التقاريرتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

معاهدة البلاستيك.. ما خطرها على مصالح دول أفريقيا المنتجة للهيدروكربونات؟ (تقرير)

نوار صبح

من المتوقع أن يُلحق توقيع معاهدة البلاستيك المقترحة أضرارًا اقتصادية جسيمة بالدول الأفريقية المنتجة للهيدروكربونات والبتروكيماويات.

وبحسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، ينعقد حاليًا الجزء الثاني من الدورة الخامسة للجنة التفاوض الحكومية الدولية بشأن معاهدة البلاستيك في جنيف، سويسرا، بمشاركة أكثر من 170 دولة لمناقشة تطبيق اتفاق ملزم قانونًا بشأن التلوث البلاستيكي.

في حال توقيعها، ستخفض معاهدة البلاستيك مستويات إنتاج البلاستيك أحادي الاستعمال؛ ما يُلحق أضرارًا اقتصادية جسيمة بالدول المنتجة للهيدروكربونات، خصوصًا الموجودة في أفريقيا.

إزاء ذلك، أبدت غرفة الطاقة الأفريقية معارضتها الشديدة لمعاهدة البلاستيك المقترحة.

تداعيات تطبيق معاهدة البلاستيك المقترحة

رغم أن النوايا وراء معاهدة البلاستيك المقترحة قد تنبع من مخاوف بيئية في العالم المتقدم؛ فإن تطبيقها سيُلحق ضررًا بالغًا بصناعة البتروكيماويات في أفريقيا.

وستعوق هذه المعاهدة نمو صناعة النفط والغاز في أفريقيا؛ ما يؤدي إلى تفاقم فقر الطاقة، وإعاقة التصنيع، وتوقف التصنيع، وتراجع الاستثمارات الحيوية في قطاع الكيماويات.

وستتحمل الدول الأفريقية، خصوصًا الغابون وغانا وأنغولا والسنغال، العبء الأكبر من هذا التأثير.

وتواجه هذه الدول تحديات اقتصادية منذ مدة طويلة، رغم امتلاكها مكامن كبيرة من موارد النفط والغاز. وتمتلك الغابون ملياري برميل من النفط و1.2 تريليون قدم مكعبة من الغاز، وتمتلك غانا 1.1 مليار برميل من النفط و2.1 تريليون قدم مكعبة من الغاز.

مصفاة ساسول للبتروكيماويات جنوب غرب جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا
مصفاة ساسول للبتروكيماويات جنوب غرب جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا – الصورة من رويترز

بدورها، تمتلك السنغال مليار برميل من النفط و120 تريليون قدم مكعبة من الغاز؛ كما تمتلك أنغولا 9 مليارات برميل من النفط و11 تريليون قدم مكعبة من الغاز.

وتتيح هذه الموارد فرصة للتنمية الاقتصادية في أفريقيا، ولا سيما من خلال إنتاج البتروكيماويات.

في المقابل، يجلب ارتفاع تصنيع البتروكيماويات في أفريقيا معه مجموعة من الفوائد الاقتصادية، من فرص العمل إلى إدخال المواد الأساسية وسلاسل التوريد إلى التجارة العالمية والابتكار.

وستحفز البتروكيماويات التنمية بمختلف القطاعات الإستراتيجية، بما في ذلك الرعاية الصحية والزراعة والنقل.

وفي مواجهة أزمة الطاقة والغذاء، تحتاج أفريقيا إلى البتروكيماويات لتحسين سبل العيش وضمان النمو الشامل.

معارضة معاهدة البلاستيك المقترحة

من خلال معارضة معاهدة البلاستيك المقترحة، يمكن للدول الأفريقية حماية طريقها نحو أمن الطاقة والنمو الصناعي والازدهار الاقتصادي.

على سبيل المثال، تخطو الغابون خطوات كبيرة نحو التخفيف من فقر الطاقة من خلال الاستثمارات في مشروعات النفط والغاز.

وتستهدف البلاد 220 ألف برميل يوميًا، وتسعى إلى تنويع اقتصادها من خلال التوسع في صناعة البتروكيماويات ومعالجة الغاز المسال وغاز النفط المسال.

وتشمل المشروعات الرئيسة محطة كاب لوبيز للغاز المسال بقيمة 2 مليار دولار أميركي -التي تبدأ في عام 2026- ومصنع باتانغا لغاز النفط المسال، ومصفاة سوغارا التي تستهدف 1.5 مليون طن بحلول عام 2030.

وستُعطل معاهدة البلاستيك هذا النمو؛ ما يؤثر في جهود الغابون لتعزيز اقتصادها، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة.

وستتعرض مشروعات النفط والغاز الجارية في السنغال للخطر بسبب المعاهدة.

وبعد بدء العمليات في مشروع تورتو أحميم الكبير (GTA) خلال عام 2025 وحقل سانغومار النفطي في عام 2024، تُعزز السنغال جهودها لتحسين أمن الوقود المحلي، وتسهيل تطوير صناعات جديدة، وتحفيز التنمية الاقتصادية.

منصة الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة في حقل تورتو أحميم الكبير
منصة الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة في حقل تورتو أحميم الكبير - الصورة من شركة بي بي

وتبلغ القدرة الإنتاجية لمشروع تورتو أحميم الكبير 2.3 مليون طن سنويًا، مع زيادة الإنتاج في المراحل اللاحقة إلى 5 ملايين طن سنويًا.

وتخطط شركة "سيدين إنجينيرينغ" (Sedin Engineering) لبناء مصفاة ومصنع للبتروكيماويات في البلاد بالاستفادة من الموارد البحرية لإنتاج البلاستيك والمواد الكيميائية عالية القيمة؛ وستُقيد معاهدة البلاستيك هذا.

وفي الوقت نفسه، سيعاني مجمع غانا البتروكيماوي الطموح بشدة؛ ما سيقوّض التنمية الصناعية في البلاد. وتخطط غانا لتطوير مجمع بترولي بقيمة 12 مليار دولار في مقاطعة جومورو، الذي سيضم، بعد اكتمال جميع مراحله، 3 مصافي تكرير بقدرة 300 ألف برميل يوميًا، و5 مصانع بتروكيماوية، ومرافق تخزين، وبنية تحتية للمواني.

لذلك، ستؤثر معاهدة البلاستيك المقترحة في هذا المشروع، الذي يمكنه تعزيز أمن الطاقة والغذاء بشكل كبير في جميع أنحاء منطقة غرب أفريقيا.

وتخطط أنغولا، ثاني أكبر منتج للنفط في دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، لتعزيز إنتاج البتروكيماويات في إطار جهودها لتنويع اقتصادها المعتمد على النفط.

من جهتها، تدعو غرفة الطاقة الأفريقية دول القارة السمراء، وتحديدًا الغابون وغانا وأنغولا والسنغال، إلى رفض دعم هذه المعاهدة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق