رئيسيةتقارير الكهرباءكهرباء

دعوات رسمية إلى زيادة إنتاج الفحم في الصين

لمواجهة الطلب على الكهرباء

حياة حسين

ارتفع الطلب على الكهرباء بسبب زيادة الحرارة في الصين، ما دفع المسؤولين إلى المطالبة بالتوسع في استخدام الفحم وإنتاجه، وهو ما يمثل عائقًا جديدًا أمام الحياد الكربوني.

وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية، فإن سخونة الطقس الشديدة الأسبوع الماضي دفعت سكان مناطق شمال الصين ووسطها إلى زيادة استهلاك الكهرباء لتشغيل أجهزة تكييف الهواء بنسبة 8.8%، مقارنة بالمدة ذاتها العام الماضي.

وأشارت بيانات شركة شبكة الكهرباء الصينية -التي نقلتها الصحيفة، واطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة- إلى أن استهلاك الكهرباء ارتفع في شمال الصين بنسبة 3.2%، وأن الأحمال سجلت أرقامًا قياسية في كل من شاندونغ هنان وجيانغسو.

دعوة رئيس الوزراء

إنتاج الفحم
رئيس الوزراء الصيني، لي كه تشيانغ- الصورة من سي إن بي سي

دعا رئيس الوزراء الصيني، لي كه تشيانغ، إلى زيادة الطاقة الإنتاجية للفحم لتأمين احتياجات الطلب المتزايد على استهلاك الكهرباء، بسبب سخونة الطقس، وفق وسائل إعلام محلية مملوكة للدولة.

كما دعا إلى "بذل مجهودات كبيرة لزيادة إنتاج الفحم النظيف وتوليد الكهرباء".

وبينما يواجه المسؤولون الصينيون مخاوف تكرار أزمة انقطاع الكهرباء، التي حدثت العام الماضي، بالدعوة إلى زيادة إنتاج الفحم النظيف، هناك مخاوف أخرى في المقابل، من تقويض قدرة الصين على الوفاء بتعهداتها المناخية وخفض الانبعاثات، وتحقيق الحياد الكربوني.

وكانت بكين قد تعهدت بتحقيق الحياد الكربوني في 2060، خلال قمة المناخ السابقة كوب 26، التي انعقدت في مدينة غلاسكو الإسكتلندية في نوفمبر/تشرين الثاني 2021.

كما أعلنت الصين في 2020 أنها تستهدف الوصول إلى ذروة الانبعاثات الكربونية في البلاد بحلول عام 2030.

انخفاض الانبعاثات

يُذكر أن الصين سجلت الشهر الماضي خفضًا للانبعاثات للربع الرابع على التوالي، لكن بعض المحللين يعتقدون أن السبب الأساسي في هذا الانخفاض، هو الإغلاقات الاقتصادية بسبب إعادة انتشار وباء كوفيد-19 في المقام الأول.

واتبعت بكين سياسة صارمة منذ بداية العام الجاري 2022، تستهدف القضاء على وباء كورونا، إذ أغلقت الكثير من المدن، خاصة الصناعية مثل شنغهاي، وهو ما انعكس سلبًا على الإمدادات العالمية من المنتجات المختلفة.

وتُعد الصين أكبر مستثمر في العالم في مجال الطاقة المتجددة بشقيها الأساسيين الرياح والشمس، إلا أن أنظمة التزود بالكهرباء لديها لا تزال تعتمد بصورة رئيسة على محطات الفحم، إذ توفر أكثر من 50% من الاحتياجات الوطنية، وفق دراسة بحثية، نشرتها "ناتشر" هذا الشهر.

وقالت الدراسة: "إنه رغم أن الصين صاحبة أضخم عدد من مشروعات مزارع الرياح والطاقة الشمسية التي تقوم بتركيبها، فإن أنظمتها الكهربائية، وشبكات نقل الكهرباء ستحتاج إلى تحول عميق خلال السنوات الـ30 المقبلة لتحقيق مستهدفات خفض الانبعاثات والحياد الكربوني".

استقرار الإمدادات

إنتاج الفحم
عمال في منجم فحم صيني- الصورة من إم بي آر

قال مراقبون للسوق الصينية، إن بكين تستهدف زيادة إنتاج الفحم لتحقيق استقرار إمدادات الكهرباء، رغم استثماراتها الضخمة في مجال الطاقة الشمسية ومزارع الرياح.

واتخذت دول أوروبية الخطوات ذاتها في مجال الوقود الأحفوري، لمواجهة أزمات الطاقة لديها جراء غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي.

وقال كبير مستشاري السياسات العالمية في منظمة "غرينبيس"، لي شو: "إنه من الواضح بعد الإجراءات الصينية في مجال إنتاج الفحم، أنه سيتم إرجاء تحقيق مستهدفاتها لخفض الانبعاثات، لكن يجب أن تكون هناك إرادة سياسية قوية لتحقيق ذلك".

ودافع الأكاديمي في جامعة "تي شينغوا"، عضو الحزب الشيوعي الصيني، جيانغ وي، عن موقف بلاده بشأن زيادة إنتاج الفحم، قائلًا إن هذا الاتجاه ليس بالضرورة يعني أن بكين تتخلى عن تعهداتها بخفض الانبعاثات.

وأضاف: "قبل تغيير أنظمة نقل الكهرباء لتتواءم مع الطاقة المتجددة، لا بد من زيادة إنتاج الفحم لتحقيق أمن الطاقة".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق