تقارير التغير المناخيالتغير المناخيالتقاريرتقارير النفطرئيسيةنفط

قمة المناخ كوب 26.. الصين تناقض تعهداتها وتواجه انخفاض وارداتها النفطية بزيادة إنتاج الفحم

بعد بلوغها أدنى مستوياتها منذ 3 سنوات

هبة مصطفى

في تناقض واضح مع إعلانها إستراتيجية مناخية جديدة، بالتزامن مع انعقاد قمة المناخ كوب 26، تسعى الصين إلى التغلب على ارتفاع أسعار الطاقة العالمية وانعكاسها على أسعار الوقود المحلية، إضافة إلى انخفاض وارداتها النفطية، بزيادة إنتاج الفحم.

وكانت بيانات الإدارة العامة للجمارك الصينية قد كشفت عن انخفاض واردات النفط الخام في الصين، خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، إلى أدنى مستوياتها في غضون 3 سنوات، ضمن تبعات ارتفاع أسعار الطاقة عالميًا.

انخفاض قياسي

سجلت واردات النفط الصينية أقل مستوى منذ سبتمبر/أيلول عام 2018، إثر عزوف كبرى شركات التكرير المملوكة للدولة عن الشراء، متأثرة بارتفاع الأسعار.

وأوضحت البيانات –الصادرة اليوم الأحد- أن الصين، وهي أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، استقبلت 37.8 مليون طن الشهر الماضي، وهو ما يعادل 8.9 مليون برميل يوميًا، وفق رويترز.

وتأتي نسب واردات الشهر الماضي بانخفاض عن واردات سبتمبر/أيلول المقدرة بـ9.99 مليون برميل يوميًا، والواردات على أساس سنوي للشهر ذاته المقدرة بـ10.02 مليون برميل يوميًا، العام الماضي.

وأوضحت بيانات الجمارك أن إجمالي واردات الخام -خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى أكتوبر/تشرين الأول- بلغ 425.06 مليون طن؛ ما يعادل 10.21 مليون برميل يوميًا، بانخفاض 7.2% على أساس سنوي.

وتراجعت واردات النفط على أساس شهري للشهر الثاني على التوالي، في ظل قفزة عالمية للأسعار بنسبة 62%، وزيادة الطلب على الوقود تعافيًا من آثار جائحة كورونا.

واردات الصين من النفط والمخزون العائم

التجارة غير المشروعة

يُرجع محللون انخفاض الواردات الصينية من النفط الخام إلى حملة بكين ضد التجارة غير المشروعة في حصص النفط، وإجراء مراجعات حول حصص الشركات المستقلة من مخصصات الواردات، بعدما أُلزِمت بحصص محددة.

وشمل التراجع -أيضًا- صادرات الصين من المنتجات النفطية المكررة؛ إذ تراجعت في أكتوبر/تشرين الأول بنسبة 31.8% على أساس سنوي، لتصل إلى 3.95 مليون طن، وفق البيانات الجمركية.

وسجلت واردات الغاز الطبيعي -التي تشمل الواردات عبر خطوط الأنابيب، وواردات الغاز الطبيعي المسال- 9.38 مليون طن في أكتوبر/تشرين الأول، بزيادة 24.6% عن العام الماضي.

وحددت بكين حصصًا لشركات التكرير المستقلة في واردات النفط الخام بواقع 14.89 مليون طن، خلال المدة المتبقية من العام الجاري، وتبلغ حصة جيجيانغ بتروكيميكال كورب –مُشغل أكبر مصفاة في الصين- 12 مليون طن منها.

وتشير توقعات إلى زيادة واردات النفط، الشهر الجاري، خاصة عقب التزام شركات التكرير بالتصدي لنقص إمدادات الديزل والبنزين، الذي دفع أسعار الوقود للارتفاع.

إنتاج الفحم

أمام انخفاض الواردات النفطية، لجأت الصين إلى رفع إنتاجها اليومي من الفحم إلى 11.88 مليون طن، في مستوى مرتفع جديد على أساس سنوي؛ للتغلب على أسعار الطاقة العالمية، ومحاولة لتخفيف آثار نقص الإمدادات مع اقتراب فصل الشتاء.

وتوقعت الأجهزة المعنية بالتخطيط الاقتصادي في الصين، المزيد من الارتفاعات في إنتاج الفحم.

وتثير تلك التصريحات الجدل؛ خاصة أنها صدرت بالتزامن مع انعقاد قمة المناخ كوب 26 في غلاسكو؛ إذ أعلنت الصين –خلال مشاركتها في الفعاليات- إستراتيجية جديدة لمحطات الكهرباء العاملة بالفحم من أجل خفض الانبعاثات بحلول 2025.

وتعهدت بكين -أكبر مستهلك للفحم في العالم وأكبر مصدري انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري- بتقليص استخدام الفحم بعد 4 أعوام.

وأعلنت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح توقعاتها بتجاوز معدل الإنتاج اليومي 12 مليون طن، وفقًا لاتجاهات زيادة الإنتاج حاليًا، وفق رويترز.

وأضافت أن الإنتاج المسجل –حتى الخميس الماضي- البالغ 11.88 مليون طن، زاد على إنتاج اليوم السابق له البالغ 11.2 مليون طن.

وأشارت إلى ارتفاع الإنتاج اليومي في أكبر مناطق منتجة للفحم في شانشي إلى 220 ألف طن، وزيادته في منغوليا الداخلية إلى 420 ألف طن.

وأوضحت وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا" أن منغوليا الداخلية تكثف جهودها من أجل زيادة طاقة الإنتاج والنقل، في الوقت الذي تسلم فيه شركات في الأقاليم شحنات كبيرة إلى ميناء الفحم الرئيس في تشنهوانجداو بأسعار مخفضة، في محاولة لتحقيق استقرار في السوق.

وزادت حدة أزمة أسعار الطاقة العالمية جراء زيادة الطلب، واضطراب الإمدادات، ونظام الأسعار الذي منع شركات توليد الكهرباء من تحميل الزيادة في التكاليف على المستهلكين.

الحياد الكربوني - الصين

انبعاثات الكربون

واصلت أسعار مخصصات انبعاثات الكربون في الصين تراجعها، رغم عزم بكين تحقيق أهدافها للحد من الانبعاثات، بحسب ما ذكرته وكالة بلومبرغ.

وأُغلقت مخصصات الانبعاثات قبل يومين بتراجع 0.2%، ليصل إلى 42.33 يوانًا صينيًا (6.62 دولارًا أميركيًا) للطن، وفق بيان الوكالة الوطنية لتجارة انبعاثات الكربون.

وسبق أن أعلنت الصين التزامها بتحقيق أهداف ذروة انبعاثات غازات الدفيئة قبل 2030، والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2060.

وتتصدر الصين قائمة الدول التي تُنتج كميات كبيرة من غازات الدفيئة الضارة بالمناخ، فيما أظهرت دراسة أن انبعاثات الكربون العالمية ارتفعت مقتربة من مستوياتها قبل جائحة فيروس كورونا.

وانخفضت الانبعاثات خلال العام الماضي، في ذروة انتشار فيروس كورونا، إلى مستوى قياسي بلغ 1.9 مليار طن، أي بنسبة 5.4% مع حالات الإغلاق وتوقف النشاط الاقتصادي.

بدوره، قال الباحث في جامعة إكستر والمُعدّ الرئيس للدراسة، بيير فردلينغستاين، إنه خلال إعداد الدراسة توقع الباحثون ارتفاعًا في الانبعاثات، لكن كثافة ارتفاع الانبعاثات وسرعتها كانت مفاجئة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق