تقارير الغازرئيسيةسلايدر الرئيسيةغاز

كيف تحايلت غازبروم على عقوبات واشنطن ضد "التيار الشمالي-2"؟

تسجيل سفينة "الأكاديمي تشيرسكي" المسؤولة عن مد الأنابيب باسم مختلف

اقرأ في هذا المقال

  • بوتين يرفع راية العصيان في وجه ترامب ويؤكد: قادرون على إتمام المشروع دون شركاء أجانب
  • واشنطن تستهدف المشروع للحد من نفوذ الغاز الروسي في الأسواق الأوروبية
  • البرلمان الألماني يدخل على خط المواجهة ويطالب برسوم أوروبية على الغاز الأميركي
  • أوكرانيا ودول البلطيق وبولندا ترفض المشروع لأسباب اقتصادية
  • المشروع يقضي بمد خطي أنابيب من روسيا لألمانيا عبر بحر البلطيق بطول 1224 كيلومترا
  • طاقة المشروع 55 مليار متر مكعب سنويا وتكلفته الإجمالية تبلغ 8 مليارات يورو
  • كان من المفترض الانتهاء من المشروع العام الماضي لولا عقوبات أميركا

حازم العمدة

"موسكو تتحايل على عقوبات واشنطن ضد خط نقل الغاز الروسي إلى ألمانيا (التيار الشمالي-2)".. هكذا لخصت صحيفة (دي فيلت) الألمانية الموقف الروسي الذي يرفع راية التحدي والعصيان ضد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وهو ما عكسته مؤخرا التصريحات المتواترة الصادرة عن الكرملين، لاسيما الرئيس فلاديمير بوتين وكأنه يبعث برسالة مفادها أن وقف هذا المشروع الضخم سيكون "على جثته".

عمليا، يجري العمل على قدم وساق لإنجاز بناء "التيار الشمالي-2" ولم يعد لدى الولايات المتحدة وسيلة تذكر للتأثير على هذا الوضع، حسبما أوردت الصحيفة الألمانية.

وأضافت الصحيفة، أن واشنطن حاولت جاهدة منع بناء خط الأنابيب، لكن موسكو تمكنت من الالتفاف على القيود الأميركية المختلفة.

والآن جرى تسجيل سفينة مد الأنابيب "الأكاديمي تشيرسكي" (التي تملكها شركة غازبروم) باسم الصندوق الروسي STIF ، وهو ما سمح بإكمال بناء خط الأنابيب دون التعرض للعقوبات الأميركية.

مجلس الشيوخ

وكان أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي قد تقدموا في وقت سابق بمشروع عقوبات جديدة ضد كل من يساهم في مد خط "التيار الشمالي-2".

ويقضي المشروع بمد مد خطين من الأنابيب لنقل الغاز الطبيعي بطول 1224 كيلومترا ، بطاقة إجمالية تصل إلى 55 مليار متر مكعب سنويا، من الساحل الروسي عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا.

وتشارك في المشروع عدة شركات عالمية، أهمها "غازبروم" الروسية العملاقة التي تستحوذ على 50 % من المشروع، و"كونسورتيوم" مكون من 5 شركات طاقة أوروبية- شركة "Royal Dutch Shell" وشركة "OMV" النمساوية، وشركة "Engie" الفرنسية، وشركة "Uniper and Wintershall" الألمانية- والذي يستحوذ على ال 50 % المتبقية منه، بواقع 10 % لكل منها، وتصل التكلفة الإجمالية للمشروع 8 مليارات يورو.

وفي إطار، سعيها لإنجاز مشروعات غاز ضخمة، من بينها (التيار الشمالي-2)، حصلت غازبروم على قرض طويل الأجل بقيمة 500 مليون يورو (559.30 مليون دولار) من بنك دولي، حسبما ذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء الجمعة نقلًا عن وثائق للشركة، مشيرة إلى انتهاء أجل القرض في 2025.

وقالت إنترفاكس أيضُا إن غازبروم حصلت على قروض بقيمة 100.3 مليون يورو من بنك دولي في أبريل/نيسان ومايو/أيار، وفقا لوكالة رويترز.

وِأضافت أن الشركة ربما تصدر سندات دولية جديدة الأسبوع المقبل، ولم يجر الكشف عن أي تفاصيل عن الإصدار المتوقع.

نفوذ الغاز الروسي

ويلقى المشروع معارضة من قبل أوكرانيا ودول البلطيق وبولندا والولايات المتحدة، حيث تسعى واشنطن إلى بيع الغاز المسال الذي تنتجه شركاتها، لدول الاتحاد الأوروبي، والحد من نفوذ الغاز الروسي في السوق الأوروبية.

وتعارض واشنطن المشروع بقوة، في محاولة منها للترويج لغازها الطبيعي المسال في الاتحاد الأوروبي، وكذلك أوكرانيا، التي تخشى فقدان الإيرادات من عبور الغاز الروسي برا عبر أراضيها.

وكان من المفترض إنهاء المشروع أواخر العام الماضي، ولكن الرئيس ترمب وقع على مجموعة من العقوبات على مشروعي "التيار الشمالي 2" و"التيار التركي"، ما أدى إلى تأخير إنجاز المشروع.

وتوقفت شركة "Allseas" السويسرية، المسؤولة عن مد الأنبوب، عن تنفيذ المشروع على أثر العقوبات الأميركية، التي تضمنت بندا يجنب الشركات المنفذة للعقوبات في حال التوقف الفوري عن التنفيذ.

بيد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رفع راية التحدي في وجه ترامب ، وأكد أن بلاده ستكون قادرة على استكمال بناء خط أنابيب الغاز، حتى من دون وجود شركاء أجانب، كما أكد أن مشروع "التيار الشمالي 2" سوف يعمل قبل نهاية العام الجاري أو في الربع الأول من العام المقبل على أقصى تقدير.

وعزف رئيس شركة غازبروم أليكسي ميللر على نفس الإيقاع، بقوله إن الشركة لديها كل الوسائل لإكمال المشروع بمفردها، لكن هذا سيستغرق وقتًا أطول مما كان متوقعًا.

وقبل أيام، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، إن الحديث عن فرض عقوبات أمريكية جديدة على مشروع الغاز "التيار الشمالي-2" لا تساهم في تعافي قطاع الطاقة العالمي.

وأضاف نوفاك أن ذلك يؤثر سلبا على العمل المشترك لتعافي الاقتصاد العالمي بعد أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد التي شهدها العالم.

جاءت تصريحات الوزير الروسي خلال مؤتمر للطاقة عقد الأربعاء عبر الإنترنت.

في السياق ذاته، السفير الروسي في واشنطن أناتولي أنتونوف، إن الولايات المتحدة لن تتمكن من وقف بناء خط أنابيب "التيار الشمالي-2".

وعما إذا كانت واشنطن تستطيع وقف بناء خط الأنابيب، قال السفير الروسي في مقابلة تلفزيونية مؤخرا "لو قلنا بحسم وبشكل مختصر، لا لن تتمكن"..

البرلمان الألماني

ولم يتوقف التحدي عند الجانب الروسي، وإنما تلقف أعضاء البرلمان الألماني الراية من بوتين، حيث قال عضو البرلماني الألماني البارزكلاوس إرنست، الأسبوع الماضي إن الرد الفوري على العقوبات الأميركية ضد "التيار الشمالي-2" يجب أن يكون بتطبيق رسوم جمركية على مستوى الاتحاد الأوروبي على الغاز المسال الأميركي.

وأضاف إرنست، الذي يشغل منصب رئيس لجنة الشؤون الاقتصادية والطاقة في البوندستاغ (البرلمان الألماني)، أن أية عقوبات أميركية جديدة على المشروع ستكون تدخلا في سيادة ألمانيا والاتحاد الأوروبي.

وأكد أن أن معظم أعضاء البرلمان الألماني يؤيدون استكمال بناء المشروع، الذي يهدف لضخ الغاز من روسيا إلى ألمانيا.

واقترح فرض عقوبات على أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، الذين تقدموا باقتراح لفرض إجراءات جديدة ضد "التيار الشمالي-2"..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق