دول غرب أفريقيا.. معالجة فقر الكهرباء قبل "رفاهية" التحديات المناخية
داليا الهمشري
جدد المشاركون في مؤتمر ومعرض "إم إس جي بي سي" للنفط والغاز والطاقة 2021، تأكيدهم أن أفريقيا ليست لديها رفاهية الالتزام بالتعهدات المناخية، وأن الأولوية ستظل دائمًا لمعالجة أزمة فقر الكهرباء.
وقال وزير المناجم والمحروقات في غينيا الاستوائية، غابرييل مباغا أوبيانغ ليما: "تحتاج أفريقيا أولًا إلى معالجة فقر الكهرباء قبل أن نتمكن من الحديث عن تحول الطاقة".
وتابع -خلال حديثه في اليوم الثاني من المؤتمر- "هناك نقص في الكهرباء في معظم أنحاء القارة، ولا يمكنك التخطيط لتحول الطاقة دون توفير الكهرباء -أولًا- لشعبك".
ويُعد مؤتمر ومعرض إم إس جي بي سي للنفط والغاز والطاقة 2021 حدثًا رائدًا في مجال الطاقة بمشاركة 5 دول من غرب أفريقيا، وهي موريتانيا والسنغال وغامبيا وغينيا بيساو وغينيا كوناكري.
ويُعقد المؤتمر سنويًا في داكار، ويقود الاستثمار والمناقشات وفرص التواصل لنخبة الطاقة في المنطقة، حسب موقع إنرجي كابيتال آند بور.
كما يأتي استجابة للطلب المتزايد على الطاقة المتجددة والاهتمام الكبير من أصحاب المصلحة الدوليين بالاستثمار في أفريقيا.
تحديات تغير المناخ
دعا وزير المناجم والمحروقات في غينيا الاستوائية، السنغال وموزمبيق وأوغندا -منتجي النفط والغاز الجدد في أفريقيا- إلى الدفاع عن حقهم في تطوير مواردهم؛ لأن هذه البلدان ستخسر أكثر من غيرها.
وأشار بأصابع الاتهام إلى الأسواق الاستهلاكية الرئيسة، وعادات المستهلكين غير المستدامة، بوصفها التحدي الحقيقي لمواجهة تغير المناخ.
وأضاف ليما: "نريد أن نوضح أننا لا ننكر الحاجة إلى مواجهة تغير المناخ، لكن هناك وجهين لهذه القضية، جانب المنتج وجانب المستهلك".
واستطرد: "إن كمية الكهرباء المستخدمة في ألعاب الفيديو في الولايات المتحدة تعادل تلك التي تستخدمها الحكومة المركزية النيجيرية بأكملها، ومن ثم فلا يمكنك إلقاء اللوم على المنتجين فقط، ولكن هناك حاجة لمعالجة عادات الاستهلاك".
مسؤولية المستهلكين
شدد الوزير -كذلك- على أن "المستهلك يتحمل قطعًا مسؤولية الاستهلاك بطريقة أكثر استدامة، وهذا هو السبب في أنه عندما تكون هناك احتجاجات ضد المنتجين، يبدو أنهم مدفوعون بأشخاص لا يفهمون أننا نحتاج إلى الكهرباء للاستخدامات الأساسية والإضاءة، وأنهم هم من يحتاجون إلى تغيير عاداتهم من أجل حماية البيئة".
ومن جانبه، حذر الرئيس السنغالي، ماكي سال، من أن قرار بعض الدول المتقدمة عدم تمويل مشروعات الوقود الأحفوري يهدد بالحد من الجهود المبذولة لتنمية القارة.
وقال ماكي سال -في كلمته خلال افتتاح المؤتمر: "إذا لم نتوخَّ الحذر؛ فإن الظلم الذي تعانيه أفريقيا لمدة طويلة، سيضاف إليه ظلم مناخي، باسم التخلي عن الوقود الأحفوري".
أفريقيا ليست ضد العمل المناخي
قال الرئيس السنغالي: "هذه معركة يجب أن نخوضها، وعلينا أن نكسبها".
وأكد أن أفريقيا ليست "ضد العمل للتصدي للتغير المناخي"، إلا أن بعض دول القارة التي تمتلك أنواعًا من الوقود الأحفوري، لا تزال ترغب في استغلالها.
وسلّط الرئيس السنغالي الضوء على أن بلاده قد أحرزت تقدمًا في مجال الطاقات المتجددة، وبفضل الإنجازات التي تحققت بالفعل تشكل الطاقة النظيفة اليوم أكثر من 30% من مزيج الطاقة في السنغال، ومن المتوقع أن يرتفع هذا المعدل مع مشروع رئيس للطاقة الشمسية يهدف إلى تزويد 1000 قرية بالكهرباء النظيفة.
واستطرد ماكي سال قائلًا: إن "هذا يعني أنه على الرغم من مواردنا المحدودة، يمكن أن تكون بلداننا أيضًا رائدة في مجال الطاقة النظيفة، وملتزمة تمامًا بمكافحة تغير المناخ".
موضوعات متعلقة..
- خطوة جديدة لزيادة إنتاج النفط في غينيا الاستوائية
- غينيا الاستوائية.. طفرة متوقعة لتنشيط مشروعات النفط والغاز
- أسبوع الطاقة الأفريقي.. دعوة إلى مزيد من الاستثمار في النفط والغاز (تقرير بالصور)
اقرأ أيضًا..
- الكهرباء المتجددة.. أمل الاتحاد الأوروبي في خفض الانبعاثات
- قطر.. القصة الكاملة لصاحبة ثالث أكبر احتياطي غاز طبيعي في العالم
- الاحتياطي الإستراتيجي للنفط.. أميركا تعلن بيع 18 مليون برميل