب جهود المملكة المتحدة، فقد أعلنت الحكومة الهولندية، هذا العام، أنها ستنفق 2.5 مليار دولار لأول مشروع واسع النطاق لاحتجاز وتخزين الكربون في القارّة.

من جهتها، تستثمر النرويج 1.9 مليار دولار، وتعهدت المملكة المتحدة بتقديم 1.4 مليار دولار على مدى العقد المقبل لإنشاء 4 مراكز لاحتجاز الكربون.

وتتمتع هذه الدول الـ3، المنتشرة حول بحر الشمال، بتاريخ طويل في التنقيب عن الوقود الأحفوري وإنتاجه، وانخفض إنفاق شركات النفط والغاز في المملكة المتحدة في بحر الشمال العام الماضي إلى أدنى مستوى منذ عام 2004.

في المقابل، يمكن أن تصبح تقنية احتجاز الكربون أساسية للحفاظ على هذه الصناعات -والقطاعات التي توفرها– ضمن أساسيات العمل مع تشديد الأهداف المناخية.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة إكوينور، التي تطوّر مشروعات احتجاز وتخزين الكربون في المملكة المتحدة والنرويج وألمانيا وهولندا، أندرز أوبيدال، إن ارتفاع أسعار كربون يجعل هذه المشروعات مربحة، ويجب أن تكون تكلفة التلويث أعلى من الاحتجاز والتخزين.

وأضاف أن بريطانيا تمتلك أكثر الأهداف المناخية طموحًا في دول مجموعة العشرين، إذ تستهدف خفض الانبعاثات بنسبة 78% بحلول عام 2035.

وتساعد بريطانيا في تمويل مركزين صناعيين، إذ يمكن للصناعات الثقيلة وقطاع توليد الكهرباء استخدام واحتجاز الكربون وتخزينه بحلول عام 2025، إضافة إلى تمويل مشروعين آخرين بحلول نهاية العقد.

توقعات الاحتجاز والتخزين المستقبلية

وفقًا لشركة وود ماكينزي، أطلق العالم نحو 33 غيغا طن من الكربون، في عام 2019، وتستحوذ المشروعات التشغيلية على جزء بسيط من ذلك، نحو 40 مليون طن.

وكشف بنك كريدي سويس عن وجود 19 مرفقًا واسع النطاق تعمل في مجال احتجاز وتخزين ثاني أكسيد الكربون قيد التشغيل اليوم، و 32 مرفقًا آخر قيد التطوير.

وأوضح أن تشغيل جميع هذه المشروعات سيتيح تخزين 100 مليون طن من الكربون.

جدير بالذكر أن أكبر مشروع في العالم -الواقع في مصنع الغاز الطبيعي المسال التابع لشركة "شيفرون"في أستراليا، الذي تبلغ تكلفته 54 مليار دولار- لم يحقق هدفه المتمثل في احتجاز 80% من الانبعاثات من المصنع، ودفن 30% فقط على مدى 5 سنوات.

ومن المقرر أن ترتفع الأسعار في سوق الكربون في أوروبا، وهي الأكبر في العالم حتى بدء التداول الشهر الماضي في الصين، إذ يشدد الاتحاد الأوروبي الإجراءات الصارمة على الصناعة من أجل خفض التلوث بنسبة 55% على الأقل بحلول عام 2030 عن مستويات عام 1990.

ونظرًا للتكلفة الأولية للتقنية، لا يوجد إجماع على السعر الذي سيدفع الشركات إلى التوقف عن إطلاق غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق